أكد معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية الأستاذ سليمان بن عبدالله الحمدان أن تأسيس شركة طيران (فلاي أديل) لتقديم خدمات النقل الجوي الاقتصادي بالمملكة حدثا يستحق الاحتفاء وسيسهم في تقديم خدمات أفضل للمسافرين، وفي تطوير صناعة الطيران وتسهيل حركة الانتقال والتواصل بين مختلف مناطق ومدن المملكة، كاشفاً أن خدمات الطيران في المملكة تشهد نموا متواصلا وهناك العديد من المؤشرات الإيجابية بمستقبل واعد .
وقال الحمدان عقب رعايته لحفل الإعلان عن تأسيس شركة “طيران أديل” ليلة البارحة بحضور المدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر بمطار الملك عبدالعزيز بجدة :
“مبادرات الخطوط السعودية التي اطلقتها عبر برنامج التحوّل تأتي ضمن برنامج التحول الوطني لإعادة صياغة صناعة النقل الجوي في المملكة لكي يواكب التطور الذي تشهده صناعة الطيران عالمياً، ولدى المؤسسة العديد من المبادرات من بينها هذه المبادرة بإطلاق شركة (طيران اديل) منخفض التكاليف وهي احدى مبادرات برنامج التحول الذي تقوده المؤسسة حالياً حيث تهدف من خلال هذه المبادرة إلى توفير خدمات النقل الجوي بأسعار ميسرة ولكافة شرائح المجتمع، وهذه الشركة الجديدة تعتبر رديفة لشقيقتها الكبرى الخطوط الجوية العربية السعودية والتي تحظى هي بالاهتمام من قبل مجلس الإدارة الذي يهتم حالياً بإعادة صياغة استراتيجيات المؤسسة، وهذا ما سيلمسه الجميع قريبا بإذن الله” .
وعبر الحمدان عن تفاؤله بمستقبل صناعة النقل الجوي في المملكة من خلال تطبيق الهيئة لخططها الاستراتيجية التي تتسق مع حرص الحكومة الرشيدة على دعم هذا القطاعِ الحيوي والذي أصبح اليوم المحرك الرئيسي لعجلة التنمية والتطوير في كثير من الدول المتقدمة.
وأضاف : “صناعة النقل الجوي في المملكة تحظى بنقلة نوعية كبيرة ستظهر نتائجها خلال السنوات القليلة القادمة، وانا متفائل بذلك، وقريبا سيلحظ الجميع التغيير الإيجابي في السوق المحلي، وأود هنا التنويه بالقفزات التطويرية التي تشهدها المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية واطلاقها العديد من المشاريع التطويرية وضخ المزيد من السعة المقعدية على القطاعين الداخلي والدولي عبر منتجات مناسبة لمختلف الفئات وشرائح المجتمع في شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي والحدة الاستراتيجية لطيران السعودية الخاص ومنتجها الجديد “البيرق” لرجال الأعمال وكبار الشخصيات ، واليوم تقدم منتج (طيران أديل) الذي يُعنى بتقديم خدمات مناسبة بأسعار مناسبة، وهناك شركات طيران أخرى قادمة الى السوق المحلي، وهذه الشركات لا تأتي الينا بصورة عفوية، وإنما عبر دراسات مستفيضة لحجم ونمو السوق ومدى الحاجة لإصدار الرخص وهو ما يؤكد أن سوق الطيران بالمملكة واعد ومتنامي” .
شركة طيران مستقلة
وكان مدير عام الخطوط السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر قد قدم للصحفيين قبل بداية المؤتمر الصحفي شرحاً موجزاً عن “طيران أديل” مبيناً انها شركة طيران مملوكة للمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، وسوف تمارس عملها باستقلالية تامة عن شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي بإدارتها وإمكاناتها وأهدافها وخططها الاستراتيجية، وستعمل ضمن فئة الطيران منخفض التكاليف مع المحافظة على أعلى معايير السلامة ومستوى الخدمات، كما ستقدم خدمات النقل الجوي الاقتصادي بدرجة سفر اقتصادية واحدة، كما ستبدأ التشغيل بمشيئة الله منتصف عام 2017م.
