الحياة قديماً تختلف جملةً وتفصيلاً عن حياة اليوم ، فوجه الاختلاف يكمن في قلة الأمن والاستقرار والجوع والعطش وقلة ذات اليد في كيفية تحمل الحياة بصعوباتها في الماضي أما في أيامنا هذه ولله الحمد والمنة والفضل لله ثم لحكومتنا الرشيدة في توفير الحياة الكريمة لكل مواطن في هذا البلد .
في محافظة العقيق بمنطقة الباحة التقت (صحيفة أضواء الوطن ) بأحد معمري وكبار سكان محافظة العقيق والذي يبلغ من العمر مائة وعشرون أو ثلاثون سنة تقريباً .
نترك القارئ الكريم مع العم الشيخ / قرهد بن سعيد محجان.
ليحكي لنا بعضاً من ذلك الماضي التليد.
حيث يتحدث مسترسلاً وعلى لسانه نكتب …
ماضينا حلو ومر وحلاوته في بساطة تلك الحياة التي عشناها أعواماً عديدة .
ومرها فيما عانينا من الجوع وشظف العيش وقلة الأمن فيها فكانت الأمور صعبة جداً فوق توقع الشباب اليوم في كيفية العيش فيها وإحضار الزاد من الطعام والشراب حيث كنا لا نعرف الأرز والدجاج وكثيراً من الأطعمة والخضار والفواكه التي لا يخلوا اليوم منزل إلا وتتوافر فيه ولله الحمد.
كنا لا نعرف الخضار والفواكه ولا ما يوضع اليوم على موائد سفر الطعام الطويلة ، كانت تمضي الأيام والأسابيع بل الأشهر لا نعرف طعم اللحم.
كان الجوع يلاحقنا وقد تجبرنا الظروف بأن نأكل من أوراق الأشجار والنبق وهي ثمرة السدر وكنا نتنافس مع الحيوانات في أكلها والشرب من المياه الآسنة في الأودية والشعاب .
وكنا نفتقد لوسائل النقل وقلما تجد من لديه حمار أكرمكم الله يركبه أو جمل يحمل عليه أمتعته وما هي الأمتعة ؟ بيت من شعر وقدر واحد وأواني بسيطة جداً وما يستخدم لطبخ الأكل البسيط .
القليل منا يمتلك بعضاً من الماشية مثل الأغنام أو الإبل وقد تصاب بمرض من الأمراض وتموت عن بكرة أبيها وذلك لعدم وجود علاجات كما هو الحال اليوم والكثير جداً لا يمتلك منها شيئ ، ولكن الفارق بأن من لديه شيئ من تلك المواشي فهو في خدمة أهله وعشيرته وهم متساوون في كل شيئ وليس هناك فلان من الناس ولا غيره نادراً تجد من لديه شيء من التمر لأن التمر في ذاك زمان يُعد صاحبه من الأغنياء ويكرمون به الضيوف آنذاك.
وكان عدد الناس في ذلك الزمان قليلٌ في تلك الفترة حيث كان الزواج صعباً، ونادراً ما يجد الرجل زوجة يتزوجها من القلة في النساء وأيضاً بسبب حجر أبناء العمومة أو رفض أبوها لزواجها لأنه لا يوجد من يقوم بخدمته ولا برعي المواشي سواها.
وكان من لديه أبناء أكثر يقوم بتوزيعهم على من لديه أغنام ليقوم برعيها ويحصل مقابل ذلك طعام يقتات به من التمر واللبن والحليب أو الحصول على شاة أو اثنتين في رأس السنة وليخفف أيضاً عن والديه مؤونته .
نعم فقد مررنا بحياة صعبة جداً فقد كثُرت فينا الأمراض ومات الكثير من الأهل والجماعة بسبب تلك الأمراض والجوع وكان الأمن معدوماً حيث كل إنسان يقوم بحماية نفسه وأهله ، والقبيلة مسؤولة عن حماية نفسها من القبائل الأخرى .
وبسبب عدم وجود وتوفر الطعام فتكثر السرقات والقتل للحصول على تمرات أو شيئ من ذلك.
لم يكن العلم منتشراً في تلك الأيام وكان ينتشر فيهم الجهل بالدين وكانت الأمور تُدار بالعادات والتقاليد وحكم القوي على الضعيف .
وبعد أن جاء الملك عبدالعزيز رحمه الله خفت وطئت الحياة على الناس فتغيرت الأحوال تدريجياً فتحسنت المعيشة وساد الأمن وانتشر العلم بين الناس وانقشع ظلام الجهل وتوسعت مدارك الناس في حياتهم الدينية والمعيشية حتى وصل بنا الحال اليوم إلى هذه النعم في كل مسارات الحياة واطمئن الناس على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم
فتواجد البيع والشراء والإعمار في الأرض وتقارب الناس من جميع القبائل بعد تلك الحروب والقتل والسلب على أبسط الأشياء فلله الحمد في الأولى والآخرة فهذه صورة مختصرة عن تلك الأزمان الغابرة .
