عمّان – بسام العريان وشادية الزغيّر  

تلقى صاحب السمو الأمير “خالد بن فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود” سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية ، اتصالاً هاتفياً من فخامة رئس دولة فلسطين السيد “محمود عباس” ، مثمناً الجهود التي تبذلها السفارة في خدمة الفلسطينيين لاسيما حجاج بيت الله الحرام ، حيث أكد سموه أن الأعمال الواجبة عليهم والمتمثلة بخدمة الأهل في فلسطين لا تستحق الشكر ، جاء ذلك خلال مشاركة سمو السفير في وداع ضيوف خادم الحرمين الشريفين حجاج دولة فلسطين من ذوي الشهداء والجرحى ، في مطار الملكة علياء الدولي بالعاصمة عمّان ، حيث إلتقى سمو السفير بالحجاج قبل توجههم للصعود إلى الطائرة متوجهين إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج ، موزعاً عليهم هدايا تتمثل بملابس الإحرام ، وكان في استقبال سمو السفير المستشار في سفارة دولة فلسطين لدى المملكة الأردنية الهاشمية السيد “حاتم كايد” ، ومستشار أول في السفارة السيد “جمال الخالدي” ، ورئيس لجنة فلسطين في برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج السيد “عبد العزيز بن ناصر الصالح” ، وعدد من كبار موظفي السفارة السعودية .
وتناول اللقاء الذي جمع سمو السفير بالحجاج ، أحاديث ودية مفعمة بروح الأسرة الواحدة شاكراً إياهم على تلبية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز آل سعود” لأداء هذه الفريضة ، التي قدمها لهم – يحفظه الله – تقديراً لهم على ما بذلوه في خدمة وطنهم وترابه الطهور ، وفقدوا خلاله أرواح أبنائهم وأشقائهم وذويهم ، وآثر سمو السفير على الصعود بنفسه للحافلة التي كانوا يستقلونها للسلام عليهم فرداً فرداً ، ليغنيهم عن مشقة النزول والصعود في ظل الرحلة التي بدأوا بها قادمين من دولة فلسطين مروراً بالمملكة الأردنية الهاشمية ووصولاً للديار المقدسة سالمين غانمين إن شاء الله ، إلا أن بعض الحجاج أبى ألا ينزل للسلام على سموه وشكره لتكبده مشقة الحضور للقائهم والسؤال عن احتياجاتهم ، وقدموا له هدايا تذكارية تمثلت بصور لذويهم الشهداء ، واستلمها سمو السفير بكل صدر رحب وبسعادة غامرة طالباً من مرافقيه أن يضعوها في مكتب سموه الخاص ، مبدياً شديد إهتمامه بالقضية الفلسطينية بوجه عام وما يمر به ذوي الشهداء من تبعات نفسية نتيجة الاضطهاد والعدوان من قبل الاحتلال الصهيوني في فلسطين .
وقامت أحد الأمهات من ذوي الشهداء بتقديم بوستر خاص طبعت عليه صورة ابنتها الشهيدة ، لسمو السفير ، والتي فقدت فلذة كبدها “سوسن علي داوود منصور” الملقبة بشهيدة بوابة القدس وهي شابة في الـ 18 من عمرها استشهدت على يد الاحتلال الغاشم ، ووشحت الأم سموه بالكوفية الفلسطينية تعبيراً عن مدى شكرها وتقديرها لحضوره شخصياً ووداعهم قبل استكمال رحلتهم الايمانية ، وعلى ما قاموا بتقديمه للحجاج من تسهيلات لاجراءات السفر ليتمكنوا من أداء نسك الحج بكل يسر وسهولة .
كما شكرت أحد المسنات سمو السفير قائلة : تشرفنا بلقاء سموك والسلام عليك ونشكرك على حضورك الكريم وعلى إكرامكم ومساعداتكم التي تقدمها لنا المملكة العربية السعودية على الدوام ، فرد سموه : بل أنا من لي عظيم الشرف بأن منحتموني هذه الفرصة للقائكم وما تقدمه السعودية لأشقائنا الفلسطينيين إنما هو وقفة مع الأشقاء وليست إكرامية بل واجب علينا تجاهكم ، وأشكركم على قبولكم ضيافة خادم الحرمين الشريفين وشكراً لإعطائكم إيانا هذا الشرف وممنونكم بأن منحتموني الفرصة لأقول لكم “شكرا” فهذه خدمة أتشرف بها وأسعى لها وهي خدمة حجاج بيت الله الحرام أولاً ثم خدمة إخواننا الفلسطينيين وذوي شهداء أيضاً ، مضيفاً بعفوية : يعني أكبر من هذا الشرف لن يجد أحد ، وأنتم فخر للأمة العربية أخجلتمونا ورفعتم رؤوسنا في آن واحد ، وختم لقاءه بهم بتقبيل رأس أحد المسنين طالباً منه أن لا ينساه من الدعاء ، وأوصى سمو السفير رئيس لجنة فلسطين في برنامج خادم الحرمين الشريفين السيد “عبد العزيز بن ناصر الصالح” قائلاً : وصيتي لكم هم جاؤوكم الآن فرجاءً خذوهم معززين وردوهم أعز ، وضعوهم فوق الرأس !!