اختتمت جلسات ملتقى حاتم الطائي “الدولي” الثالث الذي ينظمه نادي حائل الأدبي الثقافي ، تحت عنوان “الملك المؤسس في الأدب العربي” بورشة عمل تحت عنوان”توظيف شخصية الملك المؤسس في النص المسرحي الرقمي”، وأدارتها الدكتورة إيمان محمد تونسي أستاذة الأدب المقارن في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وهدفت الورشة إلى تجديد المسرح السعودي بتناول رؤيا و حنكة الملك المؤسس ضمن المنظومة الرقمية العربية، و كذلك التعرف على تقنيات إبداع نصوص مسرحية رقمية تتضمن وجهات نظر تخاطب عقل المشاهد و القارئ بعيدا عن التسلية والإيهام، معتمدة على تطور التاريخ الذي اعتبره برتولد بريخت مهمة ملحمية تسجيلية رئيسية للمسرح.
وقالت الدكتورة إيمان: تعتبر هذه الورشة محاولة أكاديمية لمواجهة تحديات فرضتها هيمنة الثقافة الغربية على حياة أجيال الشباب والصغار، بما أحرزته من تفوق في اللغة الرقمية بشكل يحيل القارئ العربي إلى متلق و متفاعل وفق ثقافة بعيدة عن عروبته و أصالته وترسيخ لفكر قد يتسم بالسطحية و التشظي، وتعتبر الأعمال الأدبية الرقمية العربية قليلة مقارنة بالأدب الرقمي العالمي كما جاء في “ندوة الفضاء الرقمي العربي” التي نظمها معرض الرياض الدولي للكتاب في 12 مارس 2016م. مشددة: إن النصوص المسرحية تكاد تكون معدومة في أروقة الثقافة العربية الرقمية اليوم فهذه الورشة نهلت من أعمال أقطاب عربية في الكتابة الرقمية أمثال محمد سناجلة و سعيد يقطين و زهور كرام و فاطمة كدو لمواكبة عالم الرقمنة من حولنا اليوم وإبراز دور الملك المؤسس في بنية درامية رقمية حياتية و فاعلة.
وأوضحت الدكتورة إيمان خلال الورشة أهداف توظيف شخصية الملك عبدالعزيز في النص المسرحي المترابط وهي ترسيخ شخصية الملك المؤسس في الذاكرة الرقمية، وتجديد النص المسرحي السعودي، وزيادة الإبداع المسرحي الرقمي العربي. وبينت: المسرح السعودي هو أحد الممارسات الثقافية التي لابد أن تتطور لتتلاءم مع العصر.
كما أشاد عدد من الأكاديميين والحاضرين لجلسات ملتقى حاتم الطائي الدولي الثالث بالمادة العلمية التي قدمها المشاركون خلال يومين متتاليين، وقال الدكتور محمد الشهري رئيس قسم اللغة العربية بجامعة حائل: الجهود المبذولة من قبل القائمين على الملتقى جهود موفقة، وأعتقد أن الملك عبدالعزيز في عيون الشعراء يحتاج إلى بحث وإن كانت هناك بعض الكتب التي تناولت الموضوع، ولكن قد يكون هناك شعراء غير معروفين والملتقى حاول إلقاء الضوء عليهم. مشددا: كان هناك فرصة للكشف على مثل هذه الأمور، كما تميزت الجلسات بتنوع المشاركين بين المملكة والخليج ومصر والمغرب العربي. كما أبدى الدكتور محمود العزازمة إعجابه بالملتقى مشيرا: جاء الملتقى بالوقت المناسب الذي تعاني خلاله الأمة من التمزق والضعف فذكرنا هذا الملتقى بإنجازات الأمة وذكرنا بالرجال الشرفاء الذين وحدوا الجزيرة العربية وأعلوا راية الإسلام، ونحن بأمس الحاجة للحفاظ على تراثنا ولذكر الشخصيات التي أسهمت إسهاما عظيما بتوحيد الأمة والمحافظة على مقدساتها.