تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – دشن معالي وزير النقل سليمان بن عبد الله الحمدان، اليوم فعاليات أعمال اجتماع الجمعية العامة الـ 23 للهيئة العربية للطيران المدني، الذي تستضيفه الهيئة العامة للطيران المدني في محافظة جدة.
وألقى معاليه كلمة في افتتاح الاجتماع رفع فيها شكره لخادم الحرمين الشريفين – أيده الله – على رعايتهِ الكريمةِ التي حظي بها الاجتماع، وبدعم واهتمام المملكة بالبرامج والجهود التي تُبذل في إطار العمل العربي المشترك للنهوض بصناعة النقل الجوي في العالم العربي.
وبين معاليه أن صناعة النقلِ الجوي تلعب دوراً حيويا ورئيساً في اقتصاديات الدول وتؤثر تأثيراً مباشراً وغير مباشر في تحقيق التقدم الحضاري الذي تسعى إليه الحكوماتُ لشعوبها، وتزداد أهميتها ومتغيراتها يوماً بعد يوم، لافتاً النظر الى أن هذه الصناعة تواجهُ اليومَ عدداً من التحدياتِ خاصةً في عالمنا العربي، ومنها ما يتعلق بأمنِ الطيران المدني والسلامةِ الجويةِ والمنافسةِ واقتصادياتِ الطيرانِ والملاحةِ الجويةِ والتشريعات والأنظمةِ.
وأشار الحمدان إلى رؤية المملكة لمواجهةِ تلك التحديات التي تتمثل في ضرورة العمل المشترك بين دول المنطقة ككتلة واحدة، من خلالِ الهيئة العربية للطيران المدني، علاوة على التعاونِ والتنسيقِ مع الهيئاتِ والاتحاداتِ العالمية ذات العلاقة، وفي مقدمتها منظمة الطيران المدني الدولي (الايكاو).
وأوضح وزير النقل أن المنافسة في سوقِ النقلِ الجوي احتدمت وتمكنت ناقلات جوية عربية من احتلال صدارةِ الترتيب بين أفضلِ الناقلاتِ العالمية، لتفوقِ خدماتها وأفضليةِ أسعارها، مما أفقدَ العديدَ من الناقلات العالمية الكبرى حصة لا يستهان بها من السوق، فيما دعا إلى ضرورة قيام الايكاو بمسؤولياتها من خلالِ تقديم اقتراحات تستهدف تحقيق المزيد من المنافسةِ العادلة التي تضمن توفيرَ فرصٍ متكافئة وتتيح المشاركة الفعالة للناقلات الجوية لخدمة سوق النقل الجوي، مشيرا إلى أن من أهداف (رؤية المملكة 2030) تحقيق وتعزيز المنافسة العادلة، والدفع نحو خصخصة القطاعات والمرافق الحكومية، ومنها قطاع الطيران المدني بالمملكة، بغية رفع الكفاءة والانتاجية.
وبين وزير النقل أن الطيران المدني في المنطقة العربية يتمتع بمقومات وآفاق وفرص كبيرة مهيأة للنمو، من أبرزها الموقع الجغرافي المتميز الذي يتوسط قارات العالم الرئيسة الثلاث، واتساع المجال الجوي، وتوفر أساطيل جوية تعد من بين الأحدث في العالم، ولذلك فإن الأنظار تتجه نحو الهيئة العربية للطيران المدني للقيام بدور يسهم في استثمار تلك المقومات، من خلال وضع السياسات والإجراءات التي تساعد الدول الأعضاء في ترسيخ مبادئ الشفافية وتحديد المسؤولية وحفظ الحقوق وتحسين فعالية الأداء في قطاع النقل الجوي بالإقليم العربي.
وقال : إن المملكة ترى أن على الهيئة العربية للطيران المدني العمل على تحقيق حلم السوق العربية الموحدة، والسماء العربية الموحدة، مؤكدا أن الهيئةَ العامة للطيران المدني لن تدخر أي جهد لدعم العمل العربي المشترك، انطلاقا من سياسة حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تسعى على الدوام لتعزيز وإرساء أسس التعاون العربي بشكل خاص والدولي بشكل عام.
بدوره أشار الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية محمد بن ابراهيم التويجري إلى اهتمام الجامعة العربية بالعمل العربي المشترك بغية النهوض بخدمات النقل الجوي في العالم العربي ،مؤكدا أن هناك ثلاث دول انضمت لعضوية الهيئة العربيى للطيران المدني مؤخراً وهي دولة الكويت وجيبوتي والصومال بعد جهود بذلتها الجامعة والهيئة العربية الأمر الذي رفع عدد الدول الأعضاء مما سيعزز العمل العربي المشترك.
عقب ذلك ألقى الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي الدكتور فانغ ليو كلمة تناول فيها دور الهيئة العربية للطيران المدني وثمن دعوة المملكة لحضور اجتماعات الجمعية العامة بهدف تعاون المنظمات الأقليمية والدولية المهتمة بشؤون الطيران المدني ودورها في تطوير صناعة الطيران.
وشارك في الاجتماع عدد من المنظمات الإقليمية ومنها اللجنة الأفريقية للطيران المدني AFCAC و المؤتمر الأوروبي للطيران المدني ECAC .
وبعد انتهاء حفل الافتتاح تم عقد الجمعية العامة للهيئة العربية نوقش خلالها عدد من القضايا وفي مقدمتها خطة تطوير إعادة هيكلة الهيئة العربية وتفعيل عملها لمواجهة التحديات التي تواجه صناعة الطيران المدني إقليميا ودوليا، ومراجعة واعتماد التقرير النهائي لاعمال مجلس الجمعية.
تجدر الاشارة إلى أن الاجتماع هو الأول الذي تعقده الهيئة العربية للطيران المدني على مستوى وزاري.