أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ، على أن كافة منسوبي ومنسوبات وطلاب وطالبات التعليم في المنطقة أهل للمسؤولية، وفيهم يراهن الوطن بقيادته وشعبه على تحقيق الطموحات والتطلعات.
مشيراً سموه، إلى أن التعليم بمنسوبيه في القطاعين، وبمخرجاته المعرفية والتعليمية، يقدم الصورة الحقيقية للمواطن البار بوطنه، الذي يتمثل القيم الأخلاقية والسلوكية النبيلة، ويعمل على بناء وتعزيز الفضيلة في المجتمع.
جاء ذلك خلال لقاء سموه الأسبوعي، في قصر التوحيد، بمدينة بريدة، مساء أمس، بكافة مسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة وأعيان المنطقة، الذي خصص لمناقشة وتباحث واقع التعليم في المنطقة، بحضور مدير عام التعليم في القصيم عبدالله الركيان، وكافة مديري إدارات التعليم، ومديري المكاتب التابعة، حيث اعتبر سموه، أن تناول المشهد التعليمي في المنطقة، يمثل خير بداية لعام دراسي جديد، انتظم فيه الطلاب والطالبات في مدارسهم، وزاول فيه مسؤولي التعليم، والمعلمين والمعلمات مهامهم التعليمية والتربوية.
منوهاً سموه، إلى أهمية المشاركة التكاملية بين قطاع التعليم وكافة الجهات الحكومية والخاصة في المنطقة، باعتبار مثل هذا الأمر يمثل أحد أهم مسارات وتوجهات رؤية المملكة 2030، التي تعمل على خلق الشراكات البينية، والتقاسم المشترك في تقديم الخدمات والمنافع المدنية للمواطن، كي نصل بوطننا إلى المستوى المستحق والحقيقي في التقدم والتطور.
وقد بدأ لقاء سموه بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقب ذلك تناول الأستاذ بجامعة القصيم الدكتور إبراهيم بن حمود المشيقح في مداخلته “الوطن والمواطنة.. شواهد من السيرة النبوية” المعاني الحقيقة المتجسدة في الحب والولاء بين الإنسان ووطنه، وفضيلة مثل تلك العلاقة، التي تستمد نبلها وطهرها من سيرة النبي المصطفى، صلى الله عليه وسلم، حينما غادر مكة مهاجراً للمدينة، وكيف كان قلبه متعلقاً بمكة وشعابها.
مشيراً إلى أهمية تفعيل وتكريس ثقافة الوطنية وحب الوطن، من خلال غرس قيم الفضيلة، والأخلاق النبيلة، التي تعزز من حب الوطن، وتعمل على تجذير محققات الدفاع عنه، والذود عن حياضه، في وجه كل متربص به وبأمنه وشعبه وقيادته.
وذكر المشيقح، أن حب الأوطان والتعلق بها أمر فطري، وسلوك سوي، يستمتع به أهل الأذهان الصافية، والأفكار الرفيعة، وتلك هي السمات الحقيقة التي يعيشها سلوكاً كل مواطن ومواطنة، جعل من وطنه ممثلاً له ولأسرته ولمجتمعه المحيط والقريب.
ودعا المشيقح إلى إبراز مظاهر الاعتزاز والفخر من قبل الجميع، بما يقدمه الوطن بقيادته وشعبه، للعالم، من مشاركات حقيقية للحضارة الإنسانية، التي تحفظ للإنسان قيمته وكرامته، وتحفزه على المشاركة الفاعلة في مسيرة الحضارة والتقدم.
بعد ذلك استعرض مدير عام التعليم في القصيم عبدالله بن إبراهيم الركيان، أمام سموه، العديد من المشاريع والمنجزات التعليمية، التي تم تحقيقها على مستوى المنطقة، مطلعاً سموه على الأرقام والإحصائيات المتعلقة بعدد المدارس والطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات.
فقد أشار الركيان إلى الدعم اللا محدود من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – للتعليم في المملكة، بوصفه أحد الميادين المهمة، التي تضع فيه الدولة جل عنايتها، سعياً منها إلى بناء الإنسان وعمارة العقول، وما يخص المتابعة المستمرة، والدعم المباشر، الذي يجده قطاع التعليم في القصيم، من قبل سمو أمير المنطقة، ومعالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، والذي أثمر – بفضل الله – تحقيق العديد من المنجزات المحلية والإقليمية والدولية.
وأضاف الركيان، أن المشاريع التعليمية الخاصة بالمدارس الجديدة للعام الحالي بلغت 32 مبنى حكومي تم استلامها، بقيمة تفوق 177 مليون ريال، في حين بلغ عدد مشاريع المباني الجاري تنفيذها 79 مشروعاً ، بقيمة تتجاوز 608 مليون ريال، مضيفاً أن مثل تلك المعطيات، وتلك الأرقام تبرز مستوى التوسع الشامل في الخدمات التعليمية، والجهود الكبيرة التي تبذلها وتقدمها الدولة، إيماناً منها بان التعليم هو الخيار الحقيقي للتطور والنمو والازدهار.
بعد ذلك تناول مدير مكتب التعليم بمحافظة عقلة الصقور، سعد بن مهلي الحربي، البداية المتميزة للتعليم في المنطقة خلال هذا العام، والتي وافقت مناسبة وطنية غالية ونفيسة، تمثلت باليوم الوطني 86، مبيناً أن انطلاقة العام الدراسي الجديد جاءت لتحقق شيئاً من تطلعات رؤية 2030 من خلال تفعيلها للعديد من البرامج والفعاليات الوطنية، التي تعمل بناء السلوك الوطني الرفيع، وتوجد العديد من الفرص والمناسبات المعرفية والمهارية والتعليمية، التي يشبع فيها الطلاب والطالبات طموحهم وتطلعهم.
ثم باشر مدير التعليم في محافظة المذنب، سليمان بن علي الطعيسي، الجهود والبرامج والفعاليات التي يقوم بها تعليم المنطقة، في كافة إداراته ومكاتبه ومدارسه لقطاعي البنين والبنات، لتحقيق الأمن الفكري، وتفعيل الأدوار الوقائية والعلاجية، عبر منظومة إجراءات ومسارات متنوعة، ومناشط هادفة، تتماشى مع حملة سمو أمير منطقة القصيم “معاً ضد الإرهاب والفكر الضال” سعياً لحماية المجتمع، وتوجيه أبنائه، ليكونا أعضاء فاعلين مؤثرين في مسيرة البناء والتنمية للوطن.
وفي نهاية اللقاء، شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم وتعليقاتهم، التي تصب في مناقشة الواقع التعليمي في المنطقة، وتبحث هموم وتطلعات المشهد التعليمي، والسبل المثلى التي من خلالها يواصل التعليم تقديم رسالته التعليمية والمعرفية لأجيال الوطن ، كما كرم سمو أمير منطقة القصيم ، مدير مكتب جريدة الرياض ببريدة منصور الجفن ، نظير ما قدمه خلال فتره عمله مديراً للمكتب.