دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي المسلمين إلى استقبال شهر رمضان بالفرح الشديد ببلوغه، حاثا على استغلال الشهر بالعبادات، مشددا على أن زمن رمضان مبارك جمع الله فيه العبادات الصيام مع الصلوات والزكاة لمن يزكي فيه والصدقات والإحسان على الضعفاء والمساكين والمحاويج، والحج الأصغر العمرة وكثرة تلاوة القرآن وأنواع الذكر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبقية الطاعات لمن أراد أن يستكثر من القربات، فأسباب الخير فيه كثيرة ظاهرة، وأسباب الشر في رمضان قليلة صاغرة، ويحال فيه بين الشياطين وما تريد من الإفساد والغواية للمسلم وصده عن الطاعة.
وأشار الشيخ الحذيفي إلى إن الصيام تجب نيته من الليل، قال صلى الله عليه وسلم: “من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له”، وحذر من الفطر في رمضان دون عذر ففي الحديث: “من أفطر يوما من رمضان من غير عذر لم يقضه وإن صام الدهر”.
وقال: أبشروا أيها المسلمون ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه في رمضان فقد كان يبشرهم به في آخر شعبان ليستعدوا، فاستقبلوا هذا الشهر بكل خير، وأعدوا له العدة فاستقبلوه بالإخلاص لله والاحتساب والفرح الشديد بأن الله بلغكم إياه قال الله تعالى: “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون”، فاستقبلوا بالتوبة من كل ذنب ليمحو الله به ما سلف من الذنوب.
وأضاف: عجبا لمن يعمل للدنيا وينسى الآخرة، فالدنيا تنال بعمل وتنال بغير عمل لمن كان عاجزا عن العمل، أما الآخرة ونعيمها فلا تنال إلا بعمل قال تعالى: “وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون “، أيها المسلمون لقد نزل بكم موسم عظيم وشهر كريم تتنزل فيه الخيرات والبركات، وتغفر فيه السيئات شهر رمضان الذي فضله الله تعالى، ” سيد الشهور رمضان وأعظم حرمة ذي الحجة”.
وتابع : أنواع الثواب والجزاء والنعيم في الجنة لأنواع الطاعات والعبادات في الدنيا فكل طاعة لها ثواب ونعيم وجزاء قال تعالى : ” كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية”، وأعظم تكريم لمن دخل الجنة النظر إلى وجه الله الكريم، وهو جزاء الإحسان بعبادة الله كأن المسلم يراه، قال تعالى: “للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ” وفسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم، كما أن أنواع العذاب لأنواع المعاصي، فأكل الزقوم وشرب الحميم جزاء أكل الربا والحرام وشرب المسكرات والمخدرات وصب الماء على الرأس جزاء الكبر والتعاظم وعدم امتثال الشرع بعدم الانقياد له.