رعى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان نائب أمير المنطقة الشرقية وبدعم ومتابعة من سمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الاحساء في يوم الأربعاء الموافق 5 صفر 1439هـ الموافق 25 أكتوبر 2018م بمقر المؤسسة العامة للري حفل تدشين مشروع ( غابة جواثا )؛ هذا المشروع الذي يُعد جزءً من مبادرة وزارة البيئة والمياه والزراعة لزراعة 10 ملايين شجرة حتى عام 2020م على مستوى المملكة والذي يُسعى من خلالهِ لتنمية مُستدامة للغابات والمراعي وإعادة تأهيل الغطاء النباتي.
حيث يأتي مشروع ( غابة جواثا ) والذي ينطلق في واحة الأحساء بموقع منتزه الأحساء الوطني ليساهم في تحقيق هذه الرؤية المباركة؛ بزراعة 2 مليون شجرة في هذا المنتزه وفي مواقع أخرى بالواحة، وعن طريق استخدام المياه الغير تقليدية مع الأخذ في الاعتبار استخدام تقنيات الري الحديثة، واستزراع أنواع محلية متلائمة مع طبيعة أجواء الواحة، والمقاومة للملوحة والتصحر.
ويقع منتزه الأحساء شمال شرق واحة الأحساء، وعلى بعد ٢٠ كلم من مدينة الهفوف تقريباً، حيث مساحته الإجمالية تبلغ (٤١٤٣،٥هكتار) والمساحة المزروعة منه حوالي (١٨٠٠ هكتار) به، ويحوي حوالي (مليون) شجرة منوعة الأصناف، ويتكون من خمسة مصدات دفاعية، المصد الدفاعي الأول (الرئيسي) بطول ٢٠ كلم وبعرض يتراوح بين ٢٥٠-٧٥٠ متر، وباقي المصدات الأربعة بطول ٥ كلم وبعرض ٤٠٠ متر لكل واحد منهم. والجدير بالذكر أن مشروع ( غابة جواثا ) يُعدُ مساهمة من المؤسسة وشركائها؛ ممثلة في وكالة البيئة في وزارة البيئة والمياه والزراعة ومديرية الزراعة بالأحساء؛ حيث يهدف هذا المشروع للحد من تدهور الغطاء النباتي الطبيعي، والحد من زحف الرمال والتلوث البيئي.
بعد ذلك اطلع سموهُ الكريم وصحبه – ضمن هذه الزيارة الميمونة – على معرض المؤسسة المصُور والذي يحكي مسيرة المؤسسة التاريخية وتطلعاتها المستقبلية في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله تعالى – حيث تخلل العرض الاطلاع على مشاريع الري بالمؤسسة، انطلاقاً من رسالة المؤسسة المتمثلة في تطوير نظام نقل مياه الري ورفع الكفاءة الحقلية مع التوسع في استخدام المياه غير التقليدية، والاستفادة من التقنيات الحديثة مما يواكب رؤية المملكة 2030 حيث استمع سموع الكريم لشرحٍ مفصل عن مشروع استخدام المياه المعالجة ثلاثياً لأغراض الري، وبرامج متابعة جودة مياه الري، ومشروع تحويل قنوات الري المكشوفة إلى أنابيب مغلقة، ومشروع أنظمة التشغيل والتحكم عن بُعد ( أسكادا )؛ والذي يُعتبر من مشاريع المؤسسة الاستراتيجية الذي تم فيه استحداث وتطوير نظام عمل يقوم على نقل مياه الري من خلال أنابيب مغلقة إلى مزارع الواحة بدلاً من القنوات الخرسانية المكشوفة التقليدية، يتم التحكم بها آلياً عن طريق محابس تُفتح وتغلق آلياً، عن طريق نظام التحكم الأشرافي وتجميع البيانات ( أسكادا ) SCADA: Supervisory Control And Data Acquisition System والذي يضم فوائد عديدة للواحة أبرزها :
– سهولة التحكم ا لآلي للنظام الجديد في المحابس وبالتالي ضمان التوزيع العادل للمياه بين المَزارع حسب الاحتياج الفعلي للمزرعة.
