ذكر معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى في مقالته المنشورة في جريدة الحياة (تعليمنا إلى أين؟) ذكر ( بأن مخرجات نظامنا التعليمي أضعف من أن تواجه تحديات الحاضر والمستقبل والتي لن نستطيع مواجهتها من دون بناء نظام تعليمي متمكن ) وأضاف ( بأن الواقع الراهن لنظامنا التعليمي لا يرضي طموح القيادة ولا أبناء الشعب الذي يتطلع إلى مستقبل أفضل ) .
كان ذلك أبرز ما جاء في هذه المقالة الجريئة التي شخصت واقع التعليم ووقف من خلالها الدكتور أحمد العيسى على الحقيقة مجردة كما هي .
التعليم صناعة لا يختلف عن غيره من الصناعات فهو في نهاية الأمر منجز تنموي وإنساني لذلك كان من أهم الأولويات منذ انطلاقة مسيرته الأولى في بدايات العام 1344هـ وحتى الآن .
أتفق مع كلام الدكتور العيسى بأن مخرجات التعليم سيئة وهي أضعف بكثير من أن تواجه تحديات العصر ولعل من أهم أسباب ذلك هي السياسة التي انتهجتها وزارة التعليم نفسها خلال السنوات الماضية والتي كانت من أهم الأسباب التي أدت إلى ضعف مخرجات التعليم العام الذي يسبق مرحلة التعليم الجامعي ، ففي السابق كان طلاب التعليم العام وبالذات في المرحلة الثانوية يترقبون الاختبار الوزاري وهم في بدايات المرحلة فيحرصون كل الحرص على الإلمام الجيد بمفردة كل مادة وحيثية كل تخصص ، كان الطلاب في تلك الفترة أكثر وعياً وإدراكاً وعمقاً ومعرفةً وانضباطاً في نفس الوقت بغية التحصيل العلمي المناسب الذي سيؤهلهم فيما بعد لخوض تجربة الاختبار الوزاري المرتقب ، وهو الأمر الذي ساهم في جودة المخرج التعليمي العام بشكل لافت .
فيما بعد ألغي الاختبار الوزاري وصار لكل مدرسة طابعها الخاص ومنهجيتها في إعداد وصنع طلاب المرحلة الثانوية بسبب غياب الاختبار الوزاري وتم تقديمهم إلى مرحلة التعليم الجامعي كيفما اتفق فاختصرت المناهج وعرفت أساليب معلميهم وزيادة على ذلك قدمت لهم ملخصات المواد التي ساهمت في إضعاف مستويات الطلاب وانكماش قدراتهم الذهنية والتحليلية والمعرفية أيضاً ، فكان ذلك من أهم الأسباب التي عززت من ضعف المخرج التعليمي العام حالياً .
في الجهة المقابلة لم تتورع الجامعات عن قبول هؤلاء الطلاب مطلقاً وحتى لو كان ذلك بأقل النسب التحصيلية وبمباركة نظام السنة التأهيلي الذي استوعب أعداداً هائلة من الطلاب الغير مؤهلين في الأساس للتعليم الجامعي ، فكان الناتج النهائي،ضعفاً عاماً لا يوازي حجم وتطلعات المراقبين والمهتمين بالشأن التعليمي .
@Salmansouray