على ارتفاع “١٠٠٠ قدم” عن سطح البحر وفي عاصمة جنوب المملكة العربية السعودية..ووسط قمم الجبال الشاهقة التي تعانق السحاب وترسم مع الضباب لوحة في غاية السحر والجمال عن مدينة ” أبها البهية”.. التي احتضنت “٢٠٠ إعلامي” هي من الشخصيات والقيادات الإعلامية الخليجية والعربية والدولية.
ونجح صناع الحدث في الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي في أن يعيدوا أبها إلى الواجهة الأمامية من جديد مِن خلال منتدى عسير الدولي للإعلام الرياضي الذي شهد ” ٧ جلسات” توقفت أمام الجانب المهني والتي حملت عدداً من العناوين الجميلة والرنانة وحققت صداً واسعاً لأن المتحدثين كانوا من أصحاب القلم الرفيع والخبرة والتجارب الطويلة.. مع نجاح كبير للاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي الذي توغل في تنظيمات الأحداث الإعلامية جعلته رائداً إعلامياً في المنطقة الخليجية والعربية والدولية.
وحظيت التظاهرة الإعلامية على اهتمام ملكي رفيع المستوى وكان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير في مقدمة من عمل لإنجاح هذه التظاهرة التي أعادت بريقاً جديداً للمدينة الحالمة.. الذي فتح قلبه للمشاركين مشيراً بأن أبها عاصمة السياحة العربية لعام ٢٠١٧ تزهوا بالولاء وتختال بالانتماء وترعى المواهب وتتوج المبدع وتحفز المتفوق وهي الكلمات الأميرية التي ألقاها بحضور قامات وهامات كبيرة في مقدمتها المخضرم منصور الخضيري رئيس الهيئة الاستشارية للاتحاد الخليجي وقيادات عربية ودولية.. مع قيادة شابة للمنتدى تمثلت في الاعلامي فواز الشريف رئيس لجنة الشباب بالاتحاد الخليجي الذي نجح في أن يحول الأنظار للاعلام السعودي الذي غاب عن المشهد والقيادة لفترة..بيننا
وكان سمو الامير الذي افتتح المنتدى في مسرح أمارة عسير كان وراء كل خطوة دقيقا في متابعته حريصا على ضيوفه كريما مضيافا همه الأول أن يسعد ضيوف مملكة الضباب..لذلك احتفى بهم في قصر أبها امام سد ابها الجميل في منطقة ابها الجديده التي تشهد يوميا اطلاق الالعاب النارية احتفاءا بالضيوف ولمدة “٦٠ يوما” تبقى سماء أبهى مضيئة.
ولذلك عبر سالم الحبسي رئيس الاتحاد الخليجي للاعلام الرياضي في كلمته الافتتاحية للمنتدى بالشكر لصاحب السمو الملكي أمير عسير وقال فيها صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز شكراً لكم كثيراً على رعايتكم ودعمكم لهذا اللقاء شكرًا بشموخ هذه القمم التي تعانق السحاب ..وشكراً بحجم هذه المساحات الخضراء من الارض والقلوب ..وشكراً لأن قدر الكبار ان يكونوا متميزين ويستحقون التقدير والاحترام..
ونجحت أبها ان تجمع اقطاب الاعلام الرياضي..في مشهد لا يختلف كثيرا عن تجمعات “كأس الخليج الأم” التي تأجلت اكثر من مرة وكأن أبها تقول بأنها تصنع الحدث في صورة متطابقة..وتحقق نجاحا باهرا ليتابعها أكثر من “٣٠ مليون” شخص عبر وسائل الاعلامية التقليدية والجديدة الابرز في المنطقة في رابط جميل يجمع ” مابين الرياضة والسياحة ” وهي المحاضرة التي قدمها الدكتور احمد سعد الشريف بإدارة المذيع العماني القدير خميس البلوشي وبمشاركة الاستاذ عبدالله ابراهيم رئيس نادي الاعلاميبن الرياضيين العرب في محاولة للتوقف أمام أهمية الشراكة مابين الرياضة والسياحة خاصة وان مدينة أبها تتمتع بأجواء ومقومات سياحة كبيرة..وهو الهدف الاساسي الذي ركزت عليه جلسة افتتاحية المنتدى بأن تكون للرياضة دورا للتنشيط السياحي كما هو الحال في مدن العالم والبطولات والدورات والأولمبياد العالمية.
