قال مصرفي رفيع يمثل مجموعة ضغط مالية يوم الخميس إن بريطانيا تحتاج إلى إرساء نموذج دولي جديد للخدمات المالية بعد قرارها بالخروج من الاتحاد الأوروبي.
ودعا جون مكفارلين رئيس ذا سيتي يو.كيه التي تعمل على تطوير قطاع الخدمات المالية البريطاني إلى قيادة سياسة فعالة ومستقرة وإلى الوضوح فيما يتعلق بما تريده بريطانيا من محادثاتها مع الاتحاد الأوروبي بعد “الجرح الذي أصابت نفسها به”.
وقال مكفارلين وهو أيضا رئيس مجلس إدارة باركليز أمام الاجتماع السنوي لمجموعة ذا سيتي يو.كيه “لا نعلم شكل أو اتجاه ما سيأتي.
“لا يوجد شئ مؤكد فيما يتعلق بما يمكننا الحصول عليه من المحادثات مع الاتحاد الأوروبي.”
ومن المستبعد أن تبدأ بريطانيا المفاوضات مع بروكسل قبل الخريف أي بعدما يتسلم رئيس وزراء جديد مهام منصبه وقد تستغرق المحادثات أعواما للتوصل إلى اتفاق على شروط تجارية جديدة.
وهناك تكهنات بأن كثيرا من المعاملات التجارية التي تجري في لندن ربما تنتقل إلى البر الأوروبي في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الذي يضم 28 دولة.
لكن مكفارلين قال إن السوق المالية الأوروبية تطورت في لندن وليس في باريس أو فرانكفورت ومن الصعب تكرار ذلك.
ومن بين النقاط الحساسة في أي محادثات مسألة “جواز سفر الاتحاد الأوروبي” الذي تعتمد عليه بنوك تعمل من بريطانيا ومن بينها لاعبون كبار في وول ستريت مثل جيه.بي مورجان وجولدمان ساكس في تقديم خدماتها في أنحاء الاتحاد الأوروبي.
وفي مقابل استمرار بريطانيا في الاستفادة من السوق الموحدة من المرجح أن يطالبها قادة الاتحاد الأوروبي باحترام حرية مواطني الاتحاد في الذهاب إليها وهو مطلب يصعب على البريطانيين المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي قبوله بعد أن بنوا حملتهم على تقليص الهجرة.
وقال مارك بوليت مسؤول السياسة لدى سيتي أوف لندن كوربوريشن لرويترز في الاجتماع “سنصل إلى نقطة حاسمة تتمثل في حرية التنقل للعمل.”
ورغم أن البنوك ومديري الأصول وضعوا خططا طارئة للتعامل مع تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فقد قالوا إن من السابق لأوانه اتخاذ إجراء نظرا لأن بريطانيا ستظل في السوق الموحدة لعامين على الأقل.
وبعد تضرر أسهم البنوك البريطانية في أعقاب استفتاء الأسبوع الماضي سعت هارييت بالدوين وزيرة الدولة للمالية إلى طمأنة مدينة لندن وقالت إن البنوك تتمتع بمركز مالي جيد وإن بنك إنجلترا المركزي مستعد لاتخاذ ما يلزم من إجراءات.
وأضافت “الأسواق المالية قادرة على مواجهة التحديات.. إنهم يتكيفون بسرعة ويجدون فرصا جديدة.”
وهناك مجال آخر للمناقشات يتمثل في التنظيم المالي حيث ينظر إلى بريطانيا عادة كصاحبة نهج تيسيري فيما يتعلق بالإشراف على بنوكها وشركات السمسرة مقارنة مع جيرانها الأوروبيين الأكثر تشددا.
وقال كريس كمنجيس الرئيس التنفيذي لذا سيتي يو.كيه إن من المهم للمنظمين أن يكونوا أكثر اعتدالا واتساقا وألا يعرقلوا مجالات النمو الجديدة مثل التكنولوجيا المالية.
لكن دوجلاس فلينت رئيس مجلس إدارة اتش.اس.بي.سي أبلغ المؤتمر أنه لن تكون هناك عودة إلى القواعد التنظيمية الميسرة رغم أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي ربما تتيح الفرصة لفحص بعض القواعد.
وأضاف أن جميع الأسواق سجلت أداء حسنا هذا الأسبوع رغم ارتفاع أحجام التعاملات إلى ستة أمثال المستويات المعتادة وهو ما يظهر أن التغييرات في القواعد التنظيمية منذ الأزمة المالية في 2008 جعلت النظام المالي البريطاني في مركز قوي.