أضواء الوطن - الجنادرية - عائض الشعلاني  

 
 
يعتقد الكثيرون أن مهنة البناء هي مجرد رصف أحجار فوق بعضها لتصبح جداراً ، وأنا كنت أعتقد ذلك أيضاً ، إلا أن الجدران الأولى التي حاولتُ بناءها ، كانت مائلة”، وآيلة للسقوط هذا ما يؤكده أحد البنائين المشاركين في قرية الباحة ، والذي أصبح الآن يجيد في هذه الأثناء القيام بجميع الأعمال ، وهو اليوم يعرف جيداً كيف يبني جداراً من الحجر دون عناء باستخدام ثلاث مواد فقط هي الحجر والخشب والطين وهي المواد التي تشكل المادة الرئيسية للبناء في منطقة الباحة ، ومن خلالها فقط برع إنسان الباحة في بناء مسكن يؤيه وبذات المواد بنى قصوراً ضخمة ، وشيد القلاع والحصون التي شكلت قيمة أمنية حين بناءها ثم شكلت شواهد حضارية على براعة الإنسان في هذا الجزء من الوطن .
وبإمكان الزائر لبيت الباحة بمقر القرية التراثية لمهرجان الجنادرية أن يشاهد فعاليات البناء وأن يستمع إلى أهازيج البنائين وهم يجسدون مشهد البناء يومياً ، ويمكنه من خلال زيارة ركن حرفة البناء معرفة أنواع الحجارة المستخدمة كالصوان والمرو ونحوها ، كما سيتعرف خلال الزيارة على مفردات خاصة بحرفة البناء مثل (الجباهة) وهي حجر صلب طويل يوضع أعلى النوافذ والأبواب وبه تكتمل أضلاعها الأربعة ، و(العتبة ) وهي تشبه الجباهة من حيث الشكل لكنها أكبر منها حجماً وهي تستخدم للأبواب من الناحية السفلية ، والخزانة وهي عبارة عن تجويفات يصنعها البناء داخل الجدران وتستخدم لحفظ الأشياء .
فيما يتردد في سماء القرية صوت البناء “محمد سالم” ورفاقه وهم يرددون أهازيج البناء التراثية
(ابن ياباني )
و(الحجر بقلبه ) …
و(انتبه ليدي )
وسط أجواء لا تنقصها البهجة ، وتنقل الزائر إلى أجواء الماضي الجميل ، جدير بالذكر أن إدارة القرية نجحت في نقل الموروث بكافة تفاصيله ، وتعتبر قرية الباحة من أهم المشاركات على أرض الجنادرية كونها من القرى التى حقق أهداف المهرجان وتتميز بتنظيم جيد اأهلها بأن تكون وجهة أولى لزائر مهرجان الجنادرية ، كما استطاعت بأن تكون مادة إخبارية مميزة لتجذب بذلك وسائل الإعلام المختلفة .