أكدت مختصان في الأعمال التطوعية أن البرنامج التطوعي “قادر” الذي أطلقته الأمانة العامة لتنمية قطاع الشباب بإمارة منطقة مكة المكرمة “ثروة” ستؤثر فاعليته على المسارات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتنمي في الشباب حس الانتماء والولاء للوطن، وتلغي الطبقية بين أفراد المجتمع.
واعتبر المختص في الأعمال التطوعية محمد مدني، أن مثل هذه البرامج “فعالة” إذ تمس واقع الطلاب بشكل مباشر، خصوصاً أنها ضمن منهج علمي يساعد على زيادة الحس بالفائدة، ومشاهدة النتائج الواقعية.
وأضاف: “كما هو واضح للجميع أن بطئ انتشار الثقافة التطوعية، قد يعود إلى انحسار نطاق العمل عادةً على المجموعات، والتي قد لا يستطيع فئة كبيرة من المجتمع المشاركة فيها”، مؤكداً أن برنامج “قادر” سيكون ذو آلة فاعلة تضيف للبيئة التطوعية تنوع جديد ومتناسق يدعم الجهود الحالية.
وزاد: “التطوع عالمياً يعيش حالة تطور ومواكبة لجميع الأحداث التي تعيشها الحكومات، وتسهم في حل المشكلات المجتمعية، كأحد العوامل الرئيسية في الخلاص من الأزمات سواءً كانت بيئية أو سياسية أو حتى اقتصادية، لذلك فان المشاركة فيها واجب، عوضاً عن أنها مسألة اختيارية، خصوصاً أن الآلية الحالية سلسة وسريعة الانتشار، كما أنها مؤهلة للحصول على جماهيرية أكبر ابتداءً من الطالب مروراً بالأهل، وقد لا يكون لها حدود في الانتشار، أستطيع القول أننا على مشارف انتشار حقيقي للثقافة التطوعية مع برنامج ثروة”.
من جهته، قال الرائد في العمل التطوعي والاجتماعي حسين نور ولي:” إن التطوع ينمي في الشباب إحساس و شعور الانتماء والمسؤولية تجاه المجتمع، و يحول المستفيدين إلى أشخاص لهم يد عاملة في المجتمع والوعي بالتحديات التي تحصل للمجتمع، إضافة إلى معرفة أهم نقاط القوة والضعف أو الخلل في المجتمع، واكتساب مهارات جديدة مثل، القيادة والتواصل، وغيرها من المهارات والتعرف على سوق العمل بعمق”.
وزاد:” سوف يتميز الشخص أو الطالب الذي يقوم بالأعمال التطوعية بين الناس بحسن السخاء والعطاء، حيث يحب الناس من يعاملهم ويحسن إليهم من مبدأٔ الإحسان، كما أن التطوع يبني في داخل كل مستفيد معاني إيجابية، و يرقى بالعاملين ويدخلهم في المجتمع ويساعد في ارتقاء مستوى المجتمع، ويصنع أشخاص داعمين، ويبني بيئة إيجابية يتم خلالها تبادل التجارب والخبرات”.
وبين أن مثل هذه البرامج التطوعية تلغي الطبقية بين الناس، حيث تعمل على اختراق البيئات وتنمية الخبرات، وكل ذلك يعتبر سوق العمل بحاجه ماسة له، سواء كان تجاري أو صناعي، إذ أن التطوع يقوم بعمل توازن ويبقي المجتمع ايجابي وفي حالة ارتقاء.
ولفت إلى أن الآليات الحالية المستخدمة في البرامج التطوعية مثل “قادر” بحاجة إلى تطوير مستمر، بحسب المنطقة والأشخاص الذين يتم التعامل معهم.
وكانت الأمانة العامة لتنمية قطاع الشباب بإمارة منطقة مكة المكرمة “ثروة” قد أبرمت أخيراً، عقد شراكة مع إحدى المؤسسات الغير الربحية التي تمكن المبادرات الشبابية (الأروقة الدولية) لإطلاق برنامج “قادر” بهدف رفع مستوى الوعي التطوعي بين الشباب، لما للتطوع من دور في نهضة ورقي المجتمعات.
ويهدف البرنامج الذي أطلقته المؤسسة مع شريك النجاح الاستراتيجي (ثروة) إلى نشر ثقافة العمل التطوعي في التعليم العام بمنطقة مكة المكرمة عبر تحفيز الطلاب للمشاركة بالأعمال التطوعية ليكونوا أفراداً فاعلين في خدمة وطنهم ومجتمعهم بما يعود عليهم من خبرات ومهارات لصناعة مستقبلهم، إضافة إلى تعزيز الانتماء والمواطنة وحس المسؤولية الاجتماعية والتدريب العملي والميداني لممارسة العمل التطوعي.
ويستهدف البرنامج 480 طالباً من مدارس محافظة بحرة التابعة لمنطقة مكة المكرمة، و يتمثل البرنامج في 16 ورشة عمل، و96 عمل تطوعي بإجمالي 3360 ساعة تطوعية.