ولا نقول هذا اليوم إلا أن يديم الله علينا نعمة الأمن والأمان في ظل هذه الحكومة الرشيدة في ظل قيادة الملوك رحم الله من مات منهم وأطال من عاش منهم على طاعة الله ، والتي تسعى دائماً في التيسير على الناس في معيشتهم وحققت لهم كل ما ينشدونه من العلم والمعرفة والأمن والراحة والاستقرار بعد توفيق الله .
فنصيحتي لكل الأبناء والإخوان وهذا الشعب الكريم بأن يحمدوا الله ويتمسكوا بأمنهم وأن يلتفوا حول قيادتهم وعدم إعطاء الفرصة لأي شخص مهما كان ليهدم هذا الأمن والأمان فعندما يفقدون الأمن سيفقدون كل الحياة .
والله أسأل أن يحفظ علينا ديننا وولاة أمرنا وعلمائنا فبهم بإذن الله تسير السفينة إلى بر الأمان ونعيش وإياكم حياةً كريمة يُعز فيها كل إنسان هذه الأرض .
التعليقات 15
15 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابوفهد
21/07/2016 في 12:30 ص[3] رابط التعليق
الله يطول في عمره
(0)
(0)
ابو سعود
21/07/2016 في 12:51 ص[3] رابط التعليق
الله يعطيه الصحه ويحسن له الختام
(0)
(0)
سماح سالم الرشيدي
21/07/2016 في 1:31 ص[3] رابط التعليق
إن في ذلك لعبرة لكل ذي قلب متبصر مدّكر .. هذا الأمر كان قبل أقل من مائة سنة .. فترة بسيطة في حياة الشعوب ، نسيناخلالها معالم البؤس وانغمسنا في الترف والملذات .. كبار السن كالشيخ قرهد الله يطول عمره على الطاعة خزانة تجارب وخبرات محكية حياتية يحسن تدوينها وحفظها كمصدر للخبرات والتجارب المحكية . شكرًا لصحيفة أضواء الوطن نخص المتميز عائض الشعلاني على جهوده المباركة .
(0)
(0)
الملكي
22/07/2016 في 1:04 م[3] رابط التعليق
نسأل الله تعالى له طوله العمر العم قرهد يستاهل منا التكريم والشكر خدمه وطنه ومليكه ومن رجال المؤسس وصاحب إنجازات والأعمال ومن رجال الإصلاح بين الناس
(0)
(0)
عبدالله سعيد
22/07/2016 في 1:08 م[3] رابط التعليق
الله يطول في عمره من رجال الإصلاح والخير
من احد رجال المؤسس
ونشكر ابنه سعد أبو فهد
(0)
(0)
بنت الجنوب
22/07/2016 في 2:21 م[3] رابط التعليق
هؤلاء الذين عاشوا الحياه الصعبه نحمد الله على العافيه والامن النعمة
حياه صعبه عاشوها للعبره للأجيال القادمه
(0)
(0)
عبدالله الغامدي
22/07/2016 في 4:30 م[3] رابط التعليق
أطال الله عمره على طاعته
اللهم أحسن خاتمتنا
(0)
(0)
شعب سلمان
22/07/2016 في 9:05 م[3] رابط التعليق
رجل مسكين ومريض أين دور الصحه والعنايه والضمان الاجتماعي عن هؤلاء كبار السن تعب في الحياة الله يختمله بالعمل الصالح
(0)
(0)
أهل العقيق
22/07/2016 في 9:08 م[3] رابط التعليق
الله يختمله الخاتمة الطيبه اللهم امين
صاحب دين وصدق ومن أهل الإصلاح والشجاعة وكلمة الحق هم الجيل الذي لن نساه لا كذب ولا حسد ولا نمه عباده واخلاص وحياه بسيطه
(0)
(0)
ابو عناد العويد
23/07/2016 في 8:43 م[3] رابط التعليق
الله يطول عمر ابو محمد على طاعته ويحسن له الخاتمه
ويوفق عياله ويرزقهم طاعته
(0)
(0)
ابو عناد العويد.
23/07/2016 في 8:55 م[3] رابط التعليق
الله يطول عمر بو محمد على طاعته ويحسن له الخاتمه
ويوفق عياله ويرزقهم طاعته..
(0)
(0)
ابو عناد العويد.
23/07/2016 في 8:56 م[3] رابط التعليق
الله يطول عمر بو محمد على طاعته ويحسن له الخاتمه
ويوفق عياله ويرزقهم طاعته
(0)
(0)
ابو عناد العويد..
23/07/2016 في 9:01 م[3] رابط التعليق
الله يطول عمر أبو محمد على طاعته ويحسن له الخاتمه
ويوفق عياله ويرزقهم طاعته….
(0)
(0)
عبدالرحمن الرفاعي
24/07/2016 في 11:58 ص[3] رابط التعليق
الشيخ قرهد بن سعيد الغامدي
هو من الرجال الذين عاصروا الماضي والحاضر وعاشوا في ظروف صعبه
حقا هذا الرجل من الرجال الذين لابد ان نفتخر بهم
لانه من اهل الدين والاصلاح ويقول كلمة الحق دائما والشجاعه والمروءه
فأسال الله ان يحسن له الخاتمه ويحفظ له ابنائه ويرزقهم بره
(0)
(0)
غير معروف
05/08/2016 في 4:58 م[3] رابط التعليق
الله يطول عمره فى طاعة الله
(0)
(0)