اتفقت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ومعهد ماستشوستس للتقنية (MIT) بالولايات المتحدة الامريكية على دراسة تنفيذ شراكات استراتيجية في مجال تحلية المياه نظراً لأهمية هذه الصناعة عالميا ومحلياً عبر استثمار الخبرات العلمية والتطبيقية المتراكمة لدى المؤسسة والمعهد، إذ تطرق الطرفان إلى مواضيع في مجالات حيوية متعددة مثل ترشيد معدلات استهلاك الطاقة، مع التركيز على الاستغلال الامثل للطاقات المتجددة.
وأوضح سلطان العتيبي مدير عام إدارة العلاقات العامة والصناعية المتحدث الرسمي للمؤسسة أن الموقع الجغرافي للمملكة العربية السعودية يتميز بإسقاط شمسي عالي في عدد من المواقع، الأمر الذي سيؤدي إلى تنويع مصادر الطاقة المستخدمة في التحلية وخفض تكاليف الانتاج، إضافة إلى اختبار تقنيات تحلية جديدة وواعدة في معهد الأبحاث وتقنيات التحلية التابع للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ثم نقل الأفكار الابتكارية الناجحة والواعدة إلى محطات التحلية التابعة للمؤسسة البالغة ٢٩ محطة منتشرة على طول ساحلي المملكة.
وأشار العتيبي إلى أن هذا الاتفاق جاء خلال لقاء جمع معالي محافظ المؤسسة الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم مع رئيس معهد ماستشوستس للتقنية (MIT) الدكتور رافييل ريف والمهندس محمد عبداللطيف جميل عضو مجلس أمناء المعهد، حيث تطرق المجتمعون إلى أهمية العمل البحثي الجاد على إيجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها دول العالم في شح المياه.
وبين المتحدث الرسمي للمؤسسة أن المجتمعون شددوا على وجود إمكانيات هائلة في التعاون العلمي والتقني بين المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ومعهد ماستشوتس للتقنية MIT والاستفادة من القنوات الاستراتيجية القائمة في المؤسسة والممثلة بمعهد الأبحاث وتقنيات التحلية التابع للمؤسسة، ومركز أبحاث النُظم الهندسية Center for Complex Engineering System في معهد ماستشوتس للتقنية والممول من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ويعمل فيه باحثون سعوديون ذوي مهارات علمية مميزة، ومعمل عبداللطيف جميل للأمن المائي والغذائي العالمي في معهد ماستشوستس للتقنية (MIT).
وأفاد العتيبي أن الاجتماع شهد مناقشة الاستثمار في تطوير أنظمة شمسية متطورة ذات كفاءة عالية ومقاومة للظروف الجوية في المملكة وذات انتاجية عالية من الطاقة الكهربائية أو البخار بهدف ربطها مع تقنيات التحلية الحالية أو الواعدة، مع العمل على تطوير أنواع جديدة من الاغشية لها تطبيقات واسعة وواعدة ذات تكاليف منخفضة وصديقة للبيئة مثل اغشية القرافين، واختبار مواد جديدة مانعة للترسبات مع دراسة إمكانية تطبيقها في المبادلات الحرارية والغلايات في محطات التحلية، إضافة إلى دراسة العلاقة الثلاثية بين الماء والطاقة والغذاء وتأثيراتهم المتداخلة.
وذكر المتحدث الرسمي للمؤسسة أن المجتمعون ناقشوا امكانية عقد ورش عمل فنية مشتركة، وتكوين مجموعات عمل متخصصة، مشيرين خلال اجتماعهم إلى وجود فرص واعدة للتعاون، ورغبة صادقة بين الأطراف في العمل البحثي المشترك في مجالات المياه التي لا غِنى للعالم أجمع عنها.