بكل الحب والإنتماء لهذا الوطن الغالي وبمزيد من الولاء والسمع والطاعة لقيادتنا الرشيدة استمعنا اليوم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في خطابه الملكي السنوي الذي ألقاه في مجلس الشورى مفتتحاً أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى.
لقد احتوت كلمة خادم الحرمين الشريفين المعبرة على مضامين متعددة ودلالات عميقة ورسائل واضحة للداخل والخارج وضعت مصلحة الوطن والمواطن في بؤرة اهتمام خادم الحرمين، كما أكد حفظه الله ورعاه على النهج القويم الذي تسير عليه هذه البلاد المباركة منذ نشأتها حتى اليوم وهو منهج الوسطية والإعتدال ومحاربة التطرّف والانحلال باعتبارهما نقيضين بعيدين عن جادة الصواب ولا مكان لهما في وطننا الغالي الذي يحكّم شرع الله ويطبق قيم العدالة والاعتدال والشورى.
وقد كانت الكلمات الضافية من خادم الحرمين الشريفين واضحة ومبشرة ومباشرة عندما شدد على السعي لتطوير حاضرنا في مملكة الخير والنماء وبناء مستقبل وطننا الزاهر بإذن الله تعالى في ظل قيادته الحكيمة وولي عهده الأمين، مشيراً إلى توجيهاته حفظه الله الصادرة للوزراء والمسؤولين بتوفير الخدمات وتسهيل الإجراءات وملامسة احتياجات المواطنين.
وإذا كانت الكلمة الملكية قد أكدت وبشكل واضح على أهمية تحقيق الرؤية التنموية للمملكة من خلال إعادة الهيكلة ورفع مستوى الخدمات ومشاركة المواطنين لضمان استمرار عجلة التطوير والتحديث والتنمية في بلادنا فهي لم تغفل التشديد على استمرار القيادة في نهجها الواضح لمحاربة عدو التنمية وهو مرض الفساد الذي شرعت القيادة في تجفيف منابعه واجتثاثه بكافة أشكاله وصوره من خلال اللجنة العليا التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لهذا الغرض النبيل ولمس المواطن منجزاتها بشكل سريع وغير مسبوق ولله الحمد والمنه.
كما بيّنت الكلمة دور المملكة وثقلها وتأثيرها البالغ على الصعيدين الأقليمي والدولي وجهودها الكبيرة والواضحة لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم، مع التأكيد على دعوة المملكة ومطالبتها الدائمة والمستمرة بالحل السياسي العادل للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهذه رسالة واضحة تبين الموقف الرسمي للمملكة وقيادتها من القضية الفلسطينية وهو الموقف الراسخ الذي لم يتزحزح ولم يتبدل رغم كل التحديات والتغيرات التي طرأت على مستوى المنطقة والعالم ككل.
ولم يغفل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه في ختام الكلمة عن التنويه عن خطابه الموزع على أعضاء مجلس الشورى والذي يستعرض سياسة المملكة الداخلية ورصد منجزاتها خلال العام المنصرم، وهذا مما يؤكد على التزام القيادة الحكيمة بمبدأ الشورى والمشاركة في صنع القرار من خلال اطلاع مجلس الشورى على سياسات دولتنا ومنجزاتها، ليكون المجلس على اطلاع وداعم لذلك في مجال اختصاصاته.
نسأل الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وأن يمدهما بعونه وتوفيقه، وأن يديم على مقدساتنا وبلادنا وشعبنا نعم الأمن والأمان والرخاء إنه سميع مجيب الدعوات.