أيام قصيرة وسيطل علينا شهر رمضان الكريم وسيسبق ذلك ظاهرة تتكرر كل عام وهو التهافت المحموم على شراء المواد الغذائية والإزدحام الشديد على الأسواق والمراكز التجارية ومحلات بيع الأطعمة واللحوم بشكل مبالغ ، وفيه من الإسراف والتبذير والتباهي والبذخ مما يتنافى مع أهداف الصوم النبيلة ومقاصده السامية ، حيث أن أغلب الناس لا يدركون قيمة النعم الكثيرة لعدم تعرضهم لقسوة الحرمان ، ومن خلال الصوم قد يستشعرون حالات الفقر والعوز والحاجة ، ولكن كل ذلك قد يتنافى عندما نرى الإندفاع المحزن على شراء المواد التموينية والتي ينتهي بها المطاف إلى صناديق القمامة حيث ذكر عمال النظافة أن أكوام النفايات تتضاعف بصورة كبيرة في شهر رمضان وبشكل أكثر من غيره من شهور السنة .
أهمية الحملات التوعوية
حيث يرى الشيخ ” منصور سعدالله الهيمطي ” أن المحاكاة والتقليد والتنافس غير المحمود عند شراء مواد رمضان الغذائية وكذلك قلة الوعي الإقتصادي لبعض الأسر مع غياب تام من قبل رب الأسرة عن دوره في الرقابة والتوجيه والإرشاد ، كل ذلك أوجد نمط معيشي خاطيء على إعتبار أن البعض يرى أن المبالغة بالولائم من القيم الإجتماعية الثابتة مطالباً بتفعيل دور الدعاة وأئمة المساجد بهذا الجانب الهام .
{ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]
ويؤكد ” فهد الجوفي ” بإنني أقوم بتغيير بعضاً من أنماطي الغذائية وعاداتي الإستهلاكية في شهر الخير ، حيث أصبحت ولله الحمد لا أشتري من المواد التموينية إلا بقدر حاجة أسرتي موازناً في ذلك بين ماينفق وما يستهلك بعيداً عن التبذير والتقتير . مع أهمية التخطيط المسبق لضبط المصروفات الرمضانية بدون مبالغة في عادة الجود والكرم وترك المظاهر الإجتماعية البراقة والإبتعاد عن بعض العادات والتقاليد الإستهلاكية الخاطئة خوفاً من العواقب الوخيمة للإسراف الغذائي والتبذير حيث يرمى الفائض من الطعام بصناديق القمامة وبكميات كبيرة أفهكذا تشكر النعم ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} .
العروض التسويقية ووسائل التواصل مظاهر وتنافس
فيما حذر ” بندر علي جبران ” من الإنجراف خلف عروض رمضان التسويقية والإعلانات التجارية فقد يكون لها دوراً كبيراً في الإسراف ، فيجب الشراء بقدر الإحتياج ، مع أهمية تحكيم العقل بعيداً عن العاطفة والتقليد الأعمى وعمل الموازنة الجيدة بين الإنفاق والإستهلاك ، ويتفق معه في الرأي ” عبدالواحد محمد سعد ” بأن الإعلام والفضائيات وبرامج الطبخ ووسائل التواصل الإجتماعي المختلفة قد تساهم بشكل كبير في البذخ و التباهي والتفاخر والتقليد عند تصوير موائد الطعام وبهذا كسر لنفوس الفقراء والمعوزين .
بالشكر تدوم النعم
ويرى ” أحمد صالح أبو عادل ” أننا نلاحظ في شهر رمضان ظاهرة تعدد الأطباق وبكميات كبيرة تزيد عن حاجة الأسرة حيث يتضاعف شراء المواد الغذائية واللحوم فلماذا هذا الإندفاع المحزن على الأسواق ؟ ولماذا كل هذا النهم على الأكل ؟ لأنه من المؤسف جداً أن يكون مصيره الى سلة النفايات دون أن يؤكل منه سوى كميات قليلة جداً . فأين الإستشعار الحقيقي لمعنى الصوم وقيمه .
خير الأمور الوسط
ويوضح ” الأستاذ علي ناصر ” أن شهر الخير قصة زمنية جميلة تسعد فيها النفس ويرتاح بها الضمير ، قصة طاعة وعبادة وخير وزيادة ، وجدت هذه القصة لنعرف حياة الفقراء .. الذين لايجدون الأكل والماء ، ولكننا ومع الأسف عشنا في هذه القصة حياة الأغنياء .. وأقبلنا على الترف والزهاء .. وأسرفنا ببذخ و غباء .. فأخشى أن يذهب منا رمضان هباء .
التعليقات 7
7 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
الزهراني
24/05/2016 في 11:38 ص[3] رابط التعليق
تحقيق جميل وجاء في وقته المناسب
(0)
(0)
مسلم
24/05/2016 في 1:30 م[3] رابط التعليق
لافظ فوك
(0)
(0)
ابو علي
24/05/2016 في 2:19 م[3] رابط التعليق
مبدع دائماً
(0)
(0)
نانا
24/05/2016 في 4:04 م[3] رابط التعليق
جميلل ??اسأل الله ان يبلغنا شهر رمضان لافاقدين ولامفقودين
(0)
(0)
ورد نجد
24/05/2016 في 4:34 م[3] رابط التعليق
عادات وسلوكيات خاطئه بالفعل
حسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه
تحقيق جميل من خالد العمري
(0)
(0)
ابو سلطان الزرعي
25/05/2016 في 5:26 ص[3] رابط التعليق
تعليق جيد من ابوزياد
يجب علينا تطبيق كلام خير البشر
كلو واشربوا ولاتسرفوا
(0)
(0)
ابو سلطان الزرعي
25/05/2016 في 5:46 ص[3] رابط التعليق
نطبق حديث الرسول
كلوا واشربوا ولاتسرفوا
تطبيق جيد من ابو زياد
(0)
(0)