القلق حالة نفسية وفسيولوجية تتركب من تضافر عناصر إدراكية ، وجسدية ، وسلوكية لخلق شعور غير سار ويعتبر القلق حالة مزاجية موجهة نحو المستقبل وفيه يكون الشخص على استعداد لمحاولة التعامل مع الأحداث السلبية القادمة,فالقلق أحد الظواهر النفسية التي تؤثر تأثير واضح في شخصية الإنسان وللقلق عدة أنواع منها قلق الطلاب وقت الإختبارات.
وللإختبارات رهبتها وطقوسها فحين يأتي وقتها يعيش بعض الطلبة حالة طوارئ قصوى من القلق.
كما ذكر الدكتور جار الله السنيدي أخصائي في علم النفس أن القلق حالة نفسية يعيشها الإنسان إذا كان يخاف من شيء مجهول وهو “حالة نفسية” قد تكون لواقع فعلي أو واقع وهمي وحالة من إنعدام الأمن و الأمام وتركيبات فسيولوجية تثير التوتر إتجاه شيء معين .
وأضاف السنيدي أن من أعراض القلق الشرود الذهني , العصبية , التوتر وقلة الشهية مشيراً الى أن بعض الطلبة يصيبهم القلق وقت الإختبارات وذلك لعدة أسباب منها ضعف الاستعداد وضعف التجارب بالإضافة إلى تأجيل المذاكرة إلى ليلة الإختبار أو عدم فهم المادة ومتابعتها.
وأوضح الدكتور أن حالة القلق في فترة الإختبارات قد تعود للفرد نفسه أو المجتمع المحاط به من المعلمين أو الأسرة ،وقد يكون هناك قلق محمود وهو القلق المحفز البسيط،والقلق السلبي وهو الغالب على بعض الطلاب والطالبات وقد يصحب معه التوتر الشديد وبالتالي تصعب عملية المذاكرة واسترجاع المعلومات.
و أوصى السنيدي بأن على الطلبة تعلم تقنيات التعايش مع الإختبارات والمذاكرة مثل تحديد الأولويات و وضع وقت راحة بين كل فصل في المقرر ويجب أن يكون لدى الطالب فنيات الاسترخاء والتأمل .
وكشف الدكتور محمد الشارخ أخصائي تثقيف صحي أن الطالب يمكن أن يستخدم القلق لإحراز نتائج أفضل في الامتحانات موضحاً أن القلق إذا زاد عن الحد الطبيعي وأصبح يعيق الطالب عن المذاكرة أو يعيق عن النوم والأكل والإسترخاء فإنه يصبح مشكلة يجب علاجها وذلك لأن له أضرار على صحة الطالب مثل فقدان الوزن وضعف جهاز المناعة مما يجعل الطالب في فترة الإختبارات معرض لشتى الأمراض .
وأضاف الشارخ أن القلق الزائد قد يؤثر على الجهاز التنفسي وقد يصاب الطالب بضيق التنفس ونوبات القلب وممكن أن يحدث حالات اغماء .
وبينت أستاذة آرام أبو عباه عضو هيئة تدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود أن الطلاب في السابق كانوا يعانون من القلق بشكل أكبر وذلك بسبب شدة المعلمين وطريقة التعليم التقليدية وكذلك يرجع إلى قسوة الأهل على الأبناء في فترة الامتحانات.
وأوضحت أن نسبة القلق الزائد المصحوب بحالات اغماء وعدم تركيز للطالب وما إلى ذلك أصبحت أقل بكثير وخاصة على الطلاب الجامعيين ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها طريقة التعليم الجديدة قد خففت على الطلاب الشعور بالتوتر و تغير سياسات التعليم هيئة المعلم الجديد بطرقة أسهل , و تطور التكنلوجيا ساعدت الطلبة على تعدي القلق والتوتر فالطالب إذا لم يفهم على المعلم يستطيع أن يبحث عن ما يريد على الانترنت.
وأضافت أبو عباه أن من أسباب إنعدام القلق لدى بعض الطلبة قد يكون سبب شخصي للطالب، واعتقاده بأن الشهادة والدرجات العالية ليست مهمة بقدر أهمية الخبرة والممارسة.
الجدير بالذكر أن القلق إذا كان معتدل فهو ضروري ومما لا شك فيه أنه يدفع الطلبة إلى الاستذكار و الاجتهاد بينما إذا كان القلق لدى الطالب زائد عن الحد الطبيعي فهو سيؤدي إلى حالة من التوتر الزائد والإخفاق الدراسي.