تعتبر منطقة الباحة قيمة تتعدى كونها وجهة سياحية بارزة يأتيها السياح والمصطافين من كل أنحاء الملكة ودول مجلس التعاون مستمتعين بخصائصها الطبيعية الفريدة من طبيعة ساحرة ومناظر خلابة وشلالات مياه وروعة الإطلالة من على سفوح الجبال المرتفعة حيث تتوشح غاباتها المتشابكة الأغصان بأشجار العرعر ومظلاتها وروابيها الوادعة التي تتناغم مع ألوان الطبيعة الجاذبة وسط الأجواء المناخية الممّطرة التي ساهمت في رسم لوحة بانورامية جذّابة تأسر ألباب الناظرين إليها وتثري تجربة الباحثين عن وسط جبال السراة.
وتعد “الباحة” ومحافظاتها (بلجرشي , المندق , القرى . بنى حسن , العقيق) واجهة فريدة من نوعها وبما تضمه من مقومات وعناصر تجعلها متحفاً مفتوحاً مدونة بذلك عبارات الترحيب بالزوار والمصطافين في أحضان الطبيعة .
وقد شجعت الأجواء المناخية الرائعة في المنطقة الباحة هذه الأيام الأهالي والزوار على تناول إفطارهم في شهر رمضان في الأماكن السياحية ، مثل غابة رغدان، وغابة خيرة، ومنتزه الأمير مشاري بن سعود، ومنتزه الأمير سلطان بن سلمان التي امتلأ معظمها قبل الإفطار بساعتين من أهالي المنطقة وزوارها، الذين يبقون فيها حتى ساعة متأخرة من الليل.
الجدير بالذكر أن منطقة الباحة ومحافظاتها شهدت مع نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء لهذا العام أمطاراً موسمية مستمرة تواصلت بشكل شبه يومي حتى نهاية فصل الربيع ، مما خلفت طبيعة ساحرة وخضارة مدرجاتها الزراعية حيث الاستمتاع بخرير الماء الزلال البارد ، وقضاء أوقات ماتعة في أحضان الطبيعة الخلابة ، تارةً يستظلون بأشجار الطلح والسدر، وأخرى في الهواء الطلق النقي الممزوج بذرات الماء، ويستنشقون رائحة الطبيعة من أشجار الوادي العطرية المميزة حيث فاحت عبير الأزهار وشلالات المياه تحفها نسائم الرياح الباردة من كل جانب مدونة بذلك عبارات الترحيب بالزوار والمصطافين في أحضان الطبيعة.
وتسعى الجهات الخدمية وذات العلاقة بالقطاع السياحي لتقديم كافة الخدمات في المواقع والحدائق والمنتزهات السياحية والأماكن التي يرتادها الزوار وتكثيف عمليات الرقابة على النظافة العامة وصيانة الألعاب بشكل مباشر ودائم لتوفر سبل الراحة والإمكانيات والخدمات لأهالي وزوار المنطقة وسط متابعة من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور “حسام بن سعود بن عبدالعزيز” أمير منطقة الباحة الذي يشدد على ضرورة الاستعداد الكامل لموسم الصيف ولعيدي الفطر والأضحى لهذا العام ، وإظهار المنطقة بالمظهر اللائق والجميل وبالاهتمام بتحسين وتجميل مدن ومراكز المنطقة وتشجيرها والاعتماد على الأشجار والنبات المحلية في المنطقة وتلبية كل ما يحقق الراحة والرفاهية للسياح وقضاء وقت أطول في ربوع منطقة الباحة .
وتوقع عدد من المهتمين بالجانب السياحي بارتفاع نسبة الإقبال على منطقة الباحة لهذا العام عن العام الماضي ، في حين سجل قطاع الإيواء ارتفاعاً ملحوظاً ، إلى جانب التطور المتسارع في نمو المشاريع الفندقية والمراكز التجارية المنفذة في مدينة الباحة والمحافظات المجاورة. ويرى زوار منطقة الباحة أن المناخ المعتدل والمعالم الطبيعية الفريدة والتنوع الثقافي الذي تشتهر به المنطقة ومحافظاتها، إضافة إلى سهولة الوصول إليها والفرص السياحية المتاحة فيها وما تشتهر به من مواقع أثرية تحمل تاريخ الماضي العريق.