ألقى فضيلة الشيخ نورالدين محمد طويل إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بدرانسي شمال باريس بفرنسا خطبة الجمعة عن دور المسجد ورسالته في الاسلام.
وقال الشيخ نورالدين محمد طويل: اختار الله أماكن لعباده يلتقون فيها ، فتطمئن قلوبهم بها، وتحيا نفوسهم ، وتنشرح صدورهم ، وهي بيوته سبحانه وتعالى الذي أضافها إلى نفسه إضافةً تشريف وتعظيم ، فقال ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) ففهم الصالحون هذا المعنى ، فتسابقوا إلى هذا الأمر الرباني فحققوه، فجاء الوصف بهم من أنهم ( رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ).
وأكد لنا النبي صلى الله عليه وسلم في ترغيبه وحثه على الإهتمام بالمساجد فقال ( من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله رجل قلبه معلق بالمساجد) أي قلبه دائماً يشتاق إلى المساجد بعمارتها من تشييد ونظافة وحراسة وحضور لأداء شعائر الله فيها.
ونحن اليوم في الغرب جمعتنا هذه المساجد لولا هذه المساجد لما التقينا ولما تعارفنا ، النكاح يقام فيها ، والصلوات والأعياد فيها ، وتعليم الأولاد فيها، والميت تصلى عليه صلاة الجنازة فيها،
فالإسلام بتعاليمه السمحاء جعلت لنا هذه الأماكن لنلتقي فيها للتقرب إلى الله تعالى ، فاحرصوا على بنائها وإقامة العبادة فيها لنكون فيمن قال في حقهم إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الاخر ولم يخش الا الله فعسى أولئك ان يكونوا من المهتدين ).
ولانكون فيمن قال في حقهم ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها …. ) وأعظم مسجد في تاريخنا الاسلامي المسجد الحرام بمكة الذي أمر المولى ابراهيم عليه السلام ببنائه لبلد اليه من أراد الطواف والاعتكاف والركوع والسجود ، فنسأل الله أن يحفظه بحفظه تحت قيادة عبدك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله من اعتداء المعتدين،
اللهم اجعلنا ممن يحيون رسالة المسجد ، ويظلهم الله في ظله يوم القيامة.
وصلى الله وسلم على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.