أهالي النخيل و الخدمات الصحية!!

النخيل مركز تابع لمحافظة الحناكية في منطقة المدينة المنورة، تستفيد من خدماته البلدية حوالي ٢٠ قرية بتعداد سكاني تجاوز الـ( 20 ) ألف نسمة، هذه القرى التابعة له ليست أحياء مخططة متجاورة قريبة من بعضها بحيث يمكن أن تستفيد جميعها من مبنى خدمي واحد كمستشفى أو مدرسة أو مركز صحي، بل اغلبها عبارة عن تجمعات سكنية زراعية متباعدة عن بعضها، مما جعل النخيل مترامي الأطراف فقد تبلغ المسافة بين طرفيه حوالي 40 كيلومتر !! هذه المساحة الشاسعة بهذا التعداد السكاني الكبير – للأسف – لا يوجد مستشفى يخدمهم !! ولا مراكز صحية كافية !! ولا حتى مركز للهلال الأحمر !! يعني كان الله بعون أصحاب الحالات الطارئة و الحرجة !! بل هذه الأمم كلها على مركز صحي واحد فقط !! و لا أظن أن الجهات المعنية تجهل هذا الأمر فالأهالي سبق لهم عرض معاناتهم والمطالبة عبر القنوات الرسمية ووسائل الإعلام.

أنا متأكد أن هذا التأخير لا علاقة له بالإمكانات، فحكومتنا الرشيدة أولت القطاع الصحي اهتمام خاص وسخرت له الموارد المادية والبشرية، و ليس هناك مشكلة في توفير الأراضي لهذه المشاريع  فالأهالي لن يتأخروا في المساهمة بقطع من أراضيهم بالمجان لتكتمل الخدمات الصحية التي يحتاجونها وهي مستشفى، ومراكز صحية تتناسب مع عدد السكان وتوزيعهم الجغرافي، ومركز للكلى، ومركز لأمراض السكر، والأمراض المزمنة، ومراكز للهلال الأحمر السعودي… يبقى السؤال الذي يبحث فيه الأهالي وكل من عرف معاناتهم عن إجابة مقنعة ماسبب هذا التأخير؟! وما الجهة المسؤولة عن ذلك؟! سؤال نرجو أن يصل لسعادة المسؤول ليبل الأرياق بإجابة شافية وافية.

لعل القادم أجمل بإذن الله، وسيأتي اليوم الذي تكتمل في الخدمات الصحية في مركز النخيل؛ ولكن متى؟!! وحتى يتحقق هذا المتى أتمنى أن يستمر الأهالي بالمحافظة على صحتهم و العودة للطب البديل وألا تخلو منازلهم من صيدلية شعبية عامرة بالمرة والحلتيت والسنا والسنوت…