أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ، أن العنف الأسري قضية تحظى باهتمام القيادة الرشيدة ، كغيره من هموم المجتمع التي توليها جُل الاهتمام والعناية ، وذلك من خلال سن الأنظمة العدلية ، وصولاً إلى إصدار نظام الحماية من الإيذاء ، كنقلة نوعية تهدف إلى مكافحة العنف الأسري ، وتجريم ممارسي هذه الجرائم الشاذة غير السوية ، مؤكداً أن الحفاظ على كيان الأسرة من الضروريات المهمة لينعم المجتمع بالترابط والتماسك ، مشدداً على أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ تولي الأسرة عناية فائقة كونها أساس المجتمع.
وقال سمو أمير منطقة القصيم في كلمة له خلال جلسة سموه الأسبوعية مساء أمس في قصر التوحيد بمدينة بريدة ، بحضور صاحب السمو الأمير متعب بن فيصل الفرحان ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز ، وعدد من مسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة وأهالي المنطقة : إن العنف الأسري لون من ألوان الخلل الاجتماعي يعمل على هدم الأواصر الاجتماعية السامية ، وهو من أشهر أنواع العنف انتشاراً في هذا الزمن ، بدأ بالتزايد والتعاظم في حياتنا المعاصرة ، وأخذت الكثير من الأسر تعاني من تداعياته ومفاعيله ، وما ينتج عنه من سلبيات تهدد الكيان الأسري بالتفكك والضعف والانهيار ، مما ينعكس سلباً بدوره على سلامة البنية الاجتماعية ، وهذا يستدعي من جميع أطراف المجتمع التحرك لوقفه وإصلاحه، وإن تكاتفنا جميعاً سيكون له دور في خفض نسب حالات العنف الأسري ، لافتاً سموه الانتباه إلى أن من أشد أنواع العنف الأسري ما يكون ضد المرأة ، وما يسببه هروب الشباب والفتيات من المنازل ، الأمر الذي يجعلهم عُرضة للوقوع في شباك قرناء السوء والمفسدين أخلاقياً ، وأصحاب الأفكار الضالة والمتطرفة ، والوقوع في براثن الانتماءات الحزبية والطائفية والجماعات الإرهابية.
وبين سموه أن القوامة هدف لحماية الأسرة ، ويجب أن لا تكون تسلطاً استبدادياً ومصادرةً لرأي المرأة وازدراء شخصيتها ، معرباً عن انزعاجه وأسفه البالغ ، لتنامي حالات العنف الأسري ضد الزوجات والأبناء التي تتنافي مع قيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والأعراف الاجتماعية السائدة ، داعياً سموه جميع الجهات المعنية للمساهمة في التصدي لمشاكل العنف الأسري ، متمنياً أن لا تصل إلى ظاهرة تؤرق المجتمع ، ووجه سموه بإيجاد موظف مختص من الإمارة في كل محافظة ليتابع مع الإدارة وقوعات حالات العنف الأسري ، ومتابعته لها باهتمام ، والتوجيه باتخاذ الإجراءات النظامية وتطبيق العقوبات المنصوص عليها ضد كل من تثبت إدانته في مثل هذه الوقائع ، مع تقديم الرعاية الصحية المتكاملة للمعنفين.
وكانت الجلسة الأسبوعية قد خُصصت للحديث عن “العنف الأسري ـ المفاهيم والأبعاد” وقدمها أستاذ علم الاجتماع بجامعة القصيم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أسرة ببريدة الدكتور خالد الشريدة ، تناول من خلالها مفهوم العنف الأسري ومظاهره التي تتمثل بالعنف الجسدي والنفسي والجنسي واللفظي والصحي والاجتماعي والاقتصادي، والإهمال.
كما تطرق الدكتور الشريدة كذلك لأسباب العنف الأسري ومضامينه وفقاً للوثائق الدولية ، وطرق القضاء على كافة أشكال العنف الأسري.
عقب ذلك فُتح المجال للحضور لطرح الاستفسارات والتساؤلات لديهم في هذا المجال ، حيث بينت المستشارة الأسرية بجمعية أسرة حصة العبداللطيف ، من خلال اتصال هاتفي ، ما تواجهه الجمعية من قضايا في العنف الأسري ، داعيةً جهات الاختصاص جميعها لعمل مشترك لصد مشكلات العنف الأسري في المجتمع.
وفي نهاية الجلسة تسلم سمو أمير منطقة القصيم ، من معالي رئيس محكمة الاستئناف بالقصيم رئيس مجلس إدارة جمعية أسرة ببريدة الشيخ عبدالرحمن المحيسن ، تقريراً عن جهود جمعية أسرة في علاج قضايا العنف الأسري.