النماص – مسعد البكري :  

 
تعيش محافظة النماص في هذه الأيام حالة من الرواج السياحي المدعوم بما تشهده المحافظة من احتفال بمهرجان صيف النماص والذي يقام هذا العام تحت شعار “صيفنا ألوان” ويضم العديد من الفعاليات السياحية والدينية والثقافية التي تجذب الزوار الراغبين في التعرف على الموروثات الشعبية والأماكن السياحية.
ومن ضمن عوامل الجذب السياحي بالمحافظة هذا المعلم السياحي الأثري الذي يسمى “قصر الحضارات ” أو “القصر الفلكي” الذي يتميز ببنائه المعماري القديم الذي يحمل عبق التاريخ الإسلامي المتميز الذي يملأ جدرانه بالعديد من الرسومات الزخرفية الأندلسية والمحاطة بالنقوش العربية والقيشاني المطرز .
هذا ويعود تاريخ هذا القصر إلى ”محمد المقر الشهري”، وهو رجل جاب الكثير من البلدان ليحقق حلمه في بناء القرية ويكتسب من هذه الرحلات خبرات واسعة في التصميم والبناء ، حتى عاد إلى بلاده ليحقق حلمه في انطلاق مشروعه وبناء القصر الذي استغرق أكثر من (35) عاماً في البناء والتشييد ، وقد سميت القرية باسمه .
وسمي قصر المقر بالقصر الفلكي لبراعة تصميمه في أن تدخل الشمس منه من جميع الاتجاهات على امتداد أكثر من (360) نافذة محاطة بالقصر من جميع الاتجاهات تستخدم وكأنها فلك شمسي يظهر حركة الشمس داخل القصر.
كما يتميز القصر بقبابه السبع التي تمثل القارات السبعة للعالم ، ويحتوي أيضاً على أكثر من (365) عاموداً بعدد أيام السنة ، إضافة إلى العديد من القطع الأثرية ، كما يتميز القصر بأنه يضم أشهر المخطوطات الإسلامية التي تظهر ثقافة وعلم الحضارة الإسلامية في مختلف المجالات من الطب والرياضيات والفلك واللغة العربية وغيرها من العلوم التي اشتهرت بها الحضارات الإسلامية في العصر العباسي، ولعل من أشهر المخطوطات التي يضمها القصر هي مخطوطات للقرآن الكريم تمت كتابتها باليد عددها يفوق الألف مخطوطة كتبها العديد من العلماء على مر التاريخ .
كما يوجد بساحة القصر من الخلف شقق واستراحات لخدمة الزوار القادمين من مناطق بعيدة تطل على تهامة وأيضاً يوجد به حديقة حيوانات واستراحة للزوار .