أكد الدكتور عبدالله بن شاكر آل غالب الشريف أمين عام غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة ضرورة تلمس احتياجات فئات المسنين والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال الزيارات الميدانية للوقوف على احتياجاتهم والإسهام في تلبيتها، مبيناً أن الغرفة تعمل ما في وسعها لخدمة سكان مكة المكرمة .
وأشار آل غالب الذي رأس وفداً من منسوبي ومنسوبات الأمانة العامة بغرفة مكة المكرمة زار دار الرعاية الاجتماعية بالعاصمة المقدسة أمس (الأربعاء) إلى أن الغرفة سترعى عبر مركز المسؤولية الاجتماعية التابع لها العديد من الفعاليات والمناسبات التي يمكن أن يشارك فيها رجال الأعمال خدمة لهذه الفئات العزيزة على قلوبنا تفعيلاً للمسؤولية الاجتماعية.
وقال إن غرفة مكة المكرمة تسعى لتفعيل دور التجار ورجال الاعمال في هذا الجانب بشكل أكبر، ورأى أن ما وفرته الدولة وهيئته لراحة المسنين لأمر يدعو للفخر، خاصة أن دار الرعاية الاجتماعية تحتل موقعا مميزا بمرافق متكاملة وأطقم من المحترفين لرعاية المسنين والمسنات.
من جهته، تحدث عبدالله مطر الغامدي مدير دارالرعاية الاجتماعية بمكة المكرمة عن الأثر الإيجابي للزيارات المختلفة من قبل أفراد المجتمع والمؤسسات على نفسية سكان الدار، مبينا أن زيارة وفد غرفة مكة المكرمة كان لها وقعاً طيباً في نفوس المسنين، ويتضح ذلك بشعورهم أنهم ما زالوا وسط المجتمع ومحاطين بدفئه، وأن الجميع يسأل عنهم وعن احتياجاتهم وصحتهم.
وأوضح أن الدار التي أنشئت في عام 1367هـ تخدم كل من مكة المكرمة وجدة والقنفذة والليث، وتحتل مساحة سبعة آلاف متر مربع، وتشتمل على أربعة وحدات رئيسية في جانب الرجال وطاقتها الاستيعابية 70 مسناً، فضلا عن 50 مسنةً في الجانب النسوي، فيما يبلغ عدد النزلاء حالياً في الجانبين 110 نزيلا ونزيلة، مؤكداً عدم وجود قوائم انتظار.
وأشار إلى أن أبواب الزيارة مفتوحة من الصباح حتى المغرب يومياً حتى لا يشعر النزيل بأنه منقطع عن المجتمع، كما تنظم لهم زيارات إلى الطائف وجدة للترفيه، مبينا أن الاهتمام بالمسنين من مهام إدارة المركز، وقد وزعت الوحدات بحسب الحالات، بينها وحدة طريحي الفراش، والوحدة النفسية، ووحدة الامراض المعدية، فضلا عن قاعة مجهزة بمعدات وطاقم متخصص في العلاج الطبيعي.
قصص إنسانية حزينة تحتضنها جدران دار الرعاية، والعامل المشترك بينهم غياب العائل والاصابة بمرض الزهايمر.. محمد عبدالله بخاري، يلامس عمره المائة عام، وهو أقدم نزلاء الدار، حيث ظل هناك لنحو 45 سنة، يستقبل الزوار بابتسامة صافيهن لكنه لا يتحدث إلا عند عندما يقرأ القرآن الكريم، لا يكاد يكمل ليعود إلى صمته من جديد..قبل ثمان سنوات زارته اخته قادمة من شمال بخارى، وكان بينهما لقاءً فريدا، لكنها غادرت ليعود لعالمه الخاص داخل الدار.