تمنى الشهادة، ونالها.. ربما كانت أمله بالفعل عند دخوله للجيش وحمل السلاح.. أحس أنه بطلًا من نوع خاص، يقف على الحد الجنوبي حارسًا للوطن، واقفًا بفخر وعزة وفي يده سلاحه وعرقه ينصب على جبينه من لهيب الشمس، ولكن هذا لن يُثنيه، عن العريف محمد بن هادي ثابت حكمي، نتحدث، الذي اختار حراسة الحد الجنوبي.
والشهيد من مواليد قرية المجصص بمحافظة ابوعريش، انضم لقطار طويل أبيض اللون ركبه شهداء قبله أبطال ، حجز مكانًا فيه واعتلاه ملوحًا بيده للأحياء، متمنيًا لهم النصر المُنتظر.. كان بتاريخ 1438/8/24هو تاريخ استشهاده في قطاع الخوبه، وكان يرددها دومًا دون أن يمل “نحن لا نستسلم.. الشهادة أو النصر”، ليحصل على الأولى وتنتظر روحه الطاهرة الثانية بفارغ الصبر.
“كان محبًا للخير بارًا بوالديه”، هكذا وصفه شقيقه وليد هادي الحكمي ، قال أن الشهيد وهو متزوج وله تسع سنوات لم يرزق بمولود
وقال ان الشهيد كان حسن العشرة مع الجميع غيور على دينه ووطنه، وكان يردد كثيرًا قول: “نحن لم نأت هنا إلا للنصر أو الشهادة ولن نرجع إلا بأحدهما”.
وكان الشهيد يوصي أهله بعدم الجزع أو التضجر إذا حدث له شيء، ويقول “نحن نبحث عن هذا”، عن “الشهادة”، وبالفعل أعطى له الله مراده، ليضيف شقيقه ابراهيم الحكمي قائلًا: إن ما لا يعرفه الكثير عن البطل محمد الحكمي أنه عندما جاء التشكيل اختار الحد الجنوبي بغية نيل الشهادة أو النصر للوطن.
وقال متأثرًا: إن الشهيد كان حريصًا على أن يكون في الخطوط المتقدمة، وكان حريصًا أيضًا على أن يكون معه من الزملاء المعروفين بالشجاعة والإقدام.
والحرص على الجمع بين عبادة الصيام، والجهاد في سبيل الله كان أساس فكره،والشهيد متزوج منذ تسع سنوات لم يرزق بمولود.
وعن شقيقه وليد نتحدث، والذي كان فخورًا بشهادة البطل، حتى إن جمع غفير اتصل به وقال له: “هل أعزيك أم أهنئك”، ليرد عليها قائلًا بثقة لا تخلو من حزن الفراق “بل هنئني”، وهو ما يعكس قول الحكمي.. إن أهل الشهيد ووالده معروفون بالشجاعة والتضحية والفداء للدين ثم للوطن، فهذا ما وضح منهم، وهذا ما أثبتته شهادة محمد الحكمي رحمه الله.