تحت رعاية معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة تنظم مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية معرض ” رؤى شرقية “للفنانين ناطق وشاكر الألوسي ” وذلك في الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الأربعاء الموافق 26 اكتوبر 2016 الجاري
شاكر الألوسي – جمال الروح والمرأة يتجدد في أبداعه
أغرت التعبيرية بكامل حضورها وسطوتها رغبة «شاكر الألوسي» في توصيل مديات وعيه البصري، بعد سنوات -جادة ومجتهدة -من الدراسة والتدريس في الجامعة (خارج وداخل الفن)، ثم اللوذ في فلك الرسم الواقعي -الأكاديمي والتمكن منه وتأطير ذلك، بشيء من التصرف والذكاء النوعي وربط دوران تجربته بمدرسة بغداد بنبضها ومعينها رائد الحادثة والتجديد «جواد سليم».
البساطة والعمق، معاً، شكلا تفوقاً واضحاً في ترسيم حدود تجربة «شاكر الألوسي»، حتى تشعر لوحته تنام على وسادة من ريش ناعم، وهي ترتل أحلامها الرائقة بعمق تلك التلقائية، وخيالات أبطاله عبر إطلالات ونفحات من حكايات ألف ليلة وليلة، بكل ما بها من توظيف حاذق لتراث شعبي يجاور ويستقي من بيئة المدينة وأجوائها في تلاقٍ لوني باذج، حار وصريح، في مجمل معالجته.. ليمنح اللوحة سخونة ودفئاً، يلازم ذلك الحنين الدائم والطوعي للماضي، حين يسعى إلى استحضاره هذا الفنان، وفق إعادة ترتيبه وصياغته بما يتمنى ويحلم هو.
المرأة… منجم وروح الفنان التائقة للجمال، وإلى استكمال كل عناصر الإعجاب والتغني بها.. عوالم ودهشة.. ملونة يغدق بها «شاكر» لكي يحسم أمر محبته وانتمائه الواضح – الأكيد إلى تلك الأنثى الساحرة بوجودها الخلاب وخيالات أحلامها، وهي تحاذي إشراقات واستعذابات اللون حانياً باللمس وجمال وأبهة الروح والأصابع الحاذقة لهذا الفنان.. فتنة المرأة وفق مقاييس نبعها التراثي – الأسطوري – المحلي – الجمالي كلها صياغات تعبيرية تعمق مديات الرؤية، وتفتح آفاقها في استنطاق موجودات ومحيط اللوحة، عبر توظيف مبهر لأساليب التراث الشعبي في إيجازات فضاءات لوحته، وهي تؤشر باتجاه مسعى عراقي خالص ونبيل انطلق من حتميات الرسم الواقعي – الأكاديمي إلى حيث مناخات التجريب وتوريدات ومساحات التعبير.. حين جند «شاكر» جل طاقته في تعظيم المرأة بالإعجاب والتغني بروحها وجمالها ومفاتنها، مستنبطاً تراث وهيبة الماضي القريب، ملوحاً بأنوثة وجمال روح المرأة نصف الدنيا.. بل الدنيا كلها.
ناطق الألوسي – حوار من نوع خاص
لغة غريبة، مبنية على ذلك العشق الفريد بين الإنسان الشرقي وحصانه، إيماءات وحركات وصهيل تقابل تلك النظرات والكلمات لشرقي مثقل بهمومه، رقص غريب ذلك الذي نراه في كتل البرونز المتحركة، إنها تروي قصة عشق أزلي بأسلوب فني يحاكي مراكز الجمال في أجساد تتحرك بانسيابية هادئة تارة ومنفعلة تارة أخرى.
أجساد اختزلت معظم تفاصيلها الزائلة لكنها احتفظت بتلك الطاقة التعبيرية التي تفصح عن ذلك المكنون الهائل وتلك اللغة المعلنة بين عاشق ومعشوقته.
ذلك الاختزال الذي يميز أسلوب الفنان ناطق الألوسي في معظم منحوتاته التي تقتصر على إبراز حركة الأجساد الممشوقة والتي صقلت ونحتت بتأنٍ واضح، يعكس حواراً آخر بين الفنان وتلك الأجساد المنحوتة وتحكي لنا قصصاً أخرى قد دأب الفنان ناطق أن يتعمق في سرد تفاصيلها وتلمس مكامن الجمال في أشكال أبطالها، من خلال أسلوب فني تفرد به ولفترة طويلة.