– إمكانية مراقبة تدفق المياه وكميات المياه المروية لكل مزرعة وذلك عن طريق غرفة تحكم رئيسية يتم عرض حالة كل مزرعة بها للتأكد من استيفاء المَزارع لكميات الري المقررة لها.
– التقليل من المياه المُهدرة والحفاظ على الثروة المائية وذلك بتغيير طرق الري التقليدية – أي الري بالغمر- واستبدالها بالري الحديث بالتنقيط.
– الحد من الفقد الكبير في كميات المياه نتيجة البخر والموجود بنظم الري التقليدية وخصوصاً في فصل الصيف.
– تقليل تكاليف تشغيل وصيانة المشروع مقارنة بنظم الري التقليدية السابقة من القنوات المفتوحة.
ولما لهذا المشروع من أهمية استراتيجية كُبرى لدى المؤسسة، فقد تم تقسيمهُ إلى (١٠) قطاعات، يتم استناداً إلى تلكم القطاعات من توزيع المياه بالنظام الشجري، وبتطبيق نظام الأتممة Automation. ويتضمن هذا المشروع الاستراتيجي استخدام محطات الضخ الموجودة حالياً في ( العيون و العمران ) بمحافظة الأحساء، إضافة خمس محطات اضافيه لتغذية شبكة المشروع بأجمالي يُقدر بـ ٢٠ مضخة عاملة وبـ ١٢ مضخة احتياطيه متنوعة التصرف. وتقدر عدد المزارع التي تخدمها الشبكة ما يقارب (٢٥٤٧٠ ) مزرعة، بإجمالي مساحة مزروعة من واحة الأحساء تقدر بــ( ٧٦٥٠ ) هكتار، وحجم الخزانات القائمة والحديثة المغذية للشبكة يبلغ ( ٢٠٨٠٠٠ م٣ )، كما يبلغ تَصُّرف محطات ضخ هذه الشبكة وعددها (٧) محطات ما مقدارهُ ( ٧٥٤٠٠٠ م٣ / يوم ).
كذلك أطلع سموه الكريم على مشروع آخر من مشاريع المؤسسة الرائدة والحيوية؛ مشروع استخدام مياه الصرف الصحي المعالج ثلاثياً لأغراض الري، حيث استخدم ما مقداره (٤١.٢٦٩) مليون م٣ سنوياً من مياه الصرف الصحي المعالج ثلاثياً لأغراض الري، وذلك ضمن استراتيجية المؤسسة للتحول التدريجي من استخدام المياه الجوفية إلى استخدام مصادر غير تقليدية.
كما تم في اللقاء استعراض مشروع نقل المياه المعالجة من محافظة الخبر إلى محافظة الأحساء، والذي يُمثل إحدى تجارب المؤسسة العامة للري – في إعادة استخدام المياه المعالجة ثلاثياً لأغراض الري؛ حيث أنه يستهدف نقل 200 ألف متر مكعب مياه يومياً. وهي الكمية التي تمثل 45٪ من الاحتياجات المائية لري المزارع الواقعة ضمن نطاق خدمات المؤسسة العامة للري في واحة الاحساء، وذلك من محطة معالجة الصرف الصحي بمحافظة الخبر إلى واحة الاحساء عن طريق خط ناقل من أنابيب الفولاذ بطول 184 كم مع خطوطه الفرعية وبقطر 1500 مم مع نظام للحماية الكاثودية على محطة رئيسية للضخ بمحافظة الخبر تشتمل على مبنى للمضخات يحتوي على عدد 7 مضخات طرد مركزي سعة 1764 م3 / ساعة وبركتي تخزين سعة 150 ألف متر مكعب تمت إعادة تأهيلهما، ومبنى للمضخات الحلزونية يشتمل على عدد 4 مضخات حلزونية، ونظام للتحكم (سكادا) بكافة مشتملاته وملحقاته وذلك لزوم التحكم في عملية نقل المياه من محطة الضخ بمحافظة الخبر إلى قنوات الري بمحافظة الاحساء، ومحطة أخرى للرفع بمحافظة أبقيق تشتمل على 7 مضخات طرد مركزي سعة 1764 م3 / ساعة وبركة موازنة سعة 10 آلاف متر مكعب. وقد بلغت تكاليف هذا المشروع ما يقارب ( 800 مليون ريال) والمُنجز منه ما مقدارهُ 97%. والجدير بالذكر أن المؤسسة تقوم بعددٍ من برامج الصيانة للمصارف والطرق الزراعية، بالإضافة إلى صيانة شبكة الطرق الترابية الموازية لمسارات قنوات الري والصرف بهدف المحافظة على كفاءة شبكة الصرف الزراعي والطرق الزراعية الترابية في المناطق التي تخدمها المؤسسة والتي أطلع سموه الكريم على ما تم فيها من أعمال ومنجزات؛ حيث تقوم المؤسسة بإيصال مياه الري إلى المزارعين في الواحة بواسطة شبكة من قنوات الري الخرسانية المفتوحة – تقوم المؤسسة على تشغيلها ومتابعتها وصيانتها – حفاظاً على برامج الري للمزارع المستفيدة وهي كالآتي :
– قنوات ري رئيسية وعددها ( 19 ) قناة وتبلغ أطوالها 190كلم.
– قنوات ري شبة رئيسية وعددها ( 178 ) قناة وتبلغ أطوالها 241 كلم.
– قنوات ري فرعية وعددها (1641) قناة وتبلغ أطوالها 1850 كلم.
وقد تخلل أثناء زيارة سموه الكريم استعراض مبادرات المؤسسة؛ كمبادرة برنامج إزالة المخلفات الزراعية وبرنامج نظافة الواحة والذي بلغت قيمته ( ٥٤،٣٥٣٠٥١ ) مليون ريال. ومبادرة برنامج الاستمرار في نقل الأنقاض المتراكمة بالمناطق الزراعية، والتي بلغت (٤٢.٥٢٠)م٣ بالإضافة إلى رفع ما مقدارهُ (٧٣٢) حيواناً نافقاً. ومبادرة وضع اللوح والملصقات الإرشادية والتي تدعو إلى استخدام الحاويات للمخلفات الزراعية وعدم رميها بالأرض أو بمرافق المؤسسة بالواحة.
كذلك مبادرة ( تكثيف الإرشاد المائي ) بالواحة، والذي شملت ٥٢٩٦ مزرعة قامت بتطبيق الترشيد المائي، بنسبة بلغت 20% بالاتفاق مع صندوق التنمية الزراعية لتسهيل منح القروض لهذا الغرض.
ثم توجه سموه الكريم في زيارة لمصنع تعبئة التمور بالأحساء؛ حيث أطلع سموه على المراحل المتعددة لاستلام وفحص جودة التمور وتعبئتها. واستمع سموهُ لتاريخ موجز عن إنشاء هذا المصنع؛ والذي يُعد أول مصنع حكومي بالمملكة، حيث افتتحهُ الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمهُ الله تعالى. في عام 1402هـ ويقع المصنع على طريق الأحساء – الدمام السريع، ويشغل مساحة مقدارها (114000) م2 ويستقبل يستقبل حوالي ( 18 ) صنفاً من التمور الموردة من مختلف مناطق المملكة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع ( 25000 ) طن. وعدد مورديه 4500 مزارع من مناطق المملكة. ويتم شحن ما مقدارهُ (25000) طنن من التمور المعبأة للجهات المستفيدة في الداخل والخارج في ضوء الأوامر السامية والتعليمات الصادرة بهذا الشأن. ويضم المصنع 12 خط إنتاج. وقد حاز المصنع مؤخراً على شهادة الجودة باعتماد GAP.
وبهذه المناسبة الطيبة تتشرف المؤسسة العامة للري أن تعلن وبكل الفخر، عن مبادرة مشروع غابة جواثا، التي انطلقت من واحة الأحساء وسيستفيد منها أبناء هذه المحافظة الغالية، وسيكون المشروع بإذن الله تعالى معلماً حضارياً وسياحياً.