هناك شخصيات تستحق الكتابة عنها رغم كل الاعتبارات لأنها تستحق الاشارة والذكر بفضل تواصلها وابداعها وانجازها
خاصة ان كانت قد أعطت صورة مشرقة عن الانسان الشرقي الباحث دوما عن الرقي والتطور والتميز والابداع ، ومن أبرز تلك الشخصيات الدكتور امجد عزالدين العريان رئيس ومؤسس سلسلة صيدليات فارمسي ون المنتشرة في الأردن والمملكة العربية السعودية والعراق ، والتي بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهي أكبر موظف للصيادلة في الأردن ، كما يعد الدكتور العريان من انجح رجال الاعمال والاقتصاديين العرب واكثرهم نموا ، حيث استطاع في وقت قياسي ان يضاعف اعداد فروعه وموظفيه ، كما يرأس الدكتور أمجد العريان مجلس الإدارة في مؤسسة انجاز .
المقولة تقول ” من أراد استطاع” وهو يقول “نعم تستطيع” فأكد لنا تلك المقوله بانجازاته المبدعة ونجاحاته المتتالية المحفوفة بالانسانية والوطنية ، ونحن نكتب عنه اليوم لا محاباة ولا لأجل مصلحة أو علاقة وإنما لتعظيم الانجاز والابداع من باب الوفاء لمثل هذه الشخصيات التي تسهم في العطاء وتحاول تقديم العون والمساعدة لكافة شرائح المجتمع ، وكونه رجل اقتصاد من الطراز الرفيع حيث يحظى باحترام كافة اطياف المجتمع لما يتمتع به من خلق رفيع .
عُرف الدكتور أمجد العريان من خلال تواصله الاجتماعي وحضوره للعديد من المناشط الخيرية والاجتماعية ودعمه للمبادرات الانسانية والخيرية والتطوعية فكان هذا الحافز الأول للكتابة عنه وعن نجاحه الباهر والمتواصل حتى هذه اللحظة ، مجسداً بأفعاله مقولة ” من أراد استطاع ” ، ويهوى الدكتور أمجد ركوب الدراجات النارية فهو أحد اعضاء مجموعة ملاك هارلي للدراجات النارية والتي تضم نخبة من أصحاب دراجات “هارلي ديفيدسون” الشهيرة عالمياً ، الى جانب هواية ركوب الخيل وتسلق الجبال ، مكوناً علاقات اجتماعية جمة ، لا ينظر من خلالها الى اختلاف الطبقات الاجتماعية بل ينظر الى أن يكون أحد افراد المجتمع بكافة أطيافه ، ولا تشعر وأنت بجواره انك أمام اسطورة تاريخية فحسب بل تشعر وأنك بجانب شخصية قل مثيلها تجمع بين البساطة والتواضع والعقل المستنير ، يحاور الكبير والصغير بابتسامة تعلو محياه وتكاد لا تفارقه ، يهتم بتفاصيل الحياة اليومية لموظفيه ويقف على ايجاد الحلول لأي مشكلة تطرأ لدى احد منهم ، حتى أصبح لكبيرهم ابن ولأوسطهم أخ ولصغيرهم أب .
إن الدكتور امجد رجل لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، لكن نشاطه واجتهاده مكـنّاه من أن يصنع اسماً من ذهب، يملك من التواضع ما جعل من محبته فرضُ عين على كل من يحظى بمعرفته، ان حاورته تلمس فيه شخصية تجمع مزايا قلما اجتمعت في شخص واحد، الفطنة والذكاء وسرعة البديهة، التواضع وبشاشة الوجه وحسن الخلق، لباقة ودبلوماسية لا تفسدها صراحته المعهودة في طرح آرائه ، ويتمتع بعقلية فذة الى جانب كاريزما قيادية لافتة ورؤية ثاقبة وخبرة ثرة استثمرها من أجل اقتصاد الأردن وتحقيق تميزه وتنافسيته العالمية بفكر ثاقب وخطط استراتيجية ومرحلية رسخت مسيرة تنموية حافلة بالعطاء
بداية النجاح ..
بدات قصة نجاح هذا الرجل المتواضع ليس عندما قدم للأردن من الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2001م وأسس الفرع الأول لفارمسي ون ، بل بدأت وهو في أمريكا ، فهو لم يجعل التقصير بالمرحلة الدراسية الابتدائية سببا لقتل طموحه بل على العكس جعله دافعا كبيرا ليصنع امبراطورية نجاح عكست واقع طموحه والعمل الدؤوب الذي سار عليه بمرحلة شبابه.
بدأ العريان حياته الدراسية بمدينة رام الله ليلتحق باحد المدارس الخاصة في المرحلة الابتدائية الى ان قرر والده بعد فترة نقله الى احد المدارس الحكومية بعد تأكيد مدير المدرسة انه لايستطيع البقاء في هذه المدرسة نظرا لتراجع مستواه الدراسي مقارنة بزملاءه.
وبعد فترة وجيزة قرر السيد عز الدين العريان والد الدكتور امجد ان يضع ابنه في مدرسة للايتام الامر الذي دفع هذا الابن الى حالة من الاستغراب والدهشة كيف يضعه والده بمدرسة للايتام وهو على قيد الحياة الا ان هذا الاستغراب بدأ بالتلاشي شيئا فشيئاً حين علم الدكتور أمجد أن هذا لصالحه وليس كما تصور بداية الأمر .
وحين انتهى من دراسته بالمرحلة الثانوية كانت ثقته بنفسه اشبه بالمعدومة نظرا لتراجع مستواه خلال المراحل الدراسية حيث كان والده يخطط له دراسة تخصص الصيدلة ليسير على خطاه فقد كان السيد عزالدين صيدلانيا بارعاً مما دعاه الى التفكير لارسال ابنه أمجد للدراسة في السودان.
وبحسب ما صرّح الدكتور أمجد لجريدة الرأي الأردنية أوضح ان صديقة والده جاءت خلال الوقت الذي كان يفكر به بارسال امجد الى السودان لتقترح عليه ارساله لاتمام دراسته في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة الامريكية ، وبالفعل توجه الدكتور امجد الى شيكاغو ليدرس تخصص الصيدلة في هذه الولاية، الا أنه عندما وصل الى شيكاغو عمل بمحطات البنزين وتنظيف السجاد وبيع السيارات ومن خلال عمله بمجال بيع السيارات تولد لديه احساس بانه لاول مرة بحياته يكون مبدعا بمجال ما لتصل عنده قناعة انه يجب ان يكون دائما بالمقدمة.
وبعد العمل بنحو 5 سنوات قرر العريان الالتحاق باحد الجامعات بولاية شيكاغو لدراسة تخصص الصيدلية من دافع ذاتي وليس لان والده كان يخطط له ذلك فدخل الجامعة وأبدع بدراسة التخصص وتقدم على زملائه وأصبح في المقدمة، وبعد تخرجه من الجامعة عمل مع صيدلية فارمسي cbc الشهيرة في الولايات المتحدة الامريكية لعدة سنوات ففكر بعدها بالعودة الى الوطن لإنشاء صيدلية “فارمسي ون” والتي اصبحت اليوم متواجدة في كافة انحاء الوطن العربي وصرح اقتصادي متميز نجاحاته المتتالية أقوى دليل على الابداع الذي وصل اليه الدكتور أمجد العريان.
وعندما عاد الدكتور امجد الى الأردن ، سرعان ما اصبح من العارفين بكل المداخل والمخارج ، وكيف يمكن ان يتجاوز العقبات والاشكالات ، وهو من اقل رجال الاعمال ظهورا في وسائل الاعلام وتواصلا مع الصحفيين ، ومقلاً في انفتاحه على الناس رغم أنه كثير السفر والترحال ، لذا تجد ظهوره قليلاً نوعاً ما ، الا أنه ان ظهر فاعلم أن وراء ظهوره مبادرة خيرية او انسانية أو مشروع فيه مصلحة الوطن والمواطن وذلك تماشياً مع الرؤى الحكيمة لسيدي قائد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين – حفظه الله وأدام ملكه – .
يعد د.أمجد صرح اقتصادي متميز تمكن بقدراته الفذة وبايمانه المطلق بحكمة ” من أراد استطاع” أن يحدث نهضة تنموية لافتة على المستويين العربي والمحلي ، وبجهوده المتواصلة أصبحت “فارمسي ون” رقماً عالمياً يصعب تجاوزه، إلى جانب تحقيقه نقلة نوعية في عالم الصيدلة على مستوى العالم ، من خلال استحداثه خطط عمل استراتيجية ومرحلية من أجل تحقيق تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني نحو تأمين فرص عمل للشباب الأردني بالدرجة الأولى ومن ثم توفير خدمات متميزة للمواطنين والتي قل نظيرها في العالم .
بدأ الدكتور امجد عزالدين العريان في الاردن منذ عام 2001 برأس مال بسيط جدا في صيدلية واحدة واستمر على هذا النحو حتى عام 2003 ومن ثم افتتح فرعا اخر ، وفي عام 2006 بدأت عملية انتشار المجموعة الى أن اصبحت اسرة “فارمسي ون” تضم أكثر من 70 فرعا في الأردن، و ما يقارب (17) فرعاً في السعودية، و (4) فروع في العراق .
حصل الدكتور العريان على شهادة الصيدلة من جامعة ماستشوستس في بوسطن وعلى البورد الأمريكي في الصيدلة من ولايتي ماستشوستس وفلوريدا، تخصص في مجال إدارة الصيدليات حيث عمل في أكبر سلسلة صيدليات في الولايات المتحدة الأمريكية. فاز الدكتور العريان بجائزة « ريادي العام « التابعة لشركة ارنست ويونغ في عام 2010 ممثلا المملكة الأردنية في مؤتمر ارنست ويونغ العالمي في مونت كارلو في عام 2011، كما حظي بلقب الريادي إندوفر للعام 2009 من مؤسسة إندوفر العالمية ، اضافة لكونه واحد من افراد قائمة اكثر خمسين شخصية مؤثرة في الاردن بحسب ما نشر في صحيفة الكون نيوز في العام 2013 ، حيث نال المرتبة 12 في الترتيب .
ذاكرة لا تنسى ..
من المواقف الطريفة للدكتور امجد مع ابنه عز الدين الذي سمي “على اسم جده” حين نشر د.امجد قبل فترة وجيزة عبر صفحته الشخصية في “الفيس بوك” منشوراً مرفقاً بصورة لابنه عزالدين كتب عليها:
بعد شهرين سوف يتخرج ابني عزالدين من جامعة جورج واشنطن التي يدرس فيها علوم سياسية وفلسفه والتي سوف تأهله لدراسة الحقوق في أمريكا كون الحقوق يعتبر من الدراسات العليا هناك . استذكرني اليوم موقف حصل معي ومعه قبل ١٠ سنوات اي حين كان عمره ١١ سنه .
كنت أنا وعزالدين عند الحلاق وكان يحمل بيده كتاب كونه منذ صغره من محبي القراءه . طلب مني عزالدين ان يذهب الى المحل المجاور للحلاق لشراء لعبه إلكترونيه ( game) فطلب الحلاق من احد العاملين بالصالون ان يذهب معه وان يقول لصاحب المحل المجاور ان هذا قريب لمعلم فدير بالك عليه” فذهب عزالدين وعاد وقد حصل على دينارين خصم . سألني عزالدين هل الحلاق فعلا قريبنا ؟ قلت له لا . فقال لماذا قال انه قريبنا؟ قلت لتحصل على خصم ! فقال لي…… بابا بتستاهل ان نكذب لنحصل على خصم دينارين ؟؟؟؟؟ فقلت لا كلامك صحيح مش لازم نكذب أبدا . المفاجئة كانت عندما سألني الحلاق…..:شو ابنك مش عاجبوا أكون قريبكم. فقلت له انه يتسائل اذا بتستاهل ان نكدب لنحصل على خصم . فرد الحلاق أني لازم افهمه ان هذه فهلوه وشطاره ….. ولازم يتعلم ان يعمل نفس الشئ عشان ما يضحك عليه احد!!!!! ……..وكانت هذه اخر زياره لي للحلاق .
فالكذب ليس فهلوه ولا شطاره. الكذب كذب بغض النظر عن السبب .
حبيبي عزالدين طول عمرك ذكي تعلم الصح من الخطأ وقد علمتني درس رغم صغر سنك لن أنساه في حياتي .
كم كنت فخورا بك وقتها وكم انا فخور بك اليوم .
كما نشر الدكتور أمجد عبر صفحته في الفيسبوك حكاية من حكاوي العبر والحكم وفن التعامل مع الآخرين جسدها بمقولة “الفرصة الثانية” حيث كتب :
قبل ١٠ سنوات عمل لدي امين صندوق ، خان الامانه وأخذ ٢٠دينار ، سألته لماذا ؟ أجابني انه يعاني من مشاكل عائليه . بعد التحقق والذهاب الى منزله اكتشفت انه يعيش وحده وانه مدمن على الكحول وهو في ١٩ من عمره . كان امامي ٣ خيارات ، اما ان ابلغ الجهات الامنيه او طرده من العمل او ان احاول اعطائه فرصه ثانيه . وكوني أأمن ان كل إنسان يستحق فرصه ثانيه ولأَنِّي شخصيا حصلت على فرصه ثانيه قررت معالجته من الادمان ومساعدته بالالتحاق ودعمه برسوم الجامعه . فتخرج قبل ٥ سنوات مهندسا عمل واجتهد . وتزوج قبل سنتان . جاء قبل يومين لزيارتي وإخباري انه سيُصبِح أباً لولد وسيسميه امجد . ما أجمله من شعور . دمعت عيناي .
التعليقات 1
1 pings
زائر
07/10/2018 في 8:34 م[3] رابط التعليق
الدكتور أمجد من أشرف الناس وليس كل ما تقرأو على الإعلام هو صحيح الناس ما الها الا الحكي ورجل ناجح مثل الدكتور أمجد غني عن التعريف
(0)
(0)