وأوضح الجاسر أنه تم تسجيل العلامة التجارية للشركة الجديدة، كما يجري حالياً توثيق كافة الإجراءات النظامية ومنها الرخصة المبدئية من الطيران المدني، أما التمويل فهو تمويل ذاتي من المؤسسة كمالك وحيد لهذه الشركة الوليدة، مشيراً إلى ان اطلاق الشركة الجديدة جاء بعد دراسات عميقة ومستفيضة من داخل المؤسسة وخارجها بواسطة
استشاريين وبيوت خبرة ذات مستوى عالي، إضافة إلى الاستئناس بالتجارب الناجحة لشركات الطيران الاقتصادي التي تمت في الدول الأخرى، لافتاً إلى أن رسالة (طيران اديل) تتمثل في تبسيط الإجراءات والخيارات بجودة عالية وبأسعار في متناول الجميع، كما أنها ليست بديلاً عن الخطوط السعودية ولكنها مكملة لمنظومة الخدمات التي تقدمها المؤسسة بشكل عام، كما أن مركزها الرئيسي سيكون في مدينة جدة.
وعن الهدف من اطلاق مثل هذه الشركة للطيران الاقتصادي قال الجاسر :
“الهدف من تأسيس هذه الشركة هو توفير خدمات الطيران الاقتصادي بخيارات جديدة وطريقة سهلة وجودة عالية، إلى جانب الالتزام بأنظمة الأمن والسلامة الصارمة وذلك بأسعار تنافسية في متناول الجميع، وهي إحدى مبادرات برنامج التحول الذي اطلقته الخطوط السعودية قبل حوالي 10 أشهر وأصبح اليوم يأخذ زخماً واهتماماً كبيراً من منسوبي المؤسسة والذين وضعتهم على رأس أولويات أهداف البرنامج، إضافة إلى ضيوفها الكرام الذي يلمسون يوماً بعد يوم تطويرا في الخدمات المقدمة لهم” .
وفيما يتعلق بأطقم القيادة والملاحة على متن طائرات اسطول الشركة الجديدة وعلاقتهم بالخطوط السعودية، قال الجاسر: “الشركة مستقلة تماماً عن شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي وقد تم استقطاب عدد من الكفاءات ذوي الخبرة العالية منهم طيارين على مستوى عال وقد باشروا عملهم خلال الأيام القليلة الماضية، ويجري حالياً العمل على الخطة النهائية لعدد الرحلات وأنواع الطائرات وكل هذه البرامج التي تتميز بأنها بروح شبابية تنظر الى المستقبل بتفاؤل كبير”.
كما علق الجاسر على سؤال عن آلية قبول التوظيف، وهل سيكون لموظفي المؤسسة الحاليين أم سيتم فتح باب القبول من خارج المؤسسة؟ بقولة : “طيران اديل ستقوم بالاستقطاب وفق انظمتها واجراءاتها من السوق، إضافة إلى اتاحة الفرصة امام عدد محدود من منسوبي المؤسسة للانتقال اليها ممن تنطبق عليهم الشروط وبعد خضوعهم لاختبارات وإجراءات وآليات وانظمة الشركة الجديدة، كما سيتم الاستعانة بعدد من الخبرات العالمية ذات التجربة العريضة والخبرة الطويلة في مجال الطيران منخفض التكاليف لإثراء هذا المشروع الاستراتيجي وزيادة فرص النجاح”.
وعن دور الشركة الجديدة في ازدهار السياحة المحلية وتنميتها قال مدير عام الخطوط السعودية : “هناك تكامل كبير ما بين صناعتي النقل الجوي والسياحة، كما أن برامج التطوير ومشاريع التحديث التي تتم داخل المؤسسة تتناغم بشكل كبير مع برنامج التحول الوطني الشامل الذي من احدى مبادراته هو التحول في مجال السياحة الوطنية والنقل، والتعاون القائم ما بين المؤسسة العامة للخطوط السعودية بمختلف قطاعاتها وشركاتها ووحداتها الاستراتيجية من جهة وبين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من جهة أخرى، عاداً التنسيق يعد مثال يحتذى لمختلف القطاعات الأخرى، إذ تجمعهما العديد من الرؤى والبرامج والاتفاقيات والمبادرات المشتركة منها “عيش السعودية” ورسومات طائرة المجد وغيرها من المشاريع لخدمة السياحة الوطنية والترويج للمملكة العربية السعودية” .
وحول الاتفاقيات والتحالفات الدولية التي ابرمتها الخطوط السعودية في الماضي وهل ستنسحب بدورها على الشركة الجديدة، اوضح مدير عام الخطوط السعودية أن ذلك لن يطبق على الشركة الجديدة التي سيكون لها اتفاقياتها وتحالفاتها الخاصة، مضيفاً ان هناك فِرَقاً تنفيذية تعمل ليل نهار لإنجاز هذا المشروع الاستراتيجي وبداية انطلاق أولى الرحلات بإذن الله في منصف العام المقبل 2017م من تجهيز بنية تحتية وتقنية وآلية وبشرية عالية ومتطورة.
وعن خدمات الحجوزات بمقابل التي انتشرت مؤخرا في وسائل التواصل الإجتماعي وموقف الخطوط السعودية للحد من انتشار لهذه الظاهرة في المواقع الالكترونية قال الجاسر :
“الخطوط السعودية ليست جهة تنظيمية أو تنفيذية في هذا الخصوص، ورغم ذلك لم تقف المؤسسة مكتوفة الأيدي، فقد تم استحداث الكثير من الإجراءات والخطوات المتسارعة في هذا الصدد والتي ستنهي الحاجة لهذه التدخلات من أي اطراف خارجية منها، أن الخطة التشغيلية لعام 2016م تضمنت زيادة في السعة المقعدية للقطاع الداخلي وصلت إلى حوالي مليون وسبعمائة الف مقعد بزيادة مقدارها اكثر من 9.5% عن عام 2015، ايضاً تطوير واطلاق تطبيق الهواتف الذكية الذي اصبح اكثر سهولة وهو خطوة تمكن الضيوف من عمل الحجوزات ومتابعة توفر المقاعد بصورة آنية واختيار المقاعد وطرق الدفع المناسبة.
وأضاف: “الخطوط السعودية أبلغت جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة وهي الهيئة العامة للطيران المدني ووزارة التجارة ووزرة الداخلية عن كل ما تواجهه وترصده من تجاوزات مثل هذه المواقع الالكترونية، وهناك تجاوب مشكور وتعاون طيب بين الجميع للحد من هذه الظاهرة وسننجح في ذلك قريباً ان شاء الله”.
وعن أسعار التذاكر المحلية وتوجه الخطوط السعودية مؤخراً لإلغاء التخفيض الممنوح للطلاب سابقاً قال مدير عام الخطوط السعودية : “بالنسبة للطيران الدولي اسعار التذاكر محررة وهي تخضع للعرض والطلب وهنا عروض تسويقية متجددة من حين لآخر، أما الطيران الداخلي فيخضع لأنظمة حكومية والاسعار المقدمة فيه هي أسعار منخفضة والخطوط السعودية مقيدة بهذه الأنظمة وستستمر بالتقيد بها، وما نشهده اليوم من اطلاق شركة طيران اقتصادية جديدة ستوفر بدورها مزيدا من الحلول في مجال تلبية الطلب على القطاع الداخلي وبأسعار مناسبة للجميع”.
وفي نهاية حديثة للإعلاميين وجه مدير عام الخطوط السعودية شكره وتقديره لجميع ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية على حضورهم ومشاركتهم الخطوط السعودية حفل الإعلان عن تأسيس الشركة الجديدة (طيران أديل)، مضيفاً أن هناك مزيدا من التفاصيل سيتم الإعلان عنها لاحقاً، داعياً الجميع لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات والمعلومات عن الشركة من خلال موقعها الإلكتروني www.flyadeal.com الذي تم تدشينه في هذا الحفل، مختتماً حديثه بالتأكيد لجميع الحضور بأن المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية هي ماضي عريق وحاضر جميل ومستقبل زاهر.