أشجع رجل وأصعب لحظات الانتظار!!

أصيب أخي بمرض السرطان في شهر ذي القعدة من العام الماضي 1436 وكان وقع الخبر على نفسيته عندما أخبره الطبيب بذلك كوقع خبر مرض النزلة الشعبية ، لم يأبه للمرض ولم يخَف منه وعاش بقية حياته بكل شجاعة وقوة ، ورافقته في جميع رحلاته العلاجية حتى يئس الأطباء من علاجه لبلوغ المرض فيه مراحله الأخيرة وفي شهر ربيع الثاني من هذا العام 1437 ساءت حالته الصحية وذهبت به للمستشفى العام وأخبرني الطبيب بأن العلامات الحيوية هابطة عنده لدرجة الخطورة ولابد من تنويمه ، وفي اليوم التالي دخل في غيبوبة ثم أتى الطبيب بالمساء وقال لي : إن لحظات بقائه بالحياة أصبحت معدودة .. ومن هنا بدأت أصعب لحظات الانتطار في حياتي ، لحظة انتظار قبض روح أخي وفراقه الأبدي عن هذه الحياة ، فبقيت عنده بالمستشفى رغم أنه لا يشعر بأحد وكنت حريصاً أن أبقى إلى جانبه لكي ألقنه الشهادتين وأودعه.. وعند الساعة الثانية عشر وخمسة وخمسون دقيقة أخذ ينازع وعرفت أنها حانت لحظات الوداع وصرخت بالأطباء والممرضين ووضعت يدي على قلبه وفاي عند سمعه وأخذت أردد”لا إله إلا الله” وأدعو له حتى فاضت روحه إلى بارئها ، ولم يبقى بين يدي سوى جسده وأشيائه البسيطة” نظارته الطبية ، ومحفظته وشماغه”رحمك الله يا أبا عابد وغفر الله ذنبك ، خضت الصراع مع المرض بكل بسالة وأبقيت راية الصبر وقوة العزيمة مرفوعة حتى آخر لحظة من وعيك ، فإلى جنات الخلد بإذن الله يا أشجع رجل رأيته في حياتي.. عاش من العمر 56 عاماً وعندما تذكرت الأيام التي عاشها معنا كأنها لم تتجاوز ال 56 دقيقة أو أقل.. نعم إنها الحياة قصيرة مهما بلغنا فيها من عمر ، سوف ينقضي كلمح البصر .. اللهم نسأل حسن الخاتمة

والأسئلة التي تجول في ذاكرتي دائماً
هل تستحق هذه الحياة القصيرة أن نتخاصم بها لأجل أمور تافهة ؟ هل تستحق أن نهجر بعصنا لأجل زلة لسان عابرة ؟ هل تستحق أن نقطع أرحامنا وأحبابنا وأعمارنا سوف تنقطع فيها يوماً من الأيام

دعونا نتسامح.. نتغافل…نعفو ..نصفح لكي نودعها وقلوب من حولنا ملئية علينا بالمحبة والدعاء
دمتم بحفظ الله ورعايته
سعود بن عيد الرشيدي
Saudead32@gmail.com