افتتح معالي وزير التعليم الدكتور احمد بن محمد العيسى اليوم, فعاليات المؤتمر العالمي الأول للمصرفية والمالية الإسلامية الذي تنظمه جامعة أم القرى ممثلة في كلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية, ويستمر على مدى ثلاثة أيام بعنوان ” الكفاءة والاستقرار المالي “, بحضور معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس، وبمشاركة معالي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور فهد بن عبدالله المبارك ومعالي نائب رئيس البنك الدولي الدكتور محمود محي الدين، وخبراء اقتصاديون ومهتمين بالمصرفية والمالية الإسلامية من داخل وخارج المملكة.
ودشن معالي وزير التعليم فور وصوله مقر انعقاد المؤتمر بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية المعرض المصاحب للجهات والقطاعات الراعية للمؤتمر, وقد بدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم، ثم شاهد الجميع عرضاً مرئياً جسد أهمية المؤتمر ودور الجامعة في تنظيم مثل هذا الحدث العالمي .
وأوضح عميد كلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية رئيس اللجنة المنظمة الأمين العام للمؤتمر الدكتور صالح بن علي العقلا في كلمته أن المؤتمر يناقش أبعاد وقضايا اقتصادية متعددة، وأن الكثير من الدول في القارات الخمس باتت تركز في اقتصادها على الأعمال المصرفية الإسلامية وأولتها اهتماما بالغا كونها ملاذا آمنا لحماية الاقتصاد الكلي والفردي للدول ومجتمعاتها، مما حدا بالكثير من البنوك التقليدية في مختلف دول العالم للجوء لإنشاء مصارف إسلامية أو فروع لها داخل تلك البنوك.
وشدد على أهمية المؤتمر والموضوعات الآنية التي سيطرحها على طاولة البحث انطلاقا من حرص جامعة أم القرى ممثلة في كلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية بالجامعة واستشعارا منها للمسؤولية التي تحملها هذه الكلية الفتية في إنشائها والمستمدة من التاريخ العريق لهذه الجامعة، مشيراً إلى أن الكلية ومن خلال اللجنة العلمية للمؤتمر استقبلت 1034 ورقة علمية قدمها 863 باحثاً يمثلون 58 دولة من مختلف دول العالم أقر منها 75 بحثا وورقة عمل، مؤكداً أن هذا يمثل رقماً قياسياً جديداً وردة فعل غير مسبوقة على مستوى المؤتمرات والملتقيات والندوات العلمية ذات العلاقة بالاقتصاد الإسلامي.
وقال الدكتور العقلا :” نحن في جامعة أم القرى وفي كلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية تلقينا ذلك كرسالة غالية ومعبرة من المجتمع العلمي الدولي بثقتهم أولا بجميع المحافل العلمية التي تنظمها المملكة العربية السعودية عامة وجامعة أم القرى على وجه الخصوص، وثانياً أن بلاد الحرمين، هي المكان الأمثل للتجمع والالتقاء لمناقشة القضايا والمحاور التي من شانها إعادة صياغة هذا المجال بمختلف علومه”.
ثم ألقى معالي مدير جامعة أم القرى رئيس اللجنة الإشرافية العليا للمؤتمر كلمة أكد فيها أهمية انعقاد المؤتمر العالمي الأول للمصرفية والمالية الإسلامية في رحاب الجامعة تحت عنوان ” الكفاءة والاستقرار المالي” للإسهام في مراجعة وتقويم مبادئ الاقتصاد الإسلامي، مشيراً إلى أن المؤتمر يمنح مكة المكرمة أولية علمية في مجال تطوير المصرفية الإسلامية.
وأوضح أن المصرفية الإسلامية المعاصرةِ مرت بثلاث مراحل مفصلية أولاها الخوف من الفشل في النصفِ الأولِ من القرن العشرين، حينما كان النظام التقليدي الربوي الوحيد في الساحةِ، تلتها مرحلة البدايات الخجولة من خلال ظهور عدة مؤسسات لا تتجاوز أصابع اليدين ركزت على المرابحة كصيغة وحيدة للخروج من الربا مع توفير آلية مناسبة للتعويض عن المخاطر، ومرحلة إثبات الذات حيث أصبحت المصارف الإسلامية رقما صعبا في الساحة الاقتصادية، وحملت الصيرفة الإسلامية عددا من البنوك التقليدية العالمية على الدخول إلى هذا الميدان عبر تقديم منتجات أو تخصيص فروع لها تعمل في هذا المجال.
وقال معاليه ” بعد هذه المراحل أظننا الآن دخلنا مرحلةً رابعةً هي مرحلة المراجعة والتقويم، فلابد بعد هذه المسيرة الحافلة أن تكون هناك وقَفات جادة لتقويم التجربة، والتحقق من مدى توافقها مع المقتضياتِ الشرعية، والمتطلبات الاقتصادية المتنامية، ولذلك كان عقد هذا الملتقى واجبا ضروريا على كل مخلص مشتغل بقضايا الاقتصاد الإسلامي”.
بعد ذلك كرم معالي مدير جامعة أم القرى الجهات والقطاعات الراعية للمؤتمر .