أكد البرلمان العربي دعمه حق دولة الإمارات في استرداد الجزر الثلاث التي تحتلها إيران، داعياً إيران إلى عدم تسييس فريضة الحج، وإلى عدم التدخل في شؤون مملكة البحرين، فيما جدد دعمه للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والحق السوري في استرداد الجولان المحتل، داعياً إلى سيادة الحلول السياسية السلمية للأزمات في سوريا والعراق واليمن وليبيا.
وفي بيان له في ختام دور الانعقاد الرابع والفصل التشريعي الأول بشأن الأمن القومي العربي، أكد البرلمان العربي موقفه الثابت والداعم لنهج دولة الإمارات السلمي الحريص على اتباع الحوار وحسن الجوار ودعوته إيران للجلوس إلى طاولة الحوار حسماً لقضية احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة »طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى« أو قبول الاحتكام لمحكمة العدل الدولية إنصافاً لدولة الإمارات التي حرصت دائماً على احترام الجوار مع إيران.
ودعا البرلمان العربي إيران إلى عدم تسييس فريضة الحج أو استغلالها للإساءة للمملكة العربية السعودية، وأكد على نبل وقدسية فريضة الحج لدى عموم المسلمين وضرورة الابتعاد بها عن أي توظيف لا يكون مجمعاً للمسلمين أو يتضارب مع حقيقة هذه الفريضة وسموها.
واستنكر البرلمان العربي محاولات التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين الشقيقة وتهديد أمنها واستقرارها، وأكد حقها المشروع في التصدي لكل هذه المحاولات عبر الأطر القانونية والسياسية في إطار القوانين والأعراف الدولية حفاظاً على النسيج الاجتماعي الذي تعيشه البلاد من تعايش وتجانس للطوائف بما يحفظ سيادتها وأمنها القومي.
وحث على الالتزام بمبدأ سيادة الدول واحترام حسن الجوار، مؤكداً دعمه جهود مملكة البحرين ومساندتها في مكافحة الإرهاب وحماية أمنها واستقرارها.
الحوار اليمني
ودعا البرلمان العربي لاستئناف الحوار والعملية السياسية في اليمن استناداً إلى المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي ومن ضمنها القرار 2216. وأكد رفضه التدخلات الخارجية في شؤون اليمن الداخلية، مؤكدا دعمه كل الجهود الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء.
وعبر عن رفضه الكامل لاستخدام معاناة المدنيين في اليمن واستغلالهم وسيلة في الصراع. ودعا إلى فك الحصار على المدنيين في تعز وغيرها، وطالب بالعمل من أجل إنجاح الجهود للوصول إلى حل سياسي للأزمة.
وبالنسبة لمكافحة الإرهاب، أدان البرلمان العربي الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وأكد مجافاته لتعاليم الدين الإسلامي السمحة، كما أدان موجات الإرهاب التي اجتاحت بعض الدول العربية.
فلسطين والجولان
وفي شأن قضية فلسطين أكد أنها القضية المركزية بالنسبة للأمة العربية، مشدداً على الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين. وأكد أن السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي..
وأن شرط تحقيقه هو إنهاء الاحتلال الصهيوني لكامل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين استناداً إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وقرارات القمم العربية المتعاقبة.
وأكد البرلمان العربي رفضه لإجراءات الكيان الصهيوني التي تهدف إلى تغيير الوضع القانوني والطبيعي والديمغرافي للجولان العربي السوري المحتل. كما أكد الحق السوري في المطالبة باستعادة كامل الجولان، وأدان ممارسات الكيان المتمثلة في الاستيلاء على الموارد الطبيعية في الجولان.
الأزمة السورية
وحذر البرلمان العربي من تأزم هذه الأوضاع في سوريا في ظل عدم الالتزام بمبادئ القانون الدولي ومعاهدة ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان. وأدان القصف الجوي العشوائي للمدنيين من قبل النظام والقوات الأجنبية، كما أدان كل أشكال العنف والتقتيل من قبل الأطراف المتصارعة والجهات الإرهابية، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الأزمة.
وشدد على رفضه أي تدخل أجنبي من أية جهة، كما جدد إدانته الشديدة للجرائم التي تفتح الأبواب للإرهاب والنيل من تاريخ سوريا وحضارتها.
وضع العراق
وأكد البرلمان وقوفه إلى جانب الشعب العراقي لتجاوز هذه المرحلة العصيبة في تاريخه، وأدان التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المدنيين والأبرياء، والتي تسعى لإثارة الفتن وتمزيق نسيج الوحدة الوطنية، كما دعا إلى تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين في الفلوجة.
ورحب بالإصلاحات التي تشهدها العملية السياسية في العراق، استجابة للمطالب الشعبية في إنهاء المحاصصة ونبذ الطائفية والتعصب والتكفير. ودعا إلى التعاون مع العراق ومساعدته من أجل تحرير أراضيه ومدنه من مرتزقة داعش الإرهابي، مشيداً بتحرير المدن وانتصارات القوات المسلحة العراقية.
ليبيا وتونس
وأكد دعمه لاتفاق الصخيرات الموقع بالمغرب، كما حث المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق على المضي قدما من أجل كسب الثقة من مجلس النواب. وأكد دعمه لإيجاد أرضية سياسية لإرساء الحوار الليبي. وأكد دعم الجيش الوطني وحث على رفع الحظر على تسليحه ودعمه في حربه على الإرهاب. وثمن دور سلطنة عمان في استضافة اللقاء التشاوري لهيئة صياغة الدستور الليبي.
وندد بالعمليات الإرهابية التي تستهدف تونس وبخاصة تلك التي استهدفت باردو وسوسة وبن قردان.
وأكد البرلمان العربي دعمه لمخرجات الحوار الوطني السوداني الذي يقوم على إشراك الجميع. ودعا إلى رفع الحصار الجائر الذي تفرضه الولايات المتحدة على السودان.
ودعا البرلمان العربي إلى تفعيل المؤسسات الدستورية في الصومال وتطوير موارده الطبيعية. كما دعا إلى دعم الدول العربية الأقل نمواً ومنها الصومال وجيبوتي وجزر القمر للحفاظ على هويتها العربية.
إرهاب
دعا البرلمان العربي إلى عمل عربي موحد يستهدف القضاء على الإرهاب من خلال المنظومة التربوية وتحصين الشباب ضد الغلو والتطرف والقضاء على الفساد وتحقيق الشفافية والحكم الرشيد. وحث الدول العربية على تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، داعياً المجتمع الدولي إلى عمل دولي صادق وموحد في مختلف المجالات الأمنية والعسكرية والتربوية والاجتماعية والثقافية لمواجهة الإرهاب.