برعاية وتشريف صاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة للحقوق رئيس اللجنة الدائمة لدراسة وتصحيح وضع الجالية المينمارية، تعقد غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة في التاسعة والنصف من صباح الأحد 29 شعبان الجاري الموافق الخامس من يونيو الحالي، ورشة عمل بعنوان “التأهيل والتدريب المهني للجالية المينمارية”.
الورشة التي دعت إليها غرفة مكة المكرمة، دعوة عامة، للجهات المهتمة من القطاعات الحكومية والقطاع الخاص وأبناء الجالية المينمارية، ستناقش أربعة محاور، تتمثل في الأمن الوظيفي وكيفية تحقيقه، مجالات التنمية الوطنية المتاحة للرجال والنساء للجالية المينمارية، التنمية المهنية للمقيم المينماري ومساهمته في سوق العمل السعودي، فيما يتمثل المحور الرابع في أنواع المهن التي تتماشى مع رغبات وبنات الجالية وإمكانية توظيفها مع الأنظمة واللوائح.
واعتبر عدد من المسؤولين أن الورشة تكتسب أهميتها كونها تتسق مع توجهات توطين الوظائف، ولما تحمله من مضامين اقتصادية وإنسانية تعزز من الاخوة في الدين والاعتناء بقيم وحقوق الإنسان، خاصة وأن عدد أفراد الجالية المينمارية في منطقة مكة المكرمة يصل إلى نحو 249.669 نسمة.
وتبين الاحصائيات الرسمية أن مدينة مكة المكرمة وحدها تحتضن 192284 نسمة من أفراد الجالية، وفي جدة 43914، الطائف 1354، القنفذة 339، المدينة المنورة 9622، الباحة 248، الوسطى 552، الشرقية 462، الجنوبية 894 فردا من الجالية الميانمارية.
وأشارت إلى أن عدد مواليد المملكة من أبناء الجالية يصل إلى 190435 نسمة يمثلون نسبة 76.27 في المائة، فيما يصل عدد المتزوجون إلى 43729 نسمة، والمطلقات 717 مطلقة، والأرامل 2083 أرملة، والايتام 3776 يتيماً.
وأوضح عبدالله بن علي آل قراش المشرف العام على تصحيح وضع الجالية المينمارية في السعودية، أهمية متابعة العمل من خلال الجهود المشتركة حتى تثمر بالخير، مشيرا إلى أن أبناء الجالية المينمارية اصبحوا يشكلون جزءً من النسيج الوطني، وزاد: “هؤلاء أصبحوا جزءً من النسيج الوطني وليس المكي تحديداً، بل أصبحوا أبناء لنا وهم أمانة في أعناقنا”.
وأردف: “اتخذنا خطوات كبيرة، فكانت “حملة وماذا بعد التصحيح”، والحملة لا تأتي ثمارها فورا، بل ما يؤتي ثماره هو التدريب الذي يتغلب على كثير من المصاعب، معربا عن أمله بأن تخرج ورشة العمل الأولى هذه بمقررات تضئ الطريق لمستقبل واعد للجميع.
بدوره، أكد الدكتور عبدالله بن شاكر آل غالب الشريف أمين عام غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة أهمية انعقاد الورشة في هذا الوقت وعقب خطوة تصحيح أوضاع أبناء الجالية المينمارية، مبينا أن غرفة مكة المكرمة التي من اختصاصاتها التدريب والتوظيف والتوطين وإيجاد وظائف العمل عن بعد، تضع كافة إمكانيات مراكزها المتخصصة خدمة لمثل هذه الأهداف السامية، وفق الطرق النظامية التي تمنح الفائدة للجميع، وصولاً إلى استقرار هذه الجالية الكريمة التي لجأت بدينها ونفسها من مكان كانوا يتعرضون فيه للاضطهاد، إلى مجاورة الحرمين الشريفين”.
