صدر عن دار الكتاب الجامعي في الإمارات العربية المتحدة ولبنان كتاب بعنوان “القنوات الفضائية في عصر ثقافة الصورة وتقنيات الاتصال الحديثة” للدكتور وديع العزعزي أستاذ الإعلام المشارك بجامعة أم القرى.
ويتكون الكتاب من 140 صفحة ، توزعت في أربعة فصول، تطرق الفصل الأول للقنوات الفضائية التطور والتأثير، وناقش الفصل الثاني علاقة القنوات الفضائية بثقافة الصورة من خلال ثلاث مباحث(القنوات الفضائية ومشكلة الثقافة- القنوات الفضائية وثقافة الاستهلاك-تأثير ثقافة الصورة على الشباب)، فيما تناول الفصل الثالث القنوات الفضائية العربية من خلال مبحثين(تطور القنوات الفضائية العربية وواقعها- واقع القنوات الفضائية الاخبارية والتحديات التي تواجهها)، وخصص الفصل الرابع للحديث عن بيئة العمل في القنوات الفضائية من خلال ثلاث مباحث( العمل التلفزيوني الإخباري – تقنيات الاتصال الحديثة في القنوات الفضائية – فريق العمل الاخباري في القنوات الفضائية).
يقدم المؤلف من خلال الكتاب قراءة لواقع القنوات الفضائية والتحديات التي تواجهها لاسيما علاقتها بثقافة الصورة ، حيث تبدو اليوم القنوات الفضائية أكثر ميلاً لعرض الصورة الخاطفة البراقة التي تنشيء واقعاً مصطنعاً بدل الواقع العيني، إنها تعلمنا استهلاك الصورة لا قراءتها، ثقافة الصورة التي تقدمها محطات كبريات الشركات الإعلامية الخاصة حولت الثقافة إلى مشروع ربحي أساساً، ومن ثم فإن القضية الأساسية هي أن هناك توجيه لثقافة الصورة لخدمة أيديولوجيا السوق، وصولاً إلى تحويلها إلى سلعة، بمعنى أن ثقافة الصورة تجاوزت منطق النـزعة الفردية، وتبنت خيار النـزعة الجماهيرية طلباً للتسويق والاستهلاك والتأثير في الشباب ، فهي تؤمن بالقيم الاستهلاكية التي تمليها الفلسفة البراغماتية، فالمنهج الجديد لهذه الأيديولوجيا يتمثل في الربح الآني أو السريع ، وهذه الأيديولوجيا يروج لها من خلال القنوات الفضائية ، ومن خلال الأنشطة الثقافة الهادفة إلى تنميط الجمهور عموماً، والشباب خصوصاً ، وخلق قيم و تفضيلات ، وأنماط وسلوكيات ، وهي تتم بشكل غير مباشر وغير علني، ذلك هو شأن ثقافة الصورة من حيث كونها لا تخلو من أيديولوجيا.
كما أن المنطقة العربية شهدت تحولات اعلامية ملموسة لمواكبة التطور الهائل في تقنيات الاتصال ، الشائعة عالمياً على مختلف الساحات والصعد، ومنها ما يتعلق بالجوانب الإعلامية في الانتاج والإرسال وتقنيات النقل والبث ،وأصبحت القنوات الفضائية جزءً لا يستهان به ضمن الآلة الإعلامية العربية التي بات لها تأثيرها وحضورها الواضح ،والملموس لدى المواطن العربي ، فقد مكنت الثورة الرقمية والتطور التقني الذي رافق إطلاق الأقمار الصناعية من تكريس عصر السموات المفتوحة ، وضخ استثمارات هائلة في صناعة الاتصال مما أدى إلى تكاثر القنوات الفضائية ، وانخفاض تكلفة البث ، وتوسيع مجالاته ، وتزايد دور الملكية الخاصة وتراجع الملكية العامة لوسائل الإعلام ، وخضوع العمل الإعلامي للمنافسة التجارية . وبروز القنوات الفضائية العربية المتخصصة ولاسيما الإخبارية.
الجدير بالذكر أن للدكتور وديع العزعزي عدة اصدارات اعلامية من أهمها : القنوات الفضائية في عصر العولمة، و الاعلام الجديد ..مفاهيم ونظريات ،و دراسات اعلامية ،و إنتاج المواد المسموعة .