اقترن اسم القهوة منذ القدم بالكرم والأصالة عند العرب حيث كانت القهوة العربية لاتفارق الرجل العربي في حله وترحاله كما أصبح للقهوة العربية طقوس معينة في تقديمها وكذلك في جنيها وحمسها على النار.
وقد جاء في كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب لكامل الغزي (المتوفى: 1351هـ)
“أن شجرة البُنّ كان ظهورها في اليمن أوائل القرن التاسع عن يد الشيخ “جمال الدين بن عبد الله” العالم الولي ولكن التواتر على أنها ظهرت هناك على يد الشيخ علي بن عمر الشاذلي”.
وذكر أن شجرة البن تنبت باليمن في كورتين منها فوق الجبال التي تعلو زبيد وشجرها مغروس على خطوط مستقيمة وتستمر آخذة بالكبر إلى ثلاثين سنة وغاية ما تبلغ في الارتفاع إلى ثمانية أذرع وزهرها أبيض ويخرج ورق الزهر مثنى وثلاث وهو أكبر ورقاً من زهر الكريز وثمرها شبيه بثمره وفي وقت خضرته يكون عفصاً بمرارة فإذا احمر يكون في طعم اللبن الحامض وعند إدراكه يكون أحمر يضرب للسواد كالوشنة لا فرق بينهما سوى الطعم والرائحة وشكل الجوزة المنقسمة إلى فلقتين ويجمع قبل استوائه وينشر فوق أسطحة مستوية فينشق ويسود لونه ثم يدش على الأرحية ثم يخلص من قشره بالتذرية وهذا هو البن الذي يباع في جهات الدنيا وأما ما يبقى على أصوله حتى يتم استواؤه فلا يحتاج إلى الدش بل يفصل من قشره باليد وينشف كالزبيب وأهل اليمن يغلونه ويستعملون منقوعه مبرداً في الصيف وهو نافع للصحة وهذا النوع يبقى في اليمن ولا يخرج منها إلى غيرها ويكون غالي القيمة وأحسن البن ما كان فيه غلظة مع الخضرة والقشر الذي تكلمنا عليه حار رطب في الأولى والشراب المصنوع منه أن يشرب صيفاً يرهل البطن وشربه ينعش القلب ويزيل الثقل والفتور الحاصل في الصباح والأحسن في قلي الحب عدم الجور عليه لئلا تضيع خاصيته . وشرب القهوة بعد الأكل بساعة نافع للهضم والزكام وألم الرأس وفي كل سنة يخرج من بلاد العرب ثمانون ألف طرد من البن منها إلى جدة أربعون ألف طرد والباقي إلى البصرة وغيرها والطرد ثلاثة قناطير كل قنطار مائة رطل كل رطل ألف درهم وكان دخولها في بلاد الروم ولا سيما قسطنطينية سنة 962 وأول استكشافها سنة 656 وأما أول استعمالها في اليمن فقد كان ابتداء القرن التاسع كما سبق ذكره”.
وقد جاء في كتاب أنوار البروق في أنواء الفروق
نقلاً عن الْأُجْهُورِيُّ عَنْ الْجُنَيْدِ :” أَنَّ الْبُنَّ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ غَرَسَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ تُسَمَّى شَجَرَةَ السُّلْوَانِ فَلَمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ هَبَطَ بِهَا مَعَهُ مِنْ الْجَنَّةِ لِلسُّلْوَانِ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ وَرَمَاهَا فِي هَذِهِ الْأَرْضِ وَهِيَ أَرْضُ زَيْلَعِ الْحَبَشَةِ وَقَالَ ابْنُ سِينَا نَقْلًا عَنْ صَاحِبِ الْقَامُوسِ فِي كِتَابِ الطِّبِّ أَنَّ الْبُنَّ الْمَعْلُومَ فِي بَلَدِ زَيْلَعِ الْحَبَشَةِ هُوَ الْبَنْدُ بِزِيَادَةِ الدَّالِ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ”.
واتجه فريق أضواء الوطن إلى جبل شدا الأعلى وبالتحديد قرية الكبسة حيث يزرع نوع من أنواع البُنّ النادر يسمى البُنّ الشدوي في قرية الكبسة وهي أعلى قرية في جبل شدا الأعلى حيث صعدنا ببعض الطرق الوعرة غير المعبدة وواجهنا صعوبة في الوصول إلى تلك المزارع وقد رافقنا في هذه الرحلة الأستاذ “معيض بن شيحة الشدوي” وكذلك الأستاذ “سعيد بن شيحة الشدوي” والأخ “حميد بن عبدالله الشدوي” وهم من سكان هذه القرية حيث ذكر “معيض الشدوي” أن لشجرة البُنّ أوراق لامعة دائمة الخضرة ، ويتراوح أقصى ارتفاع لها بين 3 – 4 أمتار ويقوم المزارعون عادة بتقليم شجيرات البن حتى لا يتجاوز طولها 3 م ، ولشجرة البن أزهار بيضاء (الزبرة) وثمرها يشبه الزيتون أخضر اللون (البرير) وعند نضوجه يتحول الثمر إلى اللون الأحمر ومن ثم يتم جنيه ووضعه على أسطح المنازل ليتعرض لأشعة الشمس حتى يصبح لون الثمار داكن ومن ثم يتم فصل القشور عن اللب كذلك ذكر أن لهذا النوع من القهوة رائحة زكية وطعم مميز ونكهة رائعة ولون مختلف يختلف تماماً عن الأنواع الأخرى المستوردة من الخارج.