ونوه بالخطوات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتصحيح الأوضاع وترتيبها، معتبراً أن هذا هو الاحسان، وهو أعلى الدرجات، وأردف: “الإنسان عندما يكون مسلماً ومحسناً في نفس الوقت ويؤدي عمله بطريقة إيجابية، والتعاون الذي شاهدناه من الاخوان في الجالية فهو تعاون يبحث عنه الانسان في كثير من المجالات”.
وأبان آل غالب بأن غرفة مكة المكرمة يمكنها أن تخدم الجالية كونها تمثل مظلة أساسية في مجالات التدريب وتحتضن لجنة الفنادق ولجنة التغذية والاعاشة وكل المجالات الأخرى للرجال والنساء، مؤكدا الدور المحوري والهام الذي يقوم به التجار في خدمة الوطن والمواطن.
واعتبر أن الفائدة مشتركة بين الطرفين في إطار التوافق والتكامل، وستكون الفائدة لكليهما، وزاد: “ينبغي أن نتعرف على المعوقات لنضع لها الحلول ونطورها لحل دائم بما يتسق والتنمية المستدامة أو الحلو الدائمة التي ترفعها غرفة مكة المكرمة شعارا دائما لها”.
ولفت أمين غرفة مكة المكرمة إلى أن شباب الجالية يمكن تدريبهم وتوجيههم لنشاط معين، وسيجرى استبيان ليوضح رغباتهم حتى تفرد لهم برامج تدريب، ومضيفا: “لدينا إمكانيات تدريب جيدة في الغرفة، ونمتلك إمكانيات حتى في عمل مخططات تدريبية خاصة فقط بهذه المجموعة، نحن قادرون في الغرفة، ولدينا مسؤولون وخبرات على درجة من الفهم لقضايا التدريب والتوظيف، ونعتبر أبناء الجالية المينمارية أخوة لنا، وسنجد لهم البرامج اللازمة التي بأذن الله يكون من خلالها إيجاد الاستقرار لأبناء الجالية وتحقيق الأمن النفسي والغذائي والوظيفي لهم، وهي من المبادئ التي كفلها الإسلام، وكفلتها مواثيق الأمم المتحدة، وحكومة خادم الحرمين الشريفين لا تألوا جهدا في هذا الجانب”.
وتابع: “الغرفة لديها المسوغ النظامي لتكون المظلة لكل هذه الأنشطة، ويشرفنا دائما التعاون مع الامارة، وهو أمر نهتم به دائما في غرفة مكة المكرمة”.
وأشار إلى أن من قضايا توظيف أبناء الجالية التسرب الوظيفي من قبل الشباب، وحلا لهذه الخلل لابد من التدريب لتأهيلهم نفسيا ومعنويا لتقبل العمل حتى لا يكون هناك ارتداد عكسي، وان يكون اختيار العمل عن قناعة تمنع التسرب.
وأشار إلى إمكانية تدوير أموالهم الخاصة لخلق فرص عمل لهم كجالية يستفيدون منها، خاصة وأن مكة المكرمة تحتضن نحو 190 ألف فرد، وفي جدة 43 ألف، مشيرا إلى أن موسم العمرة سيكون مفتوحا طوال العام، وهذه بشرى بتحول مكة الى مدينة مليونية، وضيوف الرحمن يحتاجون خدمات، وستتوفر نحو 400 الأف وظيفة وغيرها كثير، وهي جميعها تحتاج التدريب الصحيح.
من جهته ، أعرب عبدالله معروف الأركاني أمين عام الجالية البرماوية بالمملكة عن أمنياته بأن تكون ورشة العمل الأكبر من نوعها من فواتح الخير، واضاءة مميزة لأبناء الجالية، مبينا أن كثيراً من المسؤولين على مستوى المملكة وعلى مستوى العالم العربي والإسلامي والاممي بشكل عام زاروا الجالية ووقفوا على أوضاعها، وأن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين اعتبرت مشروع تصحيح أوضاع أبناء الجالية من المشاريع الرائدة عالميا.
