يعتبر وادي محلا أحد الأودية الرئيسة بمحافظة قلوة، حيث يضم بين جنباته عشرة قرى ويقطنه أكثر من ألف نسمة، ويطلقون عليه الوادي المنسي، وذلك نظراً لقلة الخدمات المقدمة لهذا الوادي رغم قربه من محافظة قلوة.
“أضواء الوطن” ألتقت بعدد من سكان الوادي الذين أكدوا أن معاناتهم مع الطريق وخدمات السفلتة امتدت لسنوات طويلة من الزمان ويحلمون بتحقيق تلك الخدمات تيسيرا لحياتهم ولتنقلاتهم.
حيث يشير المواطنون إلى أن الطريق الوحيد للوصول إلى بيوتهم يمر من بطن الوادي وبذلك خطورة كبيرة بإعتباره مجرى للسيول، وقد يحدث به مالا يحمد عقباه خاصة في أيام تساقط الأمطار.
“سفلتة الطريق”:-
ويؤكد أحد أعيان الوادي الأستاذ عبدالرحمن بن مستور ( معلم ) معاناة الأهالي من الطريق الوحيد الذي يربط بين قرى الوادي حيث يقول: عدد من الطلاب والمعلمين والموظفين يمارسون أعمالهم بالوادي ويعانون كثيرا في الإنتظام بإعمالهم ومذلك حال الطلاب يكابدون في الوصول إلى مدارسهم، وقد يحدث عدم إنتظام دراسيّ بسبب وعورة الطريق فضلا عن نقص القرية الكثير من الخدمات الأخرى.
ويضيف الأستاذ عبدالرحمن بقوله: نأمل ونتمنى أن يسمع المسؤولون صوتنا ويضعوا حدا لمعاناتنا بسفلتة الطريق الذي يبلغ طوله ٧ كيلومترات تقريباً.
وأضاف ” بن مستور” منذ أعوم عديدة ونحن نرفع احتياجاتنا للمسؤولين خطابا تلو الخطاب مطالبين بالألتفات لإحتياجات الوادي الضرورية والعمل على تطويرها إلا أن ما رفعناه ظل حبيس الأدراج، ولا نعلم سبباً مقنعاً لهذا التجاهل رغم ما نجده من وعود وتأكيدات ولكن دون جدوى .
“الوادي المنسي”:-
ويبين الأستاذ محمد موسى الزهيري ( قائد مدرسة ) أن المشكلة لا تكمن في الطريق فقط بل أن الوادي يعاني نقصا وشللا في الخدمات، مما أدى إلى هجرة عكسية من أهل الوادي، وأصبحت البيوت شبه خاوية من ساكنيها، وذلك نظراً لشح الخدمات بالوادي فلا طريق معبّد ولا مركز صحي ولا إنارة للقرى ولا أرصفة، وحتى مصلى العيدين فرح الأهالي ببوادر إعتماد تنفيذه ولكن فرحتهم ماتت في مهدها ولا يعلمون سبب ذلك.
وأضاف الزهيري، بإن مدخل الوادي ضيق جداً وبالكاد يتسع لعبور سيارة واحدة ، فالمار من هذا المدخل مفقود والعابر منه مولود، مذكّراً رئيس بلدية قلوة بإن هناك مواطنون يتجاوزن الألف نسمة يسكنون بوادي محلا يحتاجون للخدمات، ومناشداً رئيس الطرق بالباحة بالنظر للأهالي بعين الرحمة ، فهل من مجيب .
“قرية الخُلف والخليف”:-
وتطرق الأستاذ موسى صالح سعيد ( معلم ) إلى وجود معلم تراثي مهمل تماماً وهو قرية الخُلف والخليف التراثية والتي تقع بوادي محلا ، حيث أنها مبنية بطريقة فريدة يظهر فيه الجانب التحصيني من حيث إرتفاع جدرانها وسماكتها ومتانة البناء ومسجدها الأثري، كما تحتوي على العديد من النقوش الخطية الغائرة على أحجار البازلت، كما ترجع بعض المصادر إلى أن تاريخ قرية الخلف والخليف يعود لأواخر القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجريين ، وقد كان أملنا أن تكون هذه القرية محل إهتمام ورعاية من المسؤولين للحفاظ عليها من الإندثار بإعتبارها معلماً تاريخياً وتراثياً وسياحياً ولكن لا حياة لمن تنادي.
وتسائل ” موسى صالح ” متى تُكتب النهاية لمعاناتنا من عدم توفر الخدمات الأساسية ، مع كامل أملنا أن يصل صوتنا لأميرنا المحبوب مشاري بن سعود أمير الباحة حفظه الله للقضاء على المعاناة التي نتجرعها من خلال إفتقار الوادي للخدمات العامة والضرورية .
“معاناتنا مستمرة”:-
فيما ذكر عمر سعيد محمد ( معرّف القرية ) بإنه تنامى لأسماعنا إعتماد سفلتة الوادي منذ عام
1431هـ وبلغة فرحتنا مداها بعد الشروع في رصف الكيلو الأول من الطريق ولكن فرحتنا تلاشت عندما تم توقيف المشروع فجأة لنعود لنقطة الصفر من المعاناة الممتدة.
كما نطالب بإستكمال المشروع التعليمي لمدرسة أنس بن مالك الإبتدائية بمحلا المتأخر منذ أكثر من خمس سنوات، وكذلك نحن بحاجة إلى مركز للرعاية الصحية، وأيضاً جدران إستنادية لحماية أملاكنا من أخطار وأضرارالسيول الجارفة.
“أضواء الوطن” تجولت بين القُرى وبالفعل تم رصد حجم معاناة الأهالي من وعورة الطريق ، ومن سوء وضيق مدخل الوادي، وملاحظة النقص في عدد من المشاريع الخدمية، كالإنارة وعمل الأرصفة وإستكمال إنشاء مصلى العيدين، وكذلك الخدمات الصحية والإهتمام بالأماكن التراثية والإستفادة القصوى سياحياً من أهم معلم بمحافظة قلوة وهو جبل نيس الشهير والذي يقارب إرتفاعه من ١٩٥٠ متراً ، وأن الوادي بالفعل بحاجة إلى إعادة نظر وإلى وقفة جادة من مختلف قطاعات الخدمات الحكومية.