تعيش مملكتنا الغالية في هذا العهد الزاهر نهضة عمرانية هائلة في جميع مناطقها كما تنعم بتوسع كبير في كافة المجالات وجميع القطاعات المختلفة، وتبع هذا التطور نهضة أخرى في التوسع العمراني في جميع المدن والقرى في هذه الدولة المباركة، إلا أن لهذه النهضة العمرانية تبعات كثيرة، ومظاهر أثرت سلباً ولم تُعالج بطرق صحيحة ومقنعة.
حيث يعلم الجميع أن مادة البطحاء تعتبر من أهم المواد المستخدمة في البناء، وهي سلعة ضرورية للحركة العمرانية والإنشائية، مما أدى إلى زيادة الطلب على البطحاء بصورة كبيرة، والضحية هي الأودية لأنها المصدر الرئيس لتلك المواد، إذ يعتمد بعض أصحاب المعدات الثقيلة على مزاولة النشاط التجاري المتمثل في بيع البطحاء، من خلال نقلها من بطون الأودية كوادي مليل ووادي الأحسبة ووادي سقامة إلى المستفيدين منها، وبالطبع فإن المستفيد الأول والأخير هو التاجر ، والمتضرر المجتمع بأسره وخصوصاً المزارعين.
حيث يتم نقل البطحاء من بين المزارع، مما يؤدي إلى إنخفاظ منسوب الوادي وإرتفاع مستوى المزارع فينتج عنه تعثر دخول السيول إليها فيتعذر ريها وزراعتها، وكذلك تلاشي الطبقة الرملية التي تقوم على إمتصاص المياة لتخزينها كآبار جوفية ومخازن أرضية للمياة، كما ينتج عن هذا النزيف الرملي إحداث حفر عميقة في بطون الأودية تكون مع هطول الأمطار مستنقعات خطرة وسبباً لغرق الأطفال ومصائد للضحايا.
ونحن هنا نسأل سؤالا ما زال محيراً وهو متى تُسنّ تشريعات تحمي الأودية ؟ ألا يوجد أنظمة رادعة ؟
ولماذا لا يكون هناك وقفة صادقة مع هؤلاء التجار من أجل المحافظة على أوديتنا وردعهم عن الإضرار بها ؟
ولماذا لا يكون هناك حملة وطنية للمحافظة على الأودية من عبث العابثين مماثلة للحملات الوطنية المختلفة ؟ ونحن ومن خلال ” أضواء الوطن ” قد طرقنا الباب .. وسننتظر الجواب .
التعليقات 2
2 pings
صالح الحميدي
02/03/2017 في 7:21 م[3] رابط التعليق
ونحن ننتظر معك الجواب …….
بارك الله فيك ابا زياد في طرح مثل هذه المواضيع المهمة ولعل الخطر الكبر وجود الحفر التي تمتلأ بالماء وتسبب غرق الاطفال فكم من حادث من هذا النوع حصل شكرا لك صحفي متميز
(0)
(0)
زائر
25/09/2018 في 2:16 ص[3] رابط التعليق
ايش جاب اولادكم في الوادي امسكوهم وخلو الناس تترزق
(0)
(0)