وتحدث عن برنامج التصحيح ومبادرة غرفة مكة المكرمة للتدريب، وقال “نحن نفتخر بهذه المبادرات، ومن ضمن الفخر ان تكونوا معنا كواحدة من مبادراتكم الجميلة في خدمة هذه البلدة الطاهرة”.
وقال: “اليوم نتحدث عن مجال التدريب الذي بادرت به اللجنة الوطنية، ونحن نتقبل المبادرة من جانبين، من جانب تدريب البنات وللشباب، وهو ما سيتم تبنيه ليكون مخرج وطني واضح ومميز على مستوى المشاريع”.
وقدم الاركاني شكره للحكومة السعودية التي فتحت لهم كافة المجالات، وأردف: “هذا الحدث هو من ضمن المبادرات الوطنية التي رأيناها من كل المسؤولين وجميع الأجهزة والقطاعات الحكومية بتوفيق من الله جل وعلا”، منوها بجهود آل قراش ووقفاته وفتحه للآفاق، معتبراً ذلك صدقة جارية، يمتد أثرها لسنوات طويلة.
وتابع: نحن لا نتحدث عن تصحيح بل عن جيل قادم يعيش في ست أنواع من الاستقرار، وكل ذلك نتاج لاستراتيجية مشروع تصحيح الاوضاع والذي سيجعلهم يعيشون في استقرار نفسي، وهو ما لم يكن موجوداً في السابق، كما سيعيشون في استقرار بيئي واجتماعي ونظامي وأمني، وسيعيشون في استقرار.
وبين: مشروع التصحيح يتحدث عن 28 ألف وظيفة وهي التي قدمت من خلال هذا المشروع من خلال وحدة التوظيف، نحن نتحدث عن جالية قوامها 250 ألف نسمة تقريبا، منها 105 آلاف كلهم أطفال، وهذا يعني أن هناك جيل قادم مندمج كامل الاندماج، فولائهم وثقافتهم وحبهم وانتمائهم وعطائهم بل والهواء الذي يتنفسونه هو هواء سعودي.
وأوضح الأركاني: نحن نتحدث عن 114 ألف من الاناث، وهذا يعني أن امامنا تحد كبير جدا، والجيل القادم، وهم ما دون سن 17 فما دون، هذا الجيل سيكون جيلا متعلما، والان امامنا موضوع تصحيح وضع التعليم، لدينا نحو 150 ألف طالب يدرسون في مدارس التعليم العام، وفي المدارس الخيرية هناك نحو 43 ألف طالب وطالبة، ونحو 56 مدرسة خيرية.
وواصل بالقول: الان هناك 21 ألف طالب وطالبة من المدارس البرماوية تم دمجهم مع المدارس الحكومية، وبالنسبة المدارس المتوسطة والثانوية تم ما يسمى بالتسكين الكامل وأغلقت المدارس البرماوية وأصبح أبنائنا يتمتعون بالشهادات معتمدة، وبقي طلاب الابتدائية، فنفس مباني الدراسة الصالحة التي فيها مقومات السلامة تحولت الى مدارس حكومية، لذلك نحن نتحدث عن جيل جديد مثقف ثقافة المملكة العربية السعودية بالكامل.
وتحدث عن التحديات بقوله: امامنا تحديات كبيرة، كالقوى العاملة والمساهمة في تنمية مقدرات هذا الوطن والمساهمة في تطوير سوق العمل السعودي، وكيف يمكننا التوافق مع خطة 2030 والتطوير القادم في القطاع الفندقي والتسويق والخدمات، وأكبر تحدى هو الاعمال الموسمية.
وزاد:” طموحاتنا كبيرة جدا من الغرفة التجارية، ونتطلع للتركيز على قضية التدريب، فالجالية كانت تركز في الفترة الماضية على الإصلاح والاستقرار والبناء، وقد حدث هذا حاليا في الجالية، وفي الخطوة القادمة والتي وضعت لها فترة 15 سنة يتم التركيز على التعليم والتدريب والتأهيل”.
التعليقات 1
1 pings
أبو جوري
02/06/2016 في 8:19 م[3] رابط التعليق
بارك الله في جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم
(0)
(0)