في مشهد ينطق بالصمت أحاطت وزارة الشؤون البلدية والقروية جناحها بالمهرجان الوطني للتراث “الجنادرية” بلوحات جدارية تقرأ منها أعين الزوار الطبيعة العمرانية والثقافية لشتى مناطق ومدن المملكة، حيث شكلت تمازجا عمرانيا يختصر على زوار الجناح التنوع الذي تحظى به المدن السعودية والمميزات التي تنفرد بها كل منطقة عن الأخرى في مشهد فسيفسائي صامت يحكي قصة تطور المملكة وازدهارها خلال قرن من الزمان.
ووصف المشاركون في جناح الشؤون البلدية من ممثلي أمانات المناطق جداريات الجناح بأنها إبداع يتحدث عن نفسه، بحيث يلاحظ مرتادوا الجناح الجداريات التي يمكن أن تعكس لهم حقيقة مدن ومناطق لم يروها من قبل، وذلك من خلال مرورهم بين أروقة الجناح الملونة بأطياف المدن السعودية، التي قام المبدعون من أبناء هذه البلاد من شتى الأمانات بنقلها من مخططات إلى ميادين ومشاريع تتلاقطها الكاميرات، لخلق بيئة جمالية حقيقية يمكن أن تعبر عن روح المكان.
وأشار عدد من زوار الجناح إلى أن الجداريات المتراصفة في على جوانب جناح الشؤون البلدية تعبر عن حضارة وتراث المملكة تاريخيا وعمرانيا، لافتاً إلى أن مدن العالم تعتمد هذه الطريقة في الحديث عن تراثها وعراقتها، بما يعكس ثقافة المجتمع ويعبر عن ثقافة السكان الفنية وروح الفن الأصيل الذي يتجسد في هذه اللوحات.
وحظيت جداريات المملكة في جناح الوزارة باهتمام الأطفال المتسابقين إلى التقاط الصور أمام تلك الجداريات ليظهر في كل صورة أنهم في منطقة مختلفة عن سابقتها من مناطق المملكة، لا سيما وأن الصور التي تحملها الجداريات تمت تهيئتها بطريقة عالية الدقة، بحيث يصعب التمييز بينها وبين المشهد الحقيقي من خلال الصور الفتوغرافية، الأمر الذي أكسبها أهمية مضاعفة لدى زوار الجناح بمختلف أعمارهم وأجناسهم.
وامتدادا للصور والجداريات التي تلف جناح الشؤون البلدية تقوم عدد من الأمانات بإتاحة الصور الخاصة لمشاريعها وبرامجها التي حققتها خلال العام الماضي من خلال ألبومات مختصة بذلك، وتتيح الاستفادة منها لكل الراغبين من المختصين والزوار على حد سواء.