من أكثر عوامل تحضر المجتمعات هو اختزال كمية كبيرة من الفنون والمعارف وترجمة السير الأدبية والإنسانية للكتاب والأدباء والمفكرين جميعاً من كافة الأقطار .
بتلك القراءات سنتمكن من صقل التجربة الجديدة وصناعة مفكر آخر وتقديمه من جديد بشكل جيد ولن يتم ذلك إلا في ظل وجود خاصية الانفتاح وقراءة السير الذاتية للآخرين والإشارة إلى علومهم ومعارفهم وتجاربهم الشخصية , فالسيرة الذاتية فن قائم يستمد أصالته ومعناه من روح الكاتب ونَفَسه ِ العام الذي يرويه للناس في قالب سردي وأدبي خاص يتم من خلاله قراءة كل ما مر به كتاب هذا الفن في كافة مراحل حياتهم الخاصة ومحطاتها المختلفة ويعمل على رصد دقيق لأهم التحولات التي مرت عليهم فشكلت أدبهم وأثرت بهم فالأديب يعمل على تدوين مآثره الأدبية والعالم يحلل لهذا العلم ويفند أفكاره والفيلسوف يسجل تجاربه الفلسفية والفكرية , لتكون بذلك أحد اهم عوامل التشجيع بالنسبة للقراء والمهتمين وذلك بالوقوف على الصعوبات والتحديات وطريقة إداراتهم للأحداث .
وبنظرة سريعة على تاريخ هذا الفن نجد أن بداياته كانت من أوروبا على يد الكاتب الفرنسي جاك روسو في عام 1700 م حين أصدر الإعترافات وتبعه في ذلك كتاب أوروبا وامتد أثر هذا الفن إلى أن وصل إلى العالم العربي حين أصدر الشيخ أحمد الشدياق سيرته الذاتية ” الساق على الساق ” في باريس عام 1855 م فتبعه عبدالرحمن شكري والدكتور طه حسين وطيف كامل ضم كافة المثقفين و وصناع الرأي والسياسة والإقتصاد ممتدا من ذلك الوقت إلى عصرنا الحاضر .
Twitter:@salmansouray