– من الصعب التفرقة بين أعراض هـذا المرض والزائدة الدودية.
– كبار السن أكثر عرضة للإصابة نتيجـة تضاؤل مرونة القولون.
– تناقـص كمية الألياف بالطعام تـؤدي إلـى حدوث هذه الزائدة
نحن جميعاً نعرف ” الزائدة الدودية ” التي تسبب عند التهابها آلاماً خاصة في الجانب الأيمن من البطن ولكن من منا يعرف أن هناك أيضاً ” الزائدة القولونية ” التي تتشابه أعراضها مع الدودية ولاتقل خطورة عنها .
يقول الدكتور جمال الدين مصيلحي أخصائي الجراحة العامة بمستشفى الحمادي بالرياض : ” إن الزائدة القولونية ” إن صح هذا التعبير – هي عبارة عن نتوء صغير في جدار القولون الغليظ لايتعدى طوله عدة ملليمترات ، ويكون مفرداً أومتعدداً.
وأوضح د.مصيلحي أن هذا المرض ظهر مع تغير نوعية الغذاء خلال العقود المنصرمة خاصة مع تناقص كمية الألياف الموجودة فيه إلى حد يصل إلى عشر ماكان يستهلك من قبل ، خصوصاً مع انتشار الوجبات السريعة سواء في العمل أو المدرسة أو الجامعة ، مما أدى إلى ازدياد نسبة ظهور حالات الزوائد القولونية التي كانت تعرف من قبل في الدول الغربية غالباً.
ويؤكد أخصائي الجراحة العامة بأن هذا المرض إما يكون خلقياً ( يولد به الإنسان ) وفي هذه الحالة يكون كامل الجدار ، أو مكتسباً وفيها يكون جداره رقيقاً ( عبارة عن الغشاء المخاطي المبطن لجدار القولون ) وهذا هو النوع الشائع ، وهو الأكثر تعرضاً لحدوث الإلتهاب والانثقاب.
وعن سؤال حول كيفية تسبب الغذاء في حدوث هذه الزوائد قال د. مصيلحي : في المرحلة الأخيرة للهضم ينتقل الغذاء إلى القولون حيث يمتص منه بعض السوائل ثم يدفعه للخارج عن طريق حركات عضلية منظمة لكن إذا كان الغذاء خالي الألياف فطبيعته تختلف ويؤدي إلى اضطراب في الحركة العضلية للقولون مما يؤدي لإزدياد الضغط الداخلي على جدارن القولون فتبرز هذه الزوائد.
ولوحظ عند كبار السن أن قوة ومرونة القولون تتضاءل مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمثل هذه الأمراض ، وهناك أسباب أخرى لحدوث هذه الزوائد إلا أنها لم تعرف حتى الآن.
ويشرح د. مصيلحي مظاهر المرض بقوله : إن معظم المرضى المصابين بالزوائد القولونية ليس لديهم أعراض مرضية لكن بعضهم يعاني من أعراض مايسمى بمتلازمة القولون المتهيج ( القولون العصبي ) ، فيشعرون بوجع أو مغص أسفل البطن غالباً بالجهة اليسرى غير مستمر يصاحبه انتفاخ في البطن مع عدم انتظام التبرز وغالباً إمساك.
لكن إذا حدث التهاب بهذه الزوائد نجد أن الألم يستد ويكون مستمراً مع ارتفاع في درجة الحرارة وفقدان الشهية للأكل مع غثيان قد يصاحبه تقيؤ ، ويلاحظ أن هذه الأعراض تتشابه مع أعراض التهاب الزائدة الدودية لذلك من الصعب التفرقة بينهما إذا كانت الزوائد الملتهبة بالقولون الصاعد ( الجهة اليمنى بالبطن ).
وأفاد بأن مضاعفات هذا المرض تتمثل في : انثقاب للزوائد وتفريغ محتوياتها داخل البطن مما يؤدي إلى التهاب بريتواني ، كما يمكن حدوث التهابات شديدة تؤدي إلى خراج أو انسداد بالقولون ، أو نواسير داخلية بين القولون والمثانة البولية أو المهبل عند السيدات.
وأشار د. مصيلحي إلى أن التشخيص يتم من خلال الفحص السريري وتصوير اشعاعي بالصبغة للقولون ومنظار القولون وأشعة مقطعية بالكمبيوتر للبطن والحوض
أما عن العلاج فيرى أنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام الأول منهم العلاج المحافظ ويتضمن مضادات حيوية مناسبة مع أدوية لعلاج الامساك وإذا لم يحدث فيحسن تنويم المريض بالمستشفى ويعطى السوائل المغذية عبر الوريد ، مع تجنب الأكل والشرب بالفم لإراحة الجهاز الهضمي ، مع المضادات الحيوية المناسبة وأحياناً نلجأ لوضع أنبوب بالمعدة عن طريق الفم إذا استمر التقيؤ ، ويحدث التحسن السريري خلال 24-48 ساعة بإذن الله .
أما العلاج الجراحي فيقول د.مصيلحي بأنه يتم اللجوء إليه في حالة عدم تحسن المريض مع العلاج المحفاظ لمدة 24 ساعة – 48 ساعة أوتكررت الحالة أوحدثت مضاعفات كالتي ذكرناها سابقاً.
وهناك طرق جراحية عديدة لعلاج مثل هذه الحالات حسب تطورها وشدتها ، وغالباً مايتم استئصال جزء القولون المشتمل على الزوائد ، ثم إعادة إيصال القولون على مرحلة أومرحلتين.
والعلاج الثالث وهو الأهم : العلاج الوقائي وهو يعني الأخذ بالأسباب من خلال تناول الغذاء كثير الألياف مثل الخضروات الطازجة ، وهناك مثل أسباني يقول ” أن الحمية الغذائية تشفى أكثر من المشرط ” مع تجنب الامساك وعلاجه ، وضرورة مراجعة الطبيب المختص في الوقت المناسب وعدم تناول الأدوية المسكنة ومضادات التقلص بدون استشارة الطبيب خصوصاً إذا تكررت الأعراض.
د. جمال مصيلحي أخصائي الجراحة العامة.