بدأ مسلحو المعارضة وعائلاتهم الخروج من حي الوعر آخر معقل لهم بمدينة حمص السورية باتجاه جرابلس في ريف حلب وفقا لاتفاق بين الحكومة والمعارضة.
وبحسب الاتفاق، يخرج 400 من مسلحي المعارضة مع عائلاتهم متوجهين إلى 3 مناطق هي الريف الشمالي لحمص، وجرابلس في ريف حلب، وادلب، وهي مناطق تسيطر عليها المعارضة.
ويسكن في حي الوعر نحو 75 ألف شخص، وتعرض للحصار من قبل القوات الحكومية منذ أواخر عام 2013.
وبدأت الحافلات في نقل المسلحين من حي الوعر. وقد أطلق على حمص في الماضي بأنها “عاصمة الثورة”.
وجاء الاتفاق برعاية روسيا لكن بدون مشاركة منظمة الأمم المتحدة.
وأكدت مصادر في المعارضة أن نحو 15 ألف شخص يمكن أن يغادروا حمص في الأسابيع المقبلة، حسب وكالة رويترز.
ونقلت الوكالة عن محافظ حمص طلال البرازي قوله إن “الاستعدادات وما يحدث الآن يشير إلى أن الأمور تسير على ما يرام”.
وقال المحافظ إن نحو 1500 شخص سيتوجهون إلى ريف حلب السبت.
وتأتي عملية الإجلاء في اتفاق تم التوصل إليه بين وجهاء المدينة والسلطات السورية في شهر ديسمبر/كانون الأول 2015.
وغادر حي الوعر مئات المسلحين بموجب الاتفاق المذكور، لكن إجراءات التنفيذ تعثرت خلال الشهور الأخيرة.
وأكدت الحكومة السورية أن “اتفاقيات المصالحة” التي تم التوصل إليها في عدة مناطق تسطير عليها المعارضة جزء أساسي باتجاه إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات.
لكن مسلحي المعارضة يقولون إنهم أرغموا على قبول هذه الاتفاقيات بسبب الحصار والقصف الشديد.
وأصبحت حمص ميدانا رئيسيا للحراك المعارض في بعدما اعتنق كثير من السكان دعوة لإطاحة حكومة الرئيس بشار الأسد عام 2011، ثم طردوا قوات الأمن من معظم أنحاء المدينة في السنة التالية.
ولجأت الحكومة إلى فرض حصار استمر عامين على أحياء المسلحين، الأمر الذي أدى إلى تدمير مناطق برمتها، واضطر المسلحون إلى مغادرة المدينة القديمة من حمص عام 2014.