كما ذكر الأستاذ “سعيد بن حميد الشدوي” أن أعداد البُنّ الشدوي تناقصت بنسبة 80% بسبب قلة الأمطار وجفاف الآبار ، مما حدا ببعض الأهالي آلى حفر آبار ارتوازية ولكن لم يكن فيها مستوى مياة عالي ، وأضاف أن الجبل يعتبر (محمية) من قبل الدولة ويعاني من نقص في الخدمات مثل شبكة المياه وأبراج الجوال حيث لايوجد أي برج اتصالات ، وأضاف “بن شيحة” أن توفير هذه الخدمات سيؤدي بمشيئة الله إلى ازدهار البن الشدوي من جديد والحفاظ على هذه النبتة التاريخية من الانقراض ، كما ذكر أنه يوجد مركز صحي على قيد العمل ومركز إمارة شدا الأعلى بقرية الكبسة.
- معالي وزير السياحة يدشن شركة رملة للرحلات السياحية والمنتجعات البرية في حائل
- التصدي لتهريب 250 كجم قات بجازان ومنع ترويج 5.6 كجم حشيش بعسير والجوف
- 5 مطارات تتصدر تقارير الأداء لشهر أكتوبر 2024
- “الضمان الاجتماعي” يوضح الشروط الملزمة للمستفيدين لقبول الفرص الوظيفية المقدمة لهم
- «الغذاء والدواء»: حظر الإتلاف ومنع السفر لحالات التسمم الغذائي
- “المدني” ينقذ شخصًا عالقًا بمرتفع جبلي في الطائف
- «الزكاة»: مراحل ربط الفوترة الإلكترونية سيتم تحديدها وإشعار الفئات المستهدفة
- “تنظيم الإعلام”: فسح أكثر من 470 من الكتب والمطبوعات و55 محتوى سينمائيًّا خلال أسبوع
- «الصحة العالمية»: جدري القرود ما يزال يشكل حالة طوارئ تثير القلق الدولي
- «النمر»: عدم التحكم في «الضغط» من أكثر مسببات قصور القلب
- الأولى من نوعها.. اتحاد الغرف يعلن تشكيل لجنة للطاقة والبتروكيماويات
- باستثمار مليار دولار.. “أرامكو ديجيتال” تتجه للاستحواذ على حصة كبيرة في “مافينير” الأمريكية
- سقوط 22 متستِّرًا في قبضة الحملات الميدانية.. ضبط 19696مخالفًا
- بطء الكلام والصوت العالي.. تعرَّف على 5 علامات لضعف السمع عند الأطفال
- تأييدٌ من “العُليا” تلاه “أمرٌ ملكي”.. المدينة المنوّرة تشهد تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بمهرّبة “الكوكايين”
اخبار متنوعه > بسبب شُحّ المياه .. تناقص أشجار البُنّ الشدوي بجبل شدا
30/07/2017 2:53 م
بسبب شُحّ المياه .. تناقص أشجار البُنّ الشدوي بجبل شدا
المخواة - فهد الجعيدي :
المخواة - فهد الجعيدي :
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/3121427/
التعليقات 2
2 pings
زائر
30/07/2017 في 3:40 م[3] رابط التعليق
لو تعرض التقرير بان المساحات ضيقة وعبارة عن مدرجات يستحيل الاستفاده بهذا الوضع ليوكون التقرير واضحا ويستفاد منه وتتضح السلبية من الإيجابية والله من وراء القصد
(0)
(0)
ابو هيثم الغامدي
30/07/2017 في 3:43 م[3] رابط التعليق
مقال رائع وجميل عن شجرة نادرة لها شعبية عريقة ولكن قلة الخدمات لها تهديد بالإنقراض املنا ان تتوفر الخدمات لتثمر من جديد لكثرة الطلب عليها ولمذاقها الفريد من نوعه فهي التراث الأصيل لمذاق القهوة العربية يندر نوعها كثيرا فرجائنا نحن اهالي المنطقة بتوفير مايلزم لحفظ هذه الأشجار وابقائها مثمرة وان ترجع أيام تصديرها لتكن متوفرة لكل من يعشق مذاق القهوة الشدوية الغنية عن التعريف .
(0)
(0)