سحبت أربع شركات أمريكية كبرى، على الأقل، إعلانات من شركة غوغل تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، بسبب الضجة المثارة حاليا حول نشر محرك البحث العملاق عالميا محتوى يحض على التعصب والتطرف.
وذكرت صحيفة التايمز، البريطانية، أن شركات الاتصالات الأمريكية اية تي اند تي AT&T وشركة فيرزون Verizon، بالإضافة إلى شركة تأجير السيارات انتربرايز وعملاق المنتجات الدوائية جي أس كية GSK، سحبت كل الإعلانات غير المرتبطة بالبحث على غوغل.
وكشف تحقيق أجرته الصحيفة أن العلامات التجارية الكبرى كانت تظهر بجوار مقاطع فيديو على موقع يوتوب تروج لأراء متطرفة، وتحقق عائدات مالية لأصحابها.
وقد اعتذرت غوغل عن هذا ووعدت بوجود أدوات أفضل للمعلنين.
ورغم جهود الشركة لاحتواء الجدل، الذي بدأ في بريطانيا في وقت سابق من هذا الأسبوع، فقد امتد إلى الولايات المتحدة وجذب اهتمام مجال الإعلانات هناك.
وتسبب هذا في مشكلة كبيرة لغوغل في الوقت الذي تسعى فيه إلى طمأنة المعلنين أن أموالهم لا تمول جماعات الكراهية.
ووفقا للتايمز، ظهرت إعلانات فيريزون بجانب مقاطع للداعية المصري وجدي غنيم، المحظور من الولايات المتحدة لتطرفه، وكذلك مقاطع لحنيف قريشي، التي تسببت تعاليمه في اغتيال سياسي باكستاني.
وقالت شركة AT&T فى بيان “نشعر بقلق عميق من احتمال ظهور إعلاناتنا إلى جانب محتوى يوتيوب يروج للإرهاب والكراهية”.
وأضافت “حتى تتمكن غوغل من ضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى، فإننا نزيل إعلاناتنا من منصات غوغل غير المرتبطة بالبحث على المحرك”.
وأدى التحقيق الذي أجري في بريطانيا أن 250 علامة تجارية سوف تسحب الإعلانات الخاصة بها.
وأعلن فيليب شندلر مسؤول أعمال في غوغل على مدونة نشرت يوم الاثنين، أن الشركة بصدد توسيع سياساتها المناهضة لخطاب الكراهية لتشمل مقاطع الفيديو التي تستهدف الجماعات المعرضة للخطر.
وردا على المقاطعة الأخيرة في أمريكا قالت غوغل، أمس الأربعاء: “بدأنا مراجعة موسعة لسياساتنا الإعلانية، تعهدنا بإحداث تغييرات تمنح العلامات التجارية مزيدا من التحكم في أماكن ظهور إعلاناتها.
وتهيمن غوغل على الإعلانات عبر الإنترنت، والتي تعد أهم مصادر التمويل للشركة.
وبلغت عائداتها من الإعلانات 80 مليار دولار أمريكي، عام 2016، ما يمثل حوالي 90٪ من إجمالي دخل الشركة السنوي.