لأنها العاصمة المقدسة قبلة مئات الملايين ومقصدهم إلى فرائض الحج والعمرة، ولأن معظم الفنون والحرف عكست هذه المكانة الروحية والتاريخية لهذه المدينة المكرمة كان لابد أن يحظى معرض “مكيات3″، بحيز كبير من الاهتمام الدولي، وخصوصاً من دول العالم الإسلامي.
المعرض الذي أطلقته الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، ودشنه معالي أمين العاصمة المقدسة المهندس محمد بن عبدالله القويحص، جذب حشداً من رجال الأعمال والقناصل والمسؤولين، ليشهدوا ما صنعته أيادي بنات وأبناء مكة المكرمة، حيث يمتزج اللون بالضوء بالتشكيل، وتفوح رائحة الطعام المكي التقليدي.
محمد وليد محمد المرباطي نائب قنصل عام دولة البحرين في جدة، أكد سروره بتلقي الدعوة للإطلاع على معرض “مكيات3″، واللقاء بمسؤولي غرفة مكة. مضيفاً “اكتشفنا في هذا المعرض الجميل حقاً الصناعات والحرف اليدوية التي صاغتها أيادي الأسر المنتجة”.
ووصف المرباطي جمال المعروضات وما تحويه من فنون متنوعة إلى جانب كونها انتاج محلي يقدم للأسر فرص للاعتماد على نفسها ومنتجاتها، مقدماً شكره إلى جميع المنظمين والرعاة والداعمين لمثل هذه المعارض التي ترتقي بالأسر المنتجة، وفي مقدمهم رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة وأمين العاصمة المقدسة.
ولفت إلى أن جمال المعرض استغرقه نحو ثلاث ساعات، تنقل خلالها من حرفة إلى أخرى، ومن ركن إلى آخر، ومن جمال إلى شيء أجمل صنعته أيادي المكيات.
وأشاد” بالجهود التي تبذلها حكومة المملكة، تجاه تطوير هذا الجانب الاقتصادي المهم، ودعم شباب وشابات الأعمال والأسر المنتجة، لأن انتاجهم يمثل فخراً لنا جميعاً كخليجيين، وقال: “نأمل أن تتحول هذه المنتجات من خلال مثل هذه المبادرات إلى صناعات متكاملة تصدر إلى العالم”.
ولفت إلى أن مملكة البحرين تنظم بين حين وآخر معارض مشابهة مخصصة للأسر المنتجة، متمنياً أن يتم عقد شراكات في هذا المجال بين البلدين الشقيقين، لتتعرف الأسر على منتجات بعضها البعض، مؤكداً أن هذه الشراكة ستنتج فناً وابداعاً أشمل”.
واكد “استعداد القنصلية العامة للبحرين، لإيصال غرفة مكة إلى المنظمين البحريين. وقال: “نحن على اتم الاستعداد وننتظر إشارتكم، لإيصال فنون المكيات إلى معارض البحرين”.
أما القنصل العام لدولة لبنان علي قرانوح، فلم يخفِ مفاجئته بالمواهب الجميلة التي شاهدها خلال جولته، واصفاً في الوقت نفسه المعرض بالكبير جداً من جهة المساحة والتعدد. إلا أن أكثر ما شد انتباه القنصل اللبناني هو تنوع المواهب التي عكستها المعروضات. وقال: “هذا التنوع الخلاق يظهر قدرات استثنائية وفريدة. هذه مواهب يجب تشجيعها وتنميتها واستثمارها”.
وأضاف: “لدينا في لبنان نشاطات مشابهة للحرفيات والحرفيين وإنتاج الأسر بمختلف أنواعه، ونتمنى أن يصبح هناك تعاون بين بلدينا الشقيقين، لما فيه خير الشعبين”، متمنياً للغرفة التجارية المزيد من الريادة في دعم هذه المجالات”.
من جهتها قالت :سفيرة الأيدي الحرفية بمنطقة مكة المكرمة الدكتورة / نوف العبود، إن هناك نقلة كبيرة في عمل الحرفيات في منطقة مكة المكرمة، إذ باتت أكثر تنوعاً وخرجت من الدائرة الضيقة التي كانت محصورة فيها سابقاً، فحضرت صناعات متطورة أكثر للمنسوجات ومستحضرات العناية الشخصية وصناعة السبح والنحاسيات بطرق مبتكرة، إضافة إلى حصول بعض الفتيات على وكالات لتصنيع منتجات من الخارج محلياً.
وتمنت تنظيم زيارات لطلاب وطالبات المدارس إلى المعرض، لكي يتعلموا أشياء ربما لا يتعلمونها في المنزل والمدرسة، واصفة معرض مكيات3 بالمتميز هذا العام، ولافتة إلى أن الزائر المتابع يلحظ التقدم في المعروضات والتنظيم بين عام وآخر، إضافة إلى أن الأسعار كانت مدروسة وفي متناول الجميع.
واضافت”هناك معروضات وحرف يجب أن تكون حصرية لمكة المكرمة، مثل صناعة الفخار والنسيج وسجادات، وما شابهها، لتكون ضمن مشروع صنع في مكة، التي تحمل قيمة كبيرة كهدايا لمن يعشون خارج المنطقة، وخارج المملكة، خصوصاً أن الحرفيات يستخدمن خامات نوعية، ويقدمن منتجات ذات جودة عالية”.
ونوهت العبود” إلى رؤية المملكة 2030 قدمت الدعم والمساندة لمثل هذه الشرائح، ما يبشر بمستقبل أكثر إيجابية وثراء لروادها، مضيفة “الإمكانات الإبداعية والفنية والحرفية موجودة، وكانت تحتاج الفرصة، وحالياً مع هذه الدعم الحكومي من جميع الجهات، فتحت نوافذ الفرص، ومنافذ العرض لهذا الابداع”.