أكد فضيلة مفتي عدن بالجمهورية اليمنية الشيخ علي بن محمد باوريس ، أن هدف الحوثيين حالياً هو تغوير الهوية، وأنهم يهتمون لأجل ذلك بالجانب التعليمي والتربوي ، وتغيير عقائد الناس وتوجههم، وهذا أمر خطير أن يحاربوا هوية اليمن بدرجة رئيسة قبل الحرب العسكرية .. مشدداً على أن الأهمية البالغة لجهود العلماء هي في مجابهة هذا المشروع ، سواء في المناطق المحررة ، أو المناطق التي تخضع لنفوذهم بشتى الوسائل الممكنة .
جاء ذلك في تصريح لفضيلته عن الأوضاع الحالية في اليمن .
وفي السياق ذاته ، جدد ” الشيخ باوريس ” ثناءه وتقديره للدور الذي قام ــ ويقوم ــ به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، ودول التحالف الدولي في التصدي للخطر الحوثي الذي يستهدف الانقضاض على الشرعية ، وتهديد أمن واستقرار اليمن .
وعن ضرورة اهتمام العلماء بالأصول الشرعية ، وعدم الخوض في السياسة ، قال فضيلته : إن القضايا السياسية والعسكرية متقلبة ومتغيرة ، وتخضع للمصلحة وغيرها ، ولها أهلها ومختصوها ، بينما وظيفة العلماء هي الجانب الرسالي الذي هو ثابت ومجمع عليه ، فهذا معنى صحيح ، ولكن لا يعني طبعاً أن العلماء لا يعيشون هموم الأمة ، وتطلعاتها ، وآمالها ، والمخارج من همومها وأزماتها ، وفي كتاب الله وسنة نبيه ــ صلى الله عليه وسلم ــ ، وفي هدي السلف الصالح ، وفي الاستنارة بكلام أهل العلم من المتقدمين والمعاصرين ، كل ذلك فيه إشارات ووضوح في الرؤية والهدف ، وهو من الأمور المجمع عليها ليست من المسائل المختلف فيها ، فالمقصود ألا ينشغل العالم انشغالاً كلياً بهذه المسائل التي يقع فيها النزاع والخلاف ، بل ينبغي أن يتجه إلى الموضع الذي يجتمع عليه الناس .
وأكد فضيلته أهمية الإعلام وعظيم أثره ، بقوله : لا نقلل من دور المخلصين ، فهناك قنوات ، ووسائل ، ووسائط ، وأشخاص قاموا بدور جيد ومبارك ويشكرون عليه ، لكن لابد أن نسلم بأمر واقع ، وهو أن الجهد المقابل أعظم وأخطر ، فهناك مؤسسات وأعمال للحوثي في اليمن قائمة على خطة إعلامية تقلب الحقائق ، وتستطيع أن تؤثر في الناس بشكل أسرع ، وهذا في الحقيقة يقتضي المراجعة من القنوات والإعلام المواجه لهذه الحملة ،والحق لاشك يعلو إذا قام به أهله قال تعالى :{ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق } .
ودعا فضيلة مفتي عدن ــ في ختام تصريحه ــ وسائل الإعلام إلى القيام بحملة شاملة لفضح مخططات ومؤامرات الحوثيين ، وكشف عوراتهم ومخططاتهم الدنيئة لتغوير هوية اليمن السعيد .