متابعة - أضواء الوطن  

 
 
أحيت 13 أسرة بدوية التراث الصحراوي القديم وأعادت للأذهان الحياة البدوية التي عاشها الكثير من الأباء والأجداد قبل عدة قرون مضت وذلك من خلال مهرجان الصحراء الدولي في نسخته العاشرة بمنتزه المغواة الترفيهي ، الذي انطلق يوم الخميس الماضي ويستمر لمدة عشرة أيام ، برعاية أمير منطقة حائل صاحب السمو الملكي الأمير “سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز” بالسوق الشعبي بمنتزه المغواة الترفيهي ، بأكثر من ١٦ فعالية متنوعة تحكي حياة البادية في السابق لوقتنا الحاضر ، والذي تنظمه إمارة منطقة حائل وفرع هيئة السياحة والتراث الوطني ومجلس التنمية السياحية بمنطقة حائل وأمانة حائل وجامعة حائل ووزارة الثقافة والإعلام ، وبدعم الغرفة التجارية الصناعية بحائل والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ، بمشاركة عدة جهات حكومية ، وبرعاية إعلامية من صحيفة الشرق الأوسط وصحيفة الرياضية وصحيفة الاقتصادية، ورعاة الضيافة رؤوم إن وجبله للشقق الفندقية ، بعد أن قامت الأسر بنصب 13 بيتاً من الشعر على سفوح جبال أجا لتعرض للزوار حياة البدو في الصحراء وطريقة معيشتهم اليومية وشرح الجدول اليومي للبدوي منذ استيقاظه من نومه مبكراً حتى إنتهاء اليوم بغياب شمسه ، حيث تستيقظ الأسر مبكراً منذ السادسة صباحاً وهو موعد افتتاح بوابات المهرجان للزوار الذي يتوافدون للإطلاع على عرض حياة أهالي البادية حيث تقوم الأسر بإعداد الطعام على الطريقة البدوية على النار وتجهيز الخبز على الصاج وكيفية جلب الحليب من الأغنام واستخراج الزبد منه وكذلك الدهن ، قبل أن تعده للضيوف والزوار ، وتهم الأسرة ليقوم كلاً منهم بعمله من الأجزاء الأخرى من حياتهم من إطعام المواشي وكذلك العمل على كيفية الاحتطاب في السابق وتجهيز عدداً من المشغولات اليدوية كالغزل والنطو وكيفية استخراج الصوف من شعر الأغنام ، إضافة لاستعراض سباق الخيل وسباق الإبل ، والصيد بالصقور والكلاب ، لحين وقت غروب الشمس والذي يشعل فيه الأسر في بيوت الشعر النار ليتم تجهيز العشاء قبل النوم مبكراً ، واستوقفت هذه الفعاليات الشيقة الكثير من الزوار من مختلف الأجناس ألا أن حضور كبار السن طغى على الوجود لا سيما أنها تعيد لهم ذكريات الماضي كما أكد عدداً منهم ، حيث قال نهار الشمري حياة البادية التي تشاهدونها حالياً هي حياتنا في الماضي بالفعل كانت حياة لذيذة وممتعة رغم العناء والتعب والمشقة في الحياة إلا أننا لا نعرف مشاكل وهموم الدنيا التي نعيشها حالياً ، مضيفاً “الشمري” إنني جلبت أولادي معي لأعرفهم على حياتنا اليومية في الماضي والمقارنة بينها وبين حياة الرفاهية الوقت الحالي ، وقال “عايد سعيد الشمري” أن هذه الفعالية تنقل لنا ثقافة الماضي وحياة الأباء والأجداد ولابد أن الكل يعرف كيف كانت حياة الماضي والتعب والمشقة التي كان يعانيها الآباء في السابق وبين حياتنا الحالية وما ننعم فيه من راحة ورفاهية .
وقال “خالد الهبدان” مشرف فعاليات ” حياة البادية ” أن الفعاليات عبارة عن أحياء ثقافة شبه اندثرت وإحياء جميع ثقافات الأباء والأجداد من الثقافة الاجتماعية والاقتصادية والرياضية ، إقتصادياً يتعرف الجيل الجديد على حياة آبائهم وكيف كانوا يشترون ويبيعون لكسب المال ، أما اجتماعياً قال “الهبدان” هناك مشاهد اجتماعية حية يقدمها مجموعة من الشباب تشرح عن كرم الأباء والأجداد في إكرام الضيف وطريقة حياتهم اليومية ، وطريقة تعاملاتهم وحل مشاكلهم واحترام الكلمة وجعلها كأنها ورقة وصك مشهود عليه ، وأضاف “الهبدان” ، أما رياضياً فالفعاليات التي تقدم في حياة البادية تعريف للزوار بالرياضات التي كانت في أيّام هذا الزمن من ركوب الإبل والخيل وعدداً من الألعاب الشعبية .
وأبان أن الأسر التي تقوم بعرض حياة البادية هي 13 أسرة متنوعة من مختلف المناطق الشرقية والحدود الشمالية والجوف وحائل والصمان وتحتضن هذه الأسر 35 شخصاً رجالاً ونساء وشباب ، يعيشون جدولهم اليومي من الصباح الباكر حيث يأتي الزائر يتناول القهوة والإفطار الشعبي مثل الخبز على الصاج والسمن البري والدهن والحنيني وغيرها من المأكولات البدوية ويتبادل الأسر الاكل بين البيوت ، مبيناً أن الأسر يقومون بشرح وافي لجميع الزوار عن حياتهم اليومية ويدربون الزوار على تجهيز بعض المأكولات والذي يرغب منهم بذلك .