أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال في خطبة الجمعة دَيْدَنُ اللَّبيبِ الفَطِن، وشأنُ الأَرِيبِ اليَقِظِ، الثَّباتُ على الحقِّ، ولزومُ الجادَّة، وإتباع الصِّرَاطِ المستقيمِ، الذي يستعصِمُ به مِنَ الزَّلَلِ، ويَصِلُ به إلى الغايةِ من رضوانِ اللهِ، ومحبَّته، ونزولِ دارِ كَرامته، ويحذَرُ من إتباع السُّبُلِ التي تفرَّقُ به عن هذا الصِّراطِ.
وأضاف فضيلته قال تعالى : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتقيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
وهي وصيَّةٌ ربَّانيَّةٌ بالتزامِ دينِ اللهِ، والاستمساكِ بما جاءَ فيه من عقائدَ وفرائضَ وكمالاتٍ يسعدُ بها المسلمُ في دنياه وعقباه.
ومن لوازمِ ذلكَ وضروراتِه: النَّفرةُ منْ رذائلَ وخصالٍ مَقْبوحةٍ جاء النهيُ عنها، والذمُّ لـمُجترحها؛ لأنَّها من سُبُل الشَّيطانِ التي يَضِلُّ سالكُها، ويشقى بالتردِّي في وَهْدَتها.
وأوضح خياط أن من دروبِ الخطيئةِ، ومن أشدِّها خطرًا على العبدِ: ثلاثَ خصالٍ، جاء الوعيدُ الشَّديدُ لمن اقترف إثمَ واحدةٍ منها, أمَّا الأولى: فرذيلةُ البُخْلِ والشُّحِّ والأَثَرةِ في أبشع صورها، والبخلُ ألوانٌ لا تحُدُّها الأمثلةُ، وله دوافعُ نفسيَّةٌ تختلف طبيعتُها وملابساتُها, وأما الخصلةُ الثانية المقبوحةُ التي جاء الوعيدُ عليها في الحديث: فهي غِشُّ إمامِ المسلمين، والغَدْرُ به، بنكثِ بَيْعَتِه؛ لمجرَّدِ الهَوى والمطامعِ الدُّنْيويَّة، من هِبَاتٍ ومِنَحٍ وغيرها ممَّا يجعلهُ الغاشُّ منتهى أمَلِهِ، وغايةَ مقصِدِه، إنَّ ثالثَ الخصالِ المرذولةِ المقبوحةِ هي: الغِشُّ في البيع والشِّراءِ، بإعمال طُرُقٍ وحِيَلٍ يحتالُ بها الغاشُّ؛ ليكسِبَ الصَّفقةَ، ويربَحَ المغنمَ، ويزيدَ ثروَتَه ُ.