وكتب الزميل خميس البلوشي مدير الجلسة في مقالته الأسبوعية بجريدة الشبيبة العمانية “ان الهدف من تنظيم واستضافة الأحداث الرياضية المختلفة لا يتوقف على المنافسة داخل الميادين بل يتعداه بشكل أوسع ليشمل جوانب اقتصادية وثقافية واجتماعية وأكثر منها سياحية حيث تشير المصادر المتخصصة الى ان استفادة البرازيل سياحياً ( ما أنفقه السياح) خلال الشهر الذي أقيمت فيه البطولة وصل الى مليار ونصف المليار يورو ناهيك عن انتعاش الاقتصاد البرازيلي خلال هذه المناسبة الكبيرة”.
وبحثا عن الاعلام الرزين الهادف فقد خصص المنتدى جلسة بعنوان ” الاعلام النخبوي ” شارك فيها قامتين بارزتين القطري محمد المالكي نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية والبحريني توفيق الصالحي الذي تقلد عددا مِن المناصب الاعلاميه وهي الجلسة التي فصلت مابين الاعلام الهادف واعلام الاثارة مع أهمية المصداقية في الطرح بعيدا عن البحث عن الشهرة والتكسب مع ضرورة منح الصحفي حقه الكامل للوصول الى جودة العمل وفصل السعودي محمد الشيخ مدير الجلسة الجدل بخاتمته الرائعة التي قال فيها ” أن تكون إعلامياً نخبوياً فذاك لا يتعارض مع الإثارة الإعلامية، فبالإمكان أن تكون إعلامياً مثيراً؛ لكن ذلك لا يعني أبداً أن تكون رخيصاً”.
وتفاعل المنتدى مع احداث الساعة وتطور الاعلام الرقمي الذي استطاع ان يخترق الأوساط الرياضية وفرض إيقاعه فخلط الحابل بالنابل بين الصحافة والاعلام وبين الاعلام الالكتروني فجمعت الجلسة ” الاعلام الرياضي وتأثير الاعلام الالكتروني الجديد ” التي ضمت اسماء اعلامية كبيرة السعودي محمد البكيري رئيس تحرير جريدة النادي والكويتي ماجد المهندي رئيس لجنة الاعلام الالكتروني بالاتحاد الخليجي للاعلام الرياضي والبحريني علي السبكار رئيس النادي العالمي للاعلام الجديد.
حيث أكدت الجلسة على أهمية المحتوى الإعلامي وأهمية التوقيت لذلك طالبت الجلسة من المؤسسات الاعلامية التي تملك الهوية الصحفية بإعطاء مرونة أكبر للشباب..دون الابتعاد عن أصول المهنة الاعلامية.
وشهدت الجلسة الحوارية لسوشل ميديا ومهنية الإعلام التي أدارها الزميل عيسى الجوكم حاصد الجوائز الاعلامية والتي طرحت رؤية مقنعة حول تكامل الرؤية بين الإعلام الجديد من جانب والإعلام التقليدي من جانب أخر ، وأعتبرت الجلسة أن الحالة بينهما تكاملية وليست تصادمية.
ولم تغفل جلسات المنتدى احد أهم المحاور والتي ترتبط بالتعليق الرياضي فجمعت قامات اعلامية ضاربة في الجذور بمشاركة السعودي المخضرم علي داؤد احد اساتذة التعليق الرياضي
والمخضرم الاماراتي علي حميد احد مدارس التعليق في المنطقة العربية وهي الجلسة التي وجهت أصابع الاتهام للمعلقين الجدد الباحثين عن الشهرة والمال والذين يحققون رغبات الجماهير سعيا لاستقطاب اكبر عدد من المشاهدين..مع المطالبة بأن يكون هناك رقابة على التعليق الرياضي.. وطرح الاستاذ عادل عصام الدين احد القامات الاعلامية الخليجية والذي ادار جلسة المعلقين بإجادة عالية أسئلة مثلت محددات وفواصل بمهنة التعليق الرياضي.
واحد الجلسات المثرية في المنتدى كانت الجلسة النسائية التي حملت عنوان ” دور الاعلام الرياضي في دعم الاستثمار الرياضي النسوي” وهي الجلسة التي ادارتها الاعلامية ندى الشيباني رئيسة اللجنة النسائية بالاتحاد الخليجي للاعلام الرياضي وبمشاركة السعوديات رانيا ابو خديجة أخصائية علم النفس بمركز أبجد الرياضي للرعاية النهارية وسعاد قنديل مؤسسة فريق كرة السلة للعلاج السلوكي ومعالي العبدلي مديرة قسم البنات في أكاديمية جدة يونايتد وهي الجلسة التي أكدت مهمة المنظمات الرياضية على تعزيز الثقة وتطوير قدرات الممارسة الرياضية النسوية مع بناء طاقات وطنية تدريبية في المجال الرياضي مع التركيز على رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة مع تقديم تحارب ناجحة في تأسيس الاكاديميات المتخصصة في الرياضة النسائية.
ولان ميثاق الشرف الاعلامي من أهم الجوانب التي ناقشها منتدى عسير فقد خصصت جلسة لجامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية وقدم خلالها الدكتور معلوي الشهراني رئيس قسم اللقاءات العلمية. عن ميثاق الرياض للاعلام الرياضي العربي والذي خرجت به بعد ندوة ضمت ٢٨ دولة عربية مؤكدا بأن الجامعة تدرس الظواهر المتعلقة بالتعصب الرياضي وشاركة الدكتور احمد الزهراني رئيس قسم الدراسات والبحوث بالجامعة الذي شدد على أهمية الاعلام والجامعة….
وكانت أخطر مشاكل الرياضيين المتعلقة بالمنشطات حاضرة بقوة في المنتدى من خلال ورقة تخصصية القاها بدر السعيد الامين العام السابق للجنة السعودية لمكافحة المنشطات الذي أكد بأن الرقابة على المنشطات قضية دولية مشيرا الى أهمية تعامل الاعلام مع قضايا المنشطات بمصداقية عالية من أجل تصحيح المفاهيم.
وخرج منتدى عسير الدولي الاول للاعلام الرياضي بعدد من التوصيات ابرزها كانت الالتفات الى الالعاب او الرياضات الترفيهية لانها تحقق السياحة مثل دبي على سبيل المثال.
الاهتمام بالاحداث الرياضية المقامة في الدولة لتحقيق اكبر عوائد مالية ممكنة من الاستثمار الرياضي في السياحة.
وضع ضوابط التعليق الرياضي لا سيما المبتدئين وايجاد هوية للمهنة.
التعريف بميثاق الرياض الذي اطلقته جامعة نايف من قبل من اجل نبذ التعصب وتعزيز ثقافة التسامح وتفعيله في المؤسسات الصحفية.
ضرورة وجود شركات للاستثمار الرياضي النسوي وزيادة الوعي باهمية تبني الرياضة كاسلوب حياة للمراة.
اطلاق مبادرة باسم إعلام عسير تحمل تعهد الاعلاميين بالوقوف ضد المنشطات وعدم التشكيك وترك الحديث للمختصين ونشر الوعي بين فئات الرياضيين والاعلاميين.
التاكيد على اهمية المصداقية، والايمان بان الشهرة والمال رزق من رب العالمين.
توجيه رسالة لرؤساء التحرير بمنح الصحفي حقه ليعمل بامانة ونزاهة.
ايجاد خطوات سريعة للمؤسسات الاعلامية في مواكبة مواقع التواصل لانها اصبحت لغة العصر والمشكلة للراي العام.