وضع المنتخب السعودي نفسه في مرمى نيران النقاد والمحللين بعد الخسارة التي تعرض لها الأحد الماضي أمام نظيره العراقي 0-2 في مستهل مشواره في “خليجي 21” بالبحرين، ولا بد له من الإنتفاضة امام اليمن غدا الأربعاء لتأكيد أحقيته في الذهاب بعيدا في هذه البطولة.
المنتخب السعودي احرز اللقب الخليجي ثلاث مرات، في الدورة الثانية عشرة في الامارات عام 1994، والخمسة عشرة في الرياض عام 2002، والسادسة عشرة في الكويت عام 2003.
وخسر المباراة النهائية في النسختين الماضتين، في “خليجي 19” في عمان عام 2009 امام صاحب الارض 0-1، وفي “خليجي 21” في عدن اواخر 2010 امام الكويت بالنتيجة ذاتها بعد التمديد.
ولا شك ان فارق الامكانات يميل بوضوح لمصلحة المنتخب السعودي الذي تفوق على نظيره اليمني في المواجهات الاربع التي جمعتهما في دورات الخليج، في النسخة السادسة عشرة (2-0)، والسابعة عشرة (2-0)، والتاسعة عشرة (6-0)، وفي النسخة الماضية (4-0).
ولم يلتقيا في الدورة الثامنة عشرة في ابوظبي عام 2007.
المنتخب اليمني بدأ مشاركاته في دورات الخليج في النسخة السادسة عشرة في الكويت عام 2003، ولم يحقق اي فوز حتى الان في 19 مباراة (3 تعادلات و16 خسارة).
“الاخضر” السعودي فشل في رد اعتباره امام العراق بعد خسارته امامه في نهائي كأس أسيا 2007، فعقد موقفه منذ البداية وزاد مهمته صعوبة صعوبة امام اليمن والكويت، وبات عليه ان يحسم مصيره بيده.
مهمة السعودية امام اليمن لن تخلو من صعوبة خصوصا في ظل الطريقة الدفاعية الصريحة التي يعتمدها مدرب الاخير البلجيكي توم ستانفيت، لكن اصبح لزاما على المدرب الهولندي فرانك رايكارد الزج بأفضل عناصره لضمان الفوز وتخفيف حدة الضغوط عليه من قبل النقاد والجماهير التي اتهمته بمحاباة ياسر القحطاني باعادته للتشكيلة مجددا قبل البطولة بوقت قصير، وذلك بعد سبعة اشهر من اعتزاله اللعب دوليا.
وسيجد رايكارد نفسه أمام فرصة اللعب بطريقة هجومية لتحقيق الفوز اذا ما اراد الاستمرار في هذه البطولة، لانه حتى التعادل قد لا يكون كافيا. وستحدد كأس الخليج شكل العلاقة بين رايكارد والجماهير السعودية في المستقبل، حيث يسعى المدرب الهولندي لاذابة الجليد وانهاء حالة القطيعة بينه وبين النقاد والرياضيين والجمهور.
ولا يزال الشارع الرياضي السعودي منقسما بين متفائل ومتشائم حول ما قد يقدمه منتخب بلادهم، الاول راض عن رايكارد خصوصا عقب التعادل السلبي امام الارجنيتين بكامل نجومه قبل نحو شهرين لا سيما وان المنتخب السعودي استطاع مجاراة راقصي التانجو، والثاني يحمله مسؤولية الخسارة امام العراق وعدم ثباته على تشكيلة واحدة لمباراتين منذ توليه مهمة القيادة الفنية منذ ما يقارب العام ونصف العام، ويتهم بالعجز عن ايجاد حل للعقم الهجومي والضعف الدفاعي الذي يعاني منه الفريق السعودي.
ويرى رايكارد “أن فرصة السعودية ما زالت متاحة وعلى نحو كبير للتأهل للدور التالي وأن البطولة ما تزال في بدايتها وأن المنتخب السعودي قادر على العودة إلى دائرة المنافسة”.
وأضاف “قدم لاعبو المنتخب السعودي مستوى جيدا في الشوط الأول امام العراق وكانت السيطرة كاملة له في الشوط الثاني ولا يستحق الخسارة”، مضيفا “كان لا بد على أقل تقدير من الحصول على نقطة في هذه المباراة”. واوضح “في المواجهتين المقبلتين لا بد من زيادة التركيز وبذل مجهود مضاعف لتعويض الخسارة”.
بدوره أكد أحمد عيد رئيس الإتحاد السعودي لكرة القدم “الأخضر لم يكن موفقا امام المنتخب العراقي”، مضيفا “سنصل للدور الثاني وسنحقق اللقب وقد إجتمعت مع اللاعبين عقب المباراة وتحدثنا في العديد من الامور المهمة”.
وتابع “رايكارد كان أحد أفضل عشرة مدربين في العالم وما يزال، وإقالته من مسؤولية الإتحاد وليس الإعلاميين”، نافيا “ما تردد حول الاستعانة بناصر الجوهر لاكمال مشوار البطولة معتبرا ان هذا الكلام غير صحيح”.
ويتردد في الاعلام ان عقد رايكارد يمتد ثلاث او اربع سنوات، وانه يتضمن شرطا جزائيا بقيمة كبيرة في حال اقالته.
من جهته، يدرك منتخب اليمن انه وقع في مجموعة قوية تضم ثلاثة منتخبات احرزت مجتمعة 16 لقبا في دورات الخليج، وان مهمته لتحقيق الفوز الاول له منذ بدء مشاركته في هذه البطولة قد لا يكون سهلا خصوصا في ظل سعي السعودية الى تعويض خسارتها.