نشر فريق العلماء المسؤول عن إدارة مسبار ” New Horizons ” ( الآفاق الجديدة) معلومات جديدة عن بنية قشور جليدية ظاهرة على سطح كوكب بلوتو.
يذكر أن مسبار “الآفاق الجديدة ” وصل إلى مدار بلوتو في منتصف يوليو/ تموز الماضي حيث التقط صورا فوتوغرافية لقلبه المتألف من طبقات جليد الماء والنيتروجين التي تغطي نصفه الأيسر.
واعتبر رئيس بعثة “الآفاق الجديدة ” ألان ستارن في جامعة بودلر الأمريكية للبحوث العلمية تلك القشور أولا مثابة آثار للنشاط الجيولوجي أو البركاني في بلوتو. لكن دراسة الصور الفوتوغرافية بيّنت الآلية الحقيقية لتشكلها.
فبلوتو يشبه الأرض وتيتان وغيرها من الكواكب التي تمتلك جوفا حيا وبيئة مائية . لكن الجليد المائي الصلب يلعب هناك دور الصخور الجبلية. أما تيارات جليد النيتروجين اللين فتلعب دور الماء. وتتسبب حركتها وتبخرها في ظهور قشور غريبة يبلغ طولها 40 كيلومترا وعرضها 10 كيلومترات.
وبيّنت القياسات التي أجراها المسبار أن القشور على سطح بلوتو نشأت نتيجة صعود تيارات جليد النيتروجين من جوف بلوتو إلى سطحه ونزولها إلى أعماق الكوكب بعد ترحال على سطحه على مدى 40 كيلومترا.
وبينت النماذج الكمبيوترية لبلوتو التي أعدها العلماء أن دوران تلك التيارات يحدث في كل مكان من أرجاء الكوكب. فبعد صعود تيار الجليد إلى سطح الكوكب يحصل تبرّده وانكماشه ، ما يسبب بدوره ظهور قشور أو خلايا يمكن رصدها على سطح النصف الأيسر لقلب بلوتو.
يذكر أن تيارات الجليد تتحرك في بلوتو تحركا بطيئا شأنها شأن حركة الحمم النارية في الأرض. ويتم تجددها مرة واحدة في غضون مليون سنة.
لكن أسرار القشور في قلب بلوتو لم تختف مع اكتشاف آلية تشكله. ولا يزال الجدل حول طبيعة دوران الجليد في بلوتو دائرا، علما أن المسبار لم ينته بعد من إرسال معلوماته إلى الأرض. ويأمل العلماء أن يكشفوا أسرارا أخرى لهذا الكوكب الخفي بعد تلقي وتحليل نسبة 100% من المعلومات الواردة من بلوتو.