أرخت عمّان جدائلها فوق الكتفين ولبست عباءتها فرحاً وتأهبا بزيارة زعيم الأمتين العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- ، ففرش محبوه منازلهم بالأعلام وزانوا بالورد مداخلها ابتهاجا بضيف الأردن الكبير.
تعكس التحضيرات الرسمية والشعبية الضخمة والمميزة المعدة لاستقبال ضيف الأردن الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – للمملكة الأردنية الهاشمية ، مدى الحب والتقدير الذي يتمتع به خادم الحرمين الشريفين ، والمملكة العربية السعودية من قبل ابناء الأسرة الأردنية وجموع العشائر والمواطنين الذين يحضروا أنفسهم ليهبوا من كافة المحافظات ويتوافدوا منذ صباح الاثنين المقبل السابع والعشرين من شهر آذار الحالي ، على العاصمة مقيمين السرادقات ورافعي صور القائدين الكبيرين ، ويافتات الترحيب ، تعبيرا عن هذا الحب ، مايؤكد عمق العلاقات الاخوية المتينة بين عمان والرياض.
حيث ستكون الجماهير في استقبال خادم الحرمين الشريفين وصحبه الكرام في بلدهم الثاني على جانبي الطريق من المطار وحتى وصوله محطته الأولى في العاصمة الأردنية عمّان ، لتحيته والترحيب به ورفع أعلام المملكة العربية السعودية عالية خفاقة جنبا إلى جنب مع الأعلام الأردنية في كافة مناطق الأردن ومنازلها ترفرف عاليا في سماء الأردن ، كما ستزدان الطرقات بصور صاحبي الجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه الملك عبدالله الثاني – حفظهما الله ورعاهما – فرحاً وسروراً بهذه الزيارة الميمونة .
وذكرت مصادر ان خادم الحرمين الشريفين سيبدأ زيارته للأردن منذ يوم الاثنين المقبل السابع والعشرين من شهر آذار الحالي ، فيما ستترقب حشودٌ المواطنين والطلاب والطالبات وصوله ضمن استقبال شعبي حافل بفعاليات لم يسبق لأيّ زعيمٍ أن حظى بها وستشمل تفاعلاً رسمياً وشعبياً من قِبل المواطنين.
من جهتها تستعد محافظة الزرقاء لمشاركة نحو 7 آلاف مواطن من سكانها لهذا الاستقبال ، فيما يتوقع ان يتجاوز عدد الجماهير الشعبية التي ستشارك بحفل الاستقبال أكثر من 50 الفا من كافة محافظات المملكة .
ويستقبل الأردنيون ضيفهم الأجل مكانة بين ملوك الأرض والأعز قبيلا “سلمان الخير والبركة” ، إذ يعتبر الأردنيون زيارة خادم الحرمين الشريفين زيارة خير وبركة وشدّ أزر وتعاضُّد ولحُمة عربية صامدة ممزوجة بالحب والتقدير بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين ،وبدءوا بالاستعداد لوصوله باستقبال رسمي مهيب وفرح شعبي عارم، وتهانٍ في الشوارع بلوحات ترحيبية إلى جانب الأحاديث في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتي تصدّرها الحديث عن هذه الزيارة التاريخية ، التي تجسّد جليًا العُرَى الوُثقى للروابط الأخوية.
إن زيارة الملك سلمان – يحفظه الله – للأردن تجسّد صورة حية وواضحة تعكس متانة وقوة العلاقات التاريخية القائمة بين الجارين الشقيقين اللذين تجذّرت علاقات الأخوة بينهما على مدار العقود الماضية ، كما تجسد التنسيق القائم والمتواصل بينهما في أدق المراحل التي تمر بها المنطقة والوطن العربي.
وتُعد هذه الزيارة للأردن هي الأولى منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الحكم في يناير 2015، حيث سيلتقي صاحبي الجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظهما الله ورعاهما ، وسيكون للعلاقات الثنائية على كافة المجالات نصيباً وافراً من مباحثات الزعيمين العربيين الكبيرين وكبار المسؤولين في البلدين الشقيقين من الحكومة والقطاع الخاص ، مما يُبرز واقع الترابط القوي بين المملكتين ووحدة صفهما الذي يتجلى في التعاون المطرد بينهما في ميادين كثيرة.
العلاقات القوية بين الأردن والسعودية تعتبر ثوابت لا يمكن أن تتغير مهما كانت الظروف وهي في تطور مستمر، كما أن زيارة الملك سلمان تعني الكثير بالنسبة إلى الأردن قيادة وحكومة وشعباً ، حيث تحرص القيادتان على تقوية علاقاتهما وتعزيزها وتطويرها، باعتبار أن السعودية تمثل العمق الإستراتيجي العربي، وبالتالي فإن التنسيق والتشاور بينهما قائم بشكل دائم في كثير من القضايا العربية والإقليمية.