افتتحت مسرحية الصندوق المجنون مساء أمس، العروض المسرحية لنشاط الجنادرية المسرحي 31، والذي تنظمه وزارة الحرس الوطني ممثلة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة والذي يقام بمحافظة الطائف خلال الفترة من 5-13/ 11/ 1438، بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بمحافظة الطائف.
المسرحية لفرقة بناء الجسد المسرحية بجمعية الثقافة والفنون بجدة، تتحدث عن مجموعة من المجانين في مصحة نفسية يرون بأنهم غير مجانين رغم المواقف والمشاهد والأحدث التي يتضمنها الحوار، يثبت في النهاية حين مشاهدتهم للتلفاز “الصندوق المجنون” لتسلية زميلهم الحزين بعد اتهامه بالجنون، ويرون أحداث التفجير والقتل والنحر والابادة ليقولوا أن هذا هو الجنون، وهي بإشراف مدير الجمعية الدكتور عمر الجاسر، وتأليف فواز العتيبي، اخراج صالح امام، مساعد مخرج ماجد سفران، مؤثرات صوتية فتحي طادين، مكياج كمال سندي، وتمثيل هاني باسلامة، زكريا البشير، علاء الدين بخض، احمد حنيفه، راشد الراجحي، نمي الشريف، انس خياط، وخالد المالكي.
وفي الجلسة النقدية التي تلت العرض وأدارها الفنان حمود الحارثي بحضور مؤلف العمل فواز العتيبي ومخرجه صالح امام، قال الناقد المسرحي عبدالله عقيل أن العمل المقدم دون المأمول، ففي بعض الاحيان يكون الانسان عدو نفسه حينما يمارس شيئاً بلا وعي، مع أن العالم من حوله قد قفز في هذا المجال قفزات عدة، لو شاهدها لتمنى أنه لم يولد بعد، وبين في المسرح الحديث هناك اربعة نصوص، نص للمؤلف، ونص للمخرج، ونص للممثل، ونص للمتلقي.
وأضاف عنوان النص يحمل عنوان الصندوق، ووجدت الاجابة مباشرة في النص والعرض على أن الصندوق هو التلفزيون، وكنت اتمنى ان يتساءل المتلقي ما هو الصندوق؟ كما تقرر بأن يكون في هذا العمل الصندوق مجنوناً، ولم تتركوا القرار للمتلقي، لماذا لم يكن العنوان الصندوق فقط، لتزرع التساؤل في أذهان المتلقين، ومن عنوان النص قبل أن أقرأه توقعت أن يكون العمل للطفل لأني قرأت نصوص معنونه بعنوان قريب من هذا العنوان.
وبين عبدالله عقيل أن النص كتب بثقافة شعبوية عامية، لم يحمل في طياته أي فلسفة عميقة تجعلني كمتلقي اعيد هذه الفلسفة في نصي ، ذكر الكاتب أن المكان مصحة مليئة بالملاءات البيضاء الموجودة في كل مكان وكنت اتوقع ان يظهر هذا النقاء في صفات المجانين، ما حدث انهم لم يكونوا مجانين ولكنهم محبطين، أفكار النص مستهلكة، وافتقدنا لشاعرية اللغة.
وعن العرض قال عبدالله عقيل أن الحركة مقننة وواضحة ولم يكن لها معنى، الموسيقى التي وضعت مع دخول الممثل الثالث لم تكن في مكانها، هناك انفصال في الشخصية عن الدور الذي قدمه الممثل، لا بد من التدريب الجاد للممثلين على الصوت والحركة والتنفس ونطق الكلام.
وفي المداخلات التي تلت العرض اشاد الكاتب المسرحي فهد رده الحارثي بإمكانيات المخرج صالح امام، ولكن المشكلة تكمن في أنه يعود بفريق جديد في كل مره، والعمل به كثير من الاشكاليات في الاداء والنص، لافتاً أن المخرج مغرماً بخيال الظل.
وقال المخرج المسرحي فهد الاسمر أنه من الايجابيات في العمل المقدم هو صعود هؤلاء الشباب على خشبة المسرح، والنقد يعتبر درساً مجانياً في المسرح، وقال الفنان عبدالله الصايغ الممثلين جدد ويحتاجون إلى الوقت وإلى تدريب طويل ليستطيعوا أن يسيطروا على انفسهم ويسيطر المخرج عليهم.
كما سيتم عرض مسرحية تشابك تأليف فهد رده وإخراج أحمد الأحمري لفرقة الوطن المسرحية من الرياض غدا في تمام الساعة التاسعة مساء على قاعة فهد ردة الحارثي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف.