تحت رعاية دولة السيد فيصل الفايز الأفخم رئيس مجلس الأعيان الأردني ، افتتحت في العاصمة عمان يوم الثلاثاء 24 يناير 2017م ، فعاليات المؤتمر التاسع لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، تحت شعار ” معاً من اجل الإنسانية ” ، شاركت به “17” جمعية وطنية اغاثية تمثل دول إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وسيستمر المؤتمر حتى 26 يناير 2017م .
حيث أقام الرئيس العام للهلال الأحمر الأردني الدكتور مطلق الحديد ، حفل افتتاح لفعاليات المؤتمر الذي يجمع اغاثيين دوليين من شتى أنحاء العالم لمناقشة العديد من القضايا الإنسانية ، أبرزها الاستجابة للتحديات الطارئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأهمية تعزيز ثقافة السلام، ونشر قيم التسامح واللاعنف، وحركات النزوح والهجرة، إلى جانب بحث سبل الحد من المخاطر الحضرية، وتعزيز الاستجابة الإنسانية في المدن، وأهمية حماية المتطوعين وسلامتهم.
وأكد المؤتمرون ضرورة تعزيز آليات الاستجابة للكوارث وتخفيف معاناة الضحايا والمستضعفين في المنطقة والعالم ، موضحين أن الحركة الدولية للهلال والصليب الأحمر “أكبر شبكة إنسانية في العالم” تعمل من اجل حفظ كرامة الإنسان ، وأضافوا أن عمليات التنسيق بين الجمعيات الوطنية ودمج قدرات القطاعين العام والخاص ضمن آلية عمل مؤسسية والاستجابة السريعة للأزمات الإنسانية والوصول للضحايا في الوقت المناسب عوامل مختلفة ينبغي تبنيها وتعزيزها في عمل الشبكة الإنسانية.
من ناحيته قال راعي الحفل دولة فيصل الفايز في معرض كلمته التي ألقاها خلال الحفل ، ان الأردن يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية وأمنية كبرى مع وجود عدد كبير من اللاجئين يمثلون نسبة 20 في المائة من السكان الأردنيين.
وأضاف الفايز أن ملف اللجوء خلف تبعات سلبية على قطاعات مهمة وحيوية في الأردن منها الصحة والتعليم والمياه والطاقة وغيرها مشيرا إلى أن الأردن من أكبر الدول المستضيفة للاجئين فيما تتحمل العبء الأكبر من اللاجئين السوريين البالغ عددهم نحو 3ر1 مليون لاجئ.
ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم والإسناد اللازم لبلاده ومشاركتها بتحمل هذه المسؤولية في وقت يعاني الأردن من قلة الموارد الطبيعية والاقتصادية.
من ناحيته دعا أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح السحيباني الدول والحكومات إلى التقيد والالتزام بمبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان والاتفاقيات المبرمة في هذا المجال لاسيما اتفاقية (جنيف) في التعامل مع اللاجئين والنازحين.
ولفت السحيباني إلى أن المؤتمر الحالي “فرصة” لتقييم الجهود ومراجعة أسس التكامل والتعاون بين الجمعيات الوطنية ووضع الأسس لبناء القدرات والكوادر وتبادل التجارب الناجحة.
وأعرب عن تطلعه إلى الخروج من المؤتمر بنتائج إيجابية أقرب إلى التنفيذ والعمل بها فضلا عن طرح “روح بديلة تدعم نشر ثقافة التسامح والتعصب واللا عنف في المجتمعات العربية”.
من جانبه قال رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تاداتيرو كونوي في كلمته أمام المؤتمر إن الاتحاد دائما ما يبحث عن حلول تطوير عمل الحركة الدولية في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم.
وأكد أهمية نتائج وتوصيات المتوقع صدورها عند اختتام أعمال المؤتمر الإقليمي الحالي على حياة ملايين من المستضعفين في المنطقة مشددا على إيمان الاتحاد الدولي والعاملين تحت مظلته بمفهوم “الشراكة في العمل” لتحقيق أفضل النتائج.
وأشار إلى أن هذه النتائج ستساعد بصياغة قرارات تخدم العمل الإنساني والإغاثي عند انعقاد اجتماع الجمعية العامة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر خلال شهر نوفمبر المقبل في تركيا.
من جهتها قالت رئيس اللجنة الدائمة للصليب الأحمر والهلال الأحمر السيدة إيفا أولريخ إن الجهود الإنسانية والتضحيات المبذولة “أمل المحتاجين” الذين تتزايد أعدادهم نتيجة أزمات سياسية لا ذنب لهم بها.
وأضافت أولريخ أنه وعلى الرغم من تحقيق “نتائج إيجابية” في ميادين العمل الإنساني “يبقى ذلك دون تلبية كثير من مطالب واحتياجات المستضعفين في المنطقة”.
وذكرت أن اللجنة الدائمة تدعم الجمعيات الوطنية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني نحو دراسة التوجهات المستقبلية للاحتياجات الإنسانية كما أنها وضعت هذه الخطوة ضمن إستراتيجية عملها.
وأكدت ضرورة عدم الاستسلام والرضوخ أمام الكوارث والأزمات في المنطقة والموانع التي فرضتها السياسة مبينة أهمية جعل المؤتمر الحالي “انطلاقة حقيقية” لما يحتاجه المستضعفون من خلال المناقشة الجادة والشفافية وتقديم الخدمات ذات الجودة العالية.
بدوره قال رئيس الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد الحديد إن تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين يشير إلى أن عدد اللاجئين في العالم يصل إلى 65 مليون وواحدا من كل 116 شخصا إما طالب لجوء أو نازح أو لاجئ فيما نصف هؤلاء من سوريا وأفغانستان والصومال.
وأضاف أن العالم أمام مسؤولية مشتركة بمعالجة أوضاع اللاجئين والمستضعفين ودعمهم إنسانيا وذلك يكون بتوفير الدعم للدول والمجتمعات المستضيفة لهم كالأردن الذي يشكل الإنفاق الحكومي لدعم أوضاع اللاجئين السوريين أكثر من ربع الميزانية.
واستذكر الحديد عددا من الراحلين القياديين في مجال العمل التطوعي الإنساني منهم الكويتي برجس البرجس رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتية سابقا والأمين العام للهلال الأحمر التونسي طاهر الشنيتي ممن كان لهم بصمة واضحة في خدمة قضايا المستضعفين الإنسانية.
وعقب المؤتمر تم افتتاح معرض أقيم خصيصاً على هامش فعاليات المؤتمر ضم عدة أجنحة للدول المشاركة في المؤتمر ، بدءاً من جناح المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الذي دشنه أمين عام المنظمة الدكتور صالح بن حمد السحيباني ، وقام بتنظيمه المستشار الإعلامي في المنظمة الأستاذ أحمد أبو حسان ، وسط حضور واسع من الشخصيات الدبلوماسية لسفارات دول الهيئات والجمعيات المشاركة في المؤتمر ، إضافة لعدد كبير من الجمعيات الوطنية التي تمثل دول إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ثم افتتح الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر القطري السيد علي حسن الحمادي جناح دولة قطر الذي دشنته الجمعية ، وشارك بافتتاحه كل من : رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي معالي الدكتور محمد عبدالله القاسم ، ومدير العلاقات الدولية في هيئة الهلال الأحمر السعودي سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود ، وسفير دولة الأمارات العربية المتحدة لدى المملكة الأردنية الهاشمية السيد بلال ربيع البدور ، ومدير عام مكتب معالي رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأستاذ خالد بن عبدالعزيز العيد .
كما تم افتتاح جناح جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الذي ضم نخبة من المنشورات التوعوية والتثقيفية ، تضمنت كتيبات عن الصحة العامة في حالات الطوارئ ، وقصة مصورة بعنوان ثمرات التطوع ، والتوعية المرورية ، وكتيب بعنوان “كي تكون فلسطين خالية من الإيدز” ، وقصة مصورة بعنوان “وأعطي نصف عمري للذي يجعل طفلاً باكياً يضحك ” ، إضافة لتوزيع عدد كبير من الأجندات المكتبية التي تحوي التقويم السنوي للعام 2017م .
وجال ضيوف المؤتمر في كافة الأجنحة من ضمنها جناح الهلال الأحمر المصري والهلال الأحمر العراقي والهلال الأحمر الجزائري ، والهلال الأحمر تونسي ، الهلال الأحمر البحريني ، والهلال الأحمر الكويتي وعدد كبير من أجنحة الدول المشاركة في المؤتمر .
وفي ختام فعاليات اليوم الأول للمؤتمر أقام رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي الدكتور ياسين المعموري ، حفل عشاء على شرف الوفود المشاركة ، مؤكداً في معرض كلمته التي ألقاها خلال الحفل ان الهلال الأحمر العراقي يستجيب للحاجات الإنسانية ، ويحرص على تلبية المحتاجين في مختلف مناطق العراق ، من خلال عمليات اغاثية استهدفت ملايين النازحين والمتضررين في العديد من المدن والبلدات العراقية المحاصرة ، مضيفاً أن الهلال الأحمر العراقي شكل الرافد الوحيد لتوفير المساعدات العاجلة لهم والتي تمثلت بتوفير الإيواء والغذاء والمياه والخدمات الصحية من خلال المراكز الصحية الثابتة والعيادات المتنقلة ، والتوعية من المخلفات الحربية إلى جانب أنشطة استعادة الروابط الأسرية .
هذا وقد حظي المؤتمر بحضور دبلوماسي رفيع المستوى لسفارات دول الهيئات والجمعيات المشاركة في المؤتمر ، إذ حضر الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد السحيباني ، ورئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر السيد تاداتيرو كونوي ، وممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد روبرت مارديني ، ورئيسة اللجنة الدائمة للصليب الاحمر والهلال الأحمر السيدة ايفا أولريخ ، إلى جانب حضور عدد من منظمات الأمم المتحدة وكذلك مؤسسات العمل الإنسانية الإقليمية والعربية.
كما حضر عن جانب سفارة خادم الحرمين الشريفين نائب سمو السفير الأستاذ محمد العتيق ، و حضر عن جانب هيئة الهلال الأحمر السعودي معالي الدكتور محمد عبدالله القاسم رئيس الهيئة ، ومدير العلاقات الدولية في الهيئة سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود ، ومدير عام مكتب معالي رئيس الهيئة الأستاذ خالد بن عبدالعزيز العيد ، والمستشار الإعلامي في المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الأستاذ أحمد أبو حسان.
وحضر عن الجانب العراقي سفير جمهورية العراق لدى المملكة الأردنية الهاشمية السيدة صفية السهيل ، ورئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي الدكتور ياسين المعموري ، ومستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الإنسانية الدكتور وليد الحلي .
كما حضر المؤتمر سفير دولة الأمارات العربية المتحدة لدى المملكة الأردنية الهاشمية السيد بلال ربيع البدور وحضر عن الجانب الكويتي الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر الكويتية مها البرجس ، والسيد منصور خورشيد من الهلال الأحمر الكويتي .