صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع اليوم لصالح إرسال مراقبين إلى مدينة حلب.
وتم تأجيل التصويت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس الأحد بعدما عارضت روسيا، الحليف المقرب للحكومة السورية، وواحدة من الدول الخمس التي تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن، مشروع القرار الذي صاغته فرنسا.
وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الأمم المتحدة إن موسكو ليس لديها مشكلة مع المراقبين، لكنه قال إنهم يجب أن يكونوا مدربين بشكل أفضل كما يجب أن يتم تنظيم إجراءات نشرهم بشكل أفضل.
وذكر الصليب الاحمر أن حوالي 15 ألف شخص تمكنوا من مغادرة حلب منذ بدء عمليات الإجلاء المدنية الأسبوع الماضي.
ورحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم بتبني مجلس الامن الدولي مشروع القرار الفرنسي حول إرسال مراقبين الى حلب معتبراً أنه “يجب ان يتيح الاحترام الكامل للقانون الدولي الانساني في سورية بعد الكثير من مناورات المماطلة والعرقلة”.
وقال هولاند في بيان أن هذا القرار الذي ينص على ارسال مراقبين من الامم المتحدة للاشراف على عمليات الاجلاء “يجب أن يفتح الطريق أيضاً أمام وقف لاطلاق النار وإجراء مفاوضات حول حل سياسي، وهما أمران ينتظرهما الشعب السوري بفارغ الصبر مع كامل المجموعة الدولية”.
واتفقت كل الدول الكبرى على إصدار هذا القرار في موقف يدل على توافقها على موقف واحد للمرة الاولى منذ أشهر طويلة، بعد ان كانت روسيا والصين استخدمتا مراراً حق الفيتو لوقف مشاريع قرارات عدة حول سورية.
واضاف الرئيس الفرنسي أن القرار “يستعيد المطالب التي قدمها العاملون في المجال الانساني الى فرنسا طالبين منها نقلها الى شركائها وهي: إجلاء المدنيين بشكل آمن يحفظ كراماتهم تحت إشراف الامم المتحدة وبالتنسيق معها، واعطاء ضوء اخضر واضح الى الامم المتحدة لتقديم المساعدات الانسانية والطبية اللازمة الى السكان، وحماية المنشآت الطبية والعاملين فيها في مجمل أنحاء البلاد”.
من جهته أشاد وزير الخارجية جان مارك آيرولت في بيان بصدور القرار معتبراً أنه “الرد الاول على الوضع الانساني الطارئ في حلب”.
كما دعا الوزير الفرنسي “كل الاطراف وبالتحديد النظام السوري وداعميه الى التحلي بحس المسؤولية للتمكن من تطبيق هذا القرار من دون تأخير، وإقرار وقف دائم لاطلاق النار في كافة انحاء البلاد لانهاء معاناة الشعب السوري، والبدء بتفاوض سياسي على قاعدة قرار مجلس الامن 2254 الصادر عن مجلس الامن”.
في هذه الأثناء ذكر الكرملين في بيان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الإيراني حسن روحاني هاتفيا اليوم بأنه يأمل في أن يعملا سوياً للتوصل إلى حل بشأن سورية في أسرع وقت ممكن.
وجاء الاتصال الذي قال الكرملين إنه بمبادرة من إيران عشية اجتماع في موسكو لوزراء خارجية ودفاع روسيا وإيران وتركيا بشأن سورية.
ويرغب بوتين أن تجرى محادثات سلام سورية جديدة تشمل الحكومة السورية والمعارضة في قازاخستان ويحاول حشد الدعم لها.