رصدت صحيفة “أضواء الوطن” وعبر برنامج “ربوع بلادي” ضمن سلسلة من التحقيقات الميدانية المصورة واللقاءات الموثقة بالفيديو.. ملامح الحياة في جبال(العلم) وتحديداً في بلدة فيضة المسعار.
هذه البلدة الحالمة بلدة بحجم مدينة امتدت إليها يد التنمية ضمن ماتوليه قيادتنا الرشيدة من اهتمام ودعم دائم لتطوير المراكز والقرى وتوفير سبل الراحة والرفاهية للمواطن والمقيم .
بلدة فيضة المسعار تقع بين منطقة حائل والمدينة المنورة بمسافة 270كم وتتبع إدارياً لمحافظة الحائط ويقدر تعداد سكانها بحوالي 3000 نسمة تقريباً .
في سلسلة جبال العلم كل شيء رائع وجميل، آثار وأسرار مطمورة تحت الأرض لم تكتشف بعد…!! وأجمل ما فيها روعة الطبيعة حيث المناظر العجيبة وسط جبال مدهشة ومثيرة وأودية وأشجار متشابكة بعضها ببعض .
“فيضة المسعار” تختلف عن بقية القرى المجاورة لها حيث لا يوجد لها سوى مدخل ومخرج واحد وسط جبال العلم الشاهقة وهي عبارة عن تجمع سكاني أسسها الشيخ غانم بن زيدان الهديبي وبعد وفاته رحمه الله عُين الشيخ زيدان بن غانم رحمه الله معرفاً للأهالي ومن ثم الشيخ مزيد بن غانم الرشيدي.. وامتدت إليها يد التنمية في ظل رعاية حكومتنا الرشيدة وأصبحت من أهم قرى العلم من حيث الكثافة السكانية والعمرانية والمرافق الحكومية والمراكز التجارية باعتبارها مركزاً إدارياً وتجارياً لجميع القرى وموارد البادية.
إن من زار فيضة المسعار لا يصدق ما طرأ عليها من تطور وازدهار عما كانت عليه سابقاً حيث شملتها الخدمات البلدية والطرف المعبدة وحظيت بافتتاح عدد من المرافق الحكومية ومنها :
*مركز إداري
* مركز صحي
* مكتب للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات
* جمعية خيرية
* مدارس بنين وبنات في مختلف المراحل الدراسية
* مدارس رياض أطفال
“أضواء الوطن” التقت وجهاء وأهالي البلدة الذين حملونا أمانة إيصال صوتهم للمسؤولين وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم .
الشيخ مزيد بن غانم الرشيدي معرف القرية ثمّن ماتقدمه قيادتنا الرشيدة من دعم واهتمام للمراكز والقرى وقال أن بلدة فيضة المسعار حظيت باهتمام صاحب السمو الملكي أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن وسمو نائبه ونالت نصيباً وافر من الخدمات إلا أن ما طرا على البلدة من انفجار سكاني وعمراني يتطلب المزيد من الخدمات الأساسية ومنها توفير مخفراً للشرطة ومركزاً للدفاع المدني والهلال الأحمر وبلدية ومحكمة شرعية وفرعاً للزراعة والمياه ودعم البلدة بأبراج خدمات الاتصالات وكذلك شبكة المياه .
كل مأمن شأنه مواكبة هذا النمو الصاعد والتطور المتسارع .
فيما تحدث أحد أعيان البلدة الشيخ سلمان بن غانم فقال : العطش .. العطش يهددنا .. نحن أهالي فيضة المسعار فوجئنا بانقطاع وانسحاب متعهد سقيا المياه دون توفير بديل أو متعهد آخر سيما أن البلدة تقع في الدرع العربي وموارد المياه بالبلدة نبضت بسبب افتقار القرية للسدود .
وتابع : للأسف مديرية المياه بمنطقة حائل وضعت قريتنا في ذيل القائمة ضمن مشروع المياه الشامل بالمنطقة ولازالت البلدة تنتظر تنفيذ مشروع شبكة المياه التي وللأسف تسير ببطء .
وقال: المياه عصب الحياة .. نحن كنا في السابق مصدر للمياه العذبة ومع جفاف الآبار وشح الأمطار وغياب السدود لحقنا الخوف على أرواحنا وممتلكتنا ولم يكن أمام الأهالي إلا الهجرة ما أن تسارع وزارة البيئة والزراعة والمياه بسرعة دعم البلدة بالسدود واشياب المياه لمواجهة مشكلة الجفاف .
مؤكداً عبر اللقاء المرئي أن طلبات الأهالي منذ ثلاثون عاماً أسيرت الأدراج والدراسة والإهمال.
فيما طالب الشاب إبراهيم بن غانم القلادي بلدية مدينة الحليفة بالشخوص للبلدة ودعمها بمشاريع السفلتة والإنارة ووضع مسطحات خضراء للزوار والسياح والاستفادة من مقومات التنشيط السياحي وأكد أن خدمات الاتصالات بحاجة إلى دعم وتعزيز في أبراج إضافية لكل شركات مزودي الخدمة .
من جهته أعرب أحد المهتمين بالآثار والسياحة الأستاذ مربح بن رباح المهيمزي عن استياءه الشديد من غياب دور هيئة السياحة والآثار وفروعها بالمنطقة .. مؤكداً أن فيضة المسعار من أهم روافد السياحة بالمنطقة وتشتهر بالقلاع والحصون والمخربشات والرسومات على سفوح جبالها بما يؤكد بان تاريخ البلدة شاهد على حضارات الأمم السابقة التي استوطنت المنطقة قروناً وعقوداً من الزمن عبر عصوره المختلفة .. مستشهداً بالمعالم السياحية والأثرية ومن أهمها ذروة العلم التي تحتفظ بقبر أبي الفوارس “عنترة العبسي” والذي جاء في رواية الأصمعي في سيرة أبي الفوارس عنترة انه لما وصل خبر وفاته الملك قيس بن زهير العبسي أرسل في طلب جثمانه إلى أرض العلم فنبشوه وأدرجوه في قطع من الأديم الطائفي فحملوه وعادوا به إلى أرض الشربة والعلم ودفنوه بجوار أبيه وصديقه مالك والملك زهير في ذروة العلم وقد اختلفت الروايات في سيرة عنترة إلا أن رواية الاصمعي هي الأصح والأرجح ما يثبت عكسها في أمهات الكتب.
وأضاف : في ذروة العلم توجد عدة قبور أزلية ومنها قبر عنترة وهو يتوسط هذه القبور الأثرية التاريخية المحاطة بسور من الأحجار البركانية ذات الأحجام المختلفة التي وضعت في أشكال اسطوانية وتختلف أشكالها من حيث الطول والعرض والارتفاع بالإضافة إلى وجود قلاع مطمورة تحت الأرض تحتاج إلى دراسة وبحث من قبل المهتمين بالآثار والباحثين وجهات الاختصاص .. وأردف يقول .. أن صخرة أم واسط منتجع سياحي تتميز بروعة وجمال الطبيعة وتذهل الزائر بقدرة الخالق في تكوينها حيث الشكل والارتفاع مشرّعة على واسط أي عمود صخري يتراوح طوله وعرضه مابين المتر ونصف المتر .
مشيراً إلى أن هذه المعلم يجذب الزائرين متى ما وجد اهتماماً من قبل لجان التنشيط السياحي بالمنطقة بالإضافة إلى أن الطريق المؤدي للصخرة وللآثار طريق ترابي ووعر وتساءل أين دور البلدية والمجلس البلدي من توفير الخدمات للمواقع السياحية والمنتزهات البرية ؟.
وشدّد المهيمزي على أهمية قيام الجهات المعنية بالدور المأمول لتوفر وتهيئة المواقع بما يتوافق مع آمال وتطلعات الأهالي وزوار